المدينة المنورة: كل الطرق تؤدي إلى الحرم

المرور لـ «الشرق الأوسط»: هذا من ثمار عمل الورش والتخطيط

الحرم النبوي الشريف («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن المثل الشهير «كل الطرق تؤدي إلى روما»، انتقل إلى المدينة المنورة ولكن بشكل أفضل، فـ«كل الطرق تؤدي إلى الحرم» بحسب إدارة المرور التي ترى أن في ذلك انسيابية جاءت نتيجة تخطيط وورش عمل مدروسة.

وتصب كل طرق المدينة الرئيسية وأحيانا الفرعية باتجاه المسجد النبوي الشريف، إذ يشير لـ«الشرق الأوسط» المقدم عمر بن محمد النزاوي، المتحدث الرسمي باسم مرور المدينة المنورة، إلى أن ذلك من ثمار التخطيط الجيد للمدينة بأن تصب كل شوارعها نحو الحرم ولذا يلحظ الجميع الانسيابية في الحركة واختفاء المعوقات المرورية.

وتؤدي انسيابية الحركة المرورية في الطرق المحورية من وإلى الحرم النبوي الشريف إلى مرونة واضحة في الشوارع الرئوية المفضية للحرم النبوي لدرجة جعلت زائريه وقاصديه يتجولون بمركباتهم بكل أريحية، حسب ما ذكرته الإدارة العامة للمرور في المدينة المنورة، بالإضافة إلى وجود «مواقف» متوفرة ساعدت بشكل مباشر في تخفيف أعداد المركبات بجانب أكثر من ألف ومائتي قوة مرورية موجودة على مدار الساعة بجوار ساحات المسجد النبوي.

وبالعودة إلى المقدم عمر بن محمد النزاوي، فقد أوضح أن «انسيابية الحركة في المنطقة المركزية هي نتاج ورش عمل مستمرة ودراسات استطلاعية وكشفية لم تنقطع منذ أكثر من عام، حددنا فيها أماكن التجمعات والاختناقات، وتم التركيز على الشوارع التي تحوي مجمعات سكنية ومراكز تجارية، ومحاولة زرع أكبر عدد ممكن من أفراد الراجلة الموجودين على مدار الساعة لتمكنهم من الوصول إلى مناطق الازدحام بشكل رئيسي»، مشيرا إلى وجود أكثر من ألف ومائتين من ضباط وأفراد وضباط صف في جميع شوارع المدينة لخدمة ضيوف الرحمن والزائرين.

وأشار إلى أن تركيز إدارة المرور ينصب على الشبكة المحورية والطرق الشريانية، وأماكن توقف وإركاب حافلات الوفود السياحية، بمستوى عال من المراقبة الإلكترونية ورصد متواصل على مدار الساعة لتلك الأماكن، وزاد: «عبور الحافلات من وإلى المنطقة المركزية التي تشمل الفنادق والمجمعات السكنية يتم بكل انسيابية ومرونة، ونحاول جاهدين وبشكل علمي ومدروس عدم حدوث ما يعوق الحركة المرورية» وقال: «لا تهمنا الكثافة العددية للمركبات، بقدر خوفنا من تعطل الحركة إما بوقوف خاطئ، أو السير في عكس الاتجاه، وهو أمر يربك الحركة المرورية في أي مكان في العالم فما بالك في أماكن تكتظ بملايين الزوار».

وأضاف النزاوي، أن الإدارة بالمنطقة أصدرت أمرا يقضي بنزول كل الآليات والقوى البشرية العاملة كافة في إدارة مرور المنطقة، وكذلك المحافظات بهدف تنظيم حركة السير دائما ولتسهيل عملية الدخول والخروج من وإلى الحرم النبوي الشريف، وأن الأعداد الكبيرة للحافلات والشاحنات تسبب ضغطا كبيرا على المناطق الرئوية والمغذية لجميع شوارع وطرق المدينة المنورة خاصة مع اتساع الأنشطة السكانية، وزيادة الكثافة السكانية في أحياء المدينة المنورة، قائلا: «نحن على الدوام نقوم بدراسات حول أبعاد مشكلات المرور والنقل، وزاد من تسهيل مهمتنا الخطين الدائريين الثاني والثالث اللذان سهلا المهمة والحركة بشكل أكبر».

وحول أن كل الطرق تؤدي إلى الحرم النبوي الشرف، قال إنها «ميزة تنفرد بها المدينة المنورة ومن شأنها الرئيسي فك كل الاختناقات المرورية، فليس على قائد المركبة أن يسلك طريقا بعينه، بل كان من ثمار تخطيط المدينة المنورة أن تصب كل شوارعها نحو الحرم، ولذا يلحظ الجميع الانسيابية في الحركة واختفاء المعوقات المرورية، خاصة في هذا العام الذي تضافرت فيه كل الجهود وشهد موسما منقطع النظير في الدخول من وإلى الحرم النبوي الشريف دون معوقات تذكر».

من جانبه أوضح عطية الخيبري، أحد سكان منطقة المدينة المنورة أن ما يعوق الحركة المرورية هو طريقة استخدام طريق الملك فهد وطريق الأمير محمد بن عبد العزيز، فالقادم بسيارته على سبيل المثال من الجهة الجنوبية نحو الجهة الشمالية يتقابل أوتوماتيكيا مع القادم من الأمام في عكس المسار، فيتشكل لدينا ما يعرف بالاختناقات المرورية، ناصحا أمانة العاصمة المقدسة والإدارة العامة للمرور بإعادة تصحيح بعض الشوارع في بطن المدينة لأنها بحسب وصفه تتسبب في مشكلات كثيرة.

إلى ذلك، أبان لـ«الشرق الأوسط» المهندس طارق ديلوي، وكيل الأمين للتعمير والمشروعات أن أعمال سفلتة الطرق داخل المدينة المنورة والمحافظات والقرى التابعة لها جارية على قدم وساق وتم التركيز عليها خلال العامين الماضيين بشكل مكثف، أبرزها مشروع أعمال صيانة المشروعات؛ منها مشروع صيانة الطرق الرئيسية بالمدينة المنورة، ومشروع صيانة الشوارع الداخلية بالأحياء والمخططات الجديدة، ومشروع صيانة الشوارع والأرصفة في نطاق قباء، ومشروع الصيانة الوقائية للطرق وإعادة تأهيل الأرصفة، ومشروع صيانة الشوارع التنظيمية بالمناطق التطويرية بالمدينة، ومشروع صيانة الشوارع والأرصفة بالمخططات الاستثمارية والنفع العام بالمدينة المنورة، ومشروع صيانة شوارع الضواحي والمدن التابعة للمدينة المنورة، ومشروع صيانة الطرق الرئيسية وشوارع مداخل المدينة المنورة، إضافة إلى مشروع تطوير المواقع التاريخية بالمدينة المنورة، ومشروع صيانة الدهانات وأعمال السلامة المرورية لشوارع المدينة المنورة.