أزياء الأوسكار هذا العام بين جيدة.. سيئة وقبيحة

البعض يعتمد على الاسم والبعض الآخر على الحظ

TT

حدث ينتظره العالم كل عام، ويحضر إليه نجوم ونجمات هوليوود قبل عدة أشهر، فيه يتم توزيع جوائز الأوسكار لأفضل أفلام العام، وفيه تخضع النجمات لأصعب امتحان، ألا وهو امتحان الذوق والأناقة.

بعض النجمات يلعبن لعبة الأناقة في هذه المناسبة بتأن كبير، فمن المعروف عن الموضة أنها مليئة بالمطبات، لذا تلجأ بعض النجمات إلى اختيار الأزياء الكلاسيكية تفاديا للوقوع في الخطأ، غير أن البعض الآخر منهن يتمتع بالرغبة في خوض غمار الموضة من بابها الواسع، وهنا يلعب الحظ دوره، فقد ينجح بعضهن في اختيارها على الرغم من غرابتها وجرأتها، وفي حالات أخرى ينقلب السحر على الساحر وتكون النتيجة أناقة بلا ذوق وفساتين بلا شخصية.

فالمعروف عن أزياء المرأة بالتحديد أنها تعنون شخصيتها، ولكن ما يحصل في حفل الأوسكار، تقع النجمة، مهما علا شأنها، تحت وابل من الضغوطات للظهور بأجمل هندام، فالمنافسة قوية بين النجمات في تلك السهرة، وعدسات المصورين تقف لهن بالمرصاد، فما يحصل في الغالب، وبسبب الضغط، هو وقوع بعض النجمات في الخطأ، وهذا الأمر يحدث مرارا وتكرارا، ولكن في كل الأحوال، ما يهم النجمات هو الانتشار وتصدر الصفحات الأولى في الصحافة العالمية . ولسوء الحظ، ليس من الضروري أن يكون الفستان جميلا حتى تتكلم عنه الصحافة، فالقبح أيضا من شأنه أن يستحوذ على آراء النقاد، ففي كلا الحالتين النجمة التي توجد على السجاد الأحمر في حفل الأوسكار مادة إعلامية وإعلانية مهمة للصحافة والمصممين والمقلدين ....وحتى لضحايا الموضة.

أزياء الأوسكار لعام 2010، كان عنوانها العريض «الفينتيتج» أو (الموضة القديمة)، وكان الرابح الأكبر فيها هو اللون الزهري الفاتح جدا أو ما يعرف بالـ«نيود»، بحيث من المتوقع أن يكون هذا اللون، وبحسب ما أشارت إليه خطوط الموضة للموسم المقبل التي شاهدناها على منصات العرض في لندن وميلانو ونيويورك وباريس، هو اللون الأبرز في أزياء الصيف القادم.

واستطاعت النجمة ديمي مور أن تمسك خيط الموضة الصحيح من خلال فستانها، الذي يحمل توقيع «أتولييه فيرساتشي»، وكانت النتيجة لونا عصريا وقصة جميلة تجمع بين الكلاسيكية والحركة، فكان الفستان عبارة عن تصميمين، تصميم الصدر اقتصر على طبقات مسطحة من القماش بعضها فوق بعض، في حين جاء القسم الأسفل من الفستان على شكل طبقات تذكرنا بفساتين راقصات الفلامينغو مع وردة كبيرة الحجم عند أسفل الخصر.

واستطاعت النجمة جنيفر لوبيز، من خلال فستانها وهو من تصميم «أرماني بريفيه»، أن تظهر بشكل يليق بشكل جسمها وشخصيتها، فاختارت الفستان باللون الزهري الفاتح أيضا، وتصميمه جميل جدا، يعانق الجسد من جانب واحد، فهو ضيق من الخلف وعلى جهة واحدة، في حين تم التركيز على الجانب الآخر لتكون فيه كل الحركة والابتكار. فلوبيز معروفة بجسمها الممتلئ الجميل، والفستان أسهم في إبراز مفاتن النجمة من دون إفراط وابتذال. وميريل ستريب اختارت فستانا من تشكيلة كريس مارتش، باللون الأبيض، وكان اختيارها صائبا، لأن التصميم يتناسب مع سنها، وساعد على إبراز خصرها النحيل من خلال قصة كلاسيكية تمسك منطقة الخصر. وبالنسبة إلى الفائزة بجائزة أفضل ممثلة، ونجمة حفل الأوسكار لهذا العام ساندرا بولوك، فكان فستانها، من تصميم باتريشا فيلد في دار «ماركيزا»، بلون فضي بعدة درجات لماعة، ضيقا، وتنسدل أطرافه على الأرض وطويلا من الخلف، وتزين أكتافه تصميمات على شكل ورود مطرزة مختلفة الأحجام، وحرصت على أن تكون تسريحة شعرها بسيطة فاختارت المزينة فيرونيكا لايك وزينت أذنيها بأقراط من الماس من تشكيلة نيل لاين.

ومن الأزياء اللافتة في حفل هذا العام، فستان الممثلة هيلين ميرين باللون الأزرق الفاتح من تصميم «ميشكا»، وكان مناسبا جدا لسنها واستطاعت من خلاله أن تظهر بمظهر أنيق ولائق.

في أزياء الأوسكار لهذا العام، لم نشاهد زلات أناقة مميتة، مثلما حصل مرة مع المغنية بيورغ التي اختارت فستانا على شكل بجعة، أو الفستان الذي ارتدته الممثلة رنيه زيلوغر من تصميم كارولينا هيريرا، حيث لم يعرف رأسه من كعبه. ولكن يمكننا القول إن فساتين النجمات هذا العام لم تكن بغالبها لافتة، قد يكون العنصر الذي يجمع بينها هو «الرومانسية والخيال»، ولكن كان هناك نوع من المبالغة في بعض منها. وكما يقول المثل الشائع: «غلطة الشاطر بألف»، يقع اللوم هنا على أسماء مثل «ديور» و«شانيل»، لأنه وللمفاجأة كان فستان سارا جسيكا باركر من تصميم شانيل، فبدا وكأنه ناقص، وعلق بعض بالقول: «يبدو أن باركر لبست الفستان على عجل قبل أن يجهز»، وهذا صحيح لأن تصميمه غريب، وغير متناسق، وقطعة القماش التي لفت الرقبة كانت غريبة بعض الشيء وحتى رزمة الزهور على الصدر كانت غير موفقة، والشيء نفسه يمكن قوله عن فستان الممثلة تشارليز ثيرون من تصميم ديور، اللون الزهري جميل، لكن القماش لم يعط قيمة للتصميم، فبدا كأنه مكرمش وبحاجة للكي، أما التصميم المنفر على الصدر فلم يضف أي ابتكار، كما أن الذيل الطويل للفستان لم يأت بشيء جديد يضاف إلى تصميمات ديور الرائعة.

قبل حفل الأوسكار، بعثت رئيسة تحرير «فوغ»، أنا وينتور، برسالة إلى بطلة فيلم «أفاتار» زوي سالدانا، نصحتها فيها باختيار فستان قصير، لكن سالدانا قررت أن ترتدي فستانا طويلا، لأن المناسبة مميزة جدا والحفل فرصة قد لا تتكرر في الحياة، فارتدت فستانا طويلا باللون الليلكي بعدة درجات، مفتوحا من الأمام يظهر الساقين ربما لإرضاء وينتور، من تصميم جيفانشي، وكانت النتيجة سيئة، لأن الفستان غير مريح للنظر وغير متناسق التصميم، وتعدد أنواع وأشكال القماش المستعمل فيه مثقل بالتفاصيل.

وشبّه نقاد الموضة فستان الممثلة بينيلوبي كروز، من تصميم «دونا كارين» بفساتين وصيفات الأعراس ولكن باللون الأحمر، أما بالنسبة إلى فيرا فارميغا فكان فستانها، من تصميم ماركيزا، بلون زهري غامق (فوشيا)، بكشاكش كثيرة أكثر من اللازم. والممثلة والمغنية الشابة مايلي سايرس لم توفق للعام الثاني على التوالي بفستانها في حفل الأوسكار، ففي العام الماضي اختارت فستانا من تصميم اللبناني زهير مراد، فكانت النتيجة عبارة عن فستان جميل ولكن لا يناسب سنها، وهذا العام لم تنجح ساريس في اختيار فستانها الذي كان أشبه بلباس النوم، وكان القسم الأعلى ضيقا جدا على الصدر، ولم يكن لائقا بسنها وصورتها، ولا سيما أنها تعتبر قدوة للمراهقات اللاتي هن من سنها وأصغر.

وكانت هناك عدة فساتين لا يمكن وصفها بالقبح ولا بالجمال، وإنما يمكن القول إن تصميمها كان سيئا، مثل فستان بطلة فيلم «كرايزي هارت» ماغي غيلينهال، فكان لونه متعبا للعين، فتصميمه بسيط وخال من العيوب إلا أن النقوش على القماش قللت من قيمته وجعلته غير مناسب لحفل بحجم الأوسكار وأقرب إلى أن يكون فستانا مناسبا لحفلات الشاطئ.

وكان من الفساتين المحيرة أيضا، فستان كاميرون دياز من تصميم أوسكار دي لا رينتا، فإذا أردنا التكلم عن الفستان بحد ذاته، فهو جميل جدا، لونه جميل يكسوه الخرز بعدة أحجام، إلا أنه من المعروف عن أوسكار دي لا رينتا أنه ينجح في تصميم أزياء الأكبر سنا، لذا لم يكن خيار دياز موفقا.

كايت وينسليت اختارت فستانا من تصميم إيف سان لوران كالعادة، ولكن هذه المرة لم توفق بخيارها تماما، فاللون رمادي مائل إلى الفضي، وبدا كأن القسم الأعلى من الفستان غير متوافق مع القسم الأسفل منه، ولكن وينسلت حولت الأنظار من الفستان إلى الحلي، فاختارت عقدا رائعا من تصميم «تيفاني» وكانت تسريحتها بسيطة وجذابة.

ويبدو أن نجاح البريطانية كاري موليغان، الذي كان أشبه بسرعة البرق لا ينطبق على نجاحها في اختيار أزيائها، فها هي تخطئ مرة ثانية اختيار فستانها في أقل من ثلاثة أسابيع، ففي حفل توزيع جوائز «البافتا» في لندن اختارت فستانا من تصميم فرنسي مما أثار حفيظة المعلقين والنقاد في بريطانيا، وفي حفل الأوسكار اختارت فستانا، من تصميم برادا باللون الأسود، قصيرا من الأمام وأطول عند الأطراف، وزادت الطين بلة تلك الأقراط الضخمة التي اختارتها، والتي لم تساعدها على الظهور بشكل لائق.

يشار إلى أن أزياء النجمات في حفل الأوسكار لا تنتهي على السجاد الأحمر، لا، بل إنها تبصر النور بعد ساعات لا تتعدى الأربع ساعات لتكون متوافرة للعموم في المحلات التجارية، ففي كل عام، تقوم شركات تصنيع الألبسة بنقل أجمل التصميمات التي ترتديها النجمات في حفل الأوسكار، وبمجرد ظهورهن أمام الكاميرات تبدأ المصانع بخياطة الفساتين المقلدة، التي يتم بيعها بأسعار أقل بنسبة 70 في المائة أو أكثر من السعر الحقيقي للفستان.