بقي الزي التقليدي الجازاني محافظا على أصالته الأولى و«ثوابته القديمة»، وبقي كثيرون من أهل منطقة جازان (جنوب غربي السعودية) متمسكين بهذا الزي، في زمن تغير فيه كل شيء، حتى الزي السعودي الرسمي، الذي دخلت عليه في الآونة الأخيرة لمسات «حداثية» كثيرة، اجتذبت كثيرا من الشبان السعوديين في مختلف مناطق البلاد.
جازانيون كثر رفضوا التخلي عن ارتداء زيهم التقليدي باعتباره «ماركة مسجلة» يتفردون بها، خصوصا أن تلك الأزياء تتميز بألوانها الزاهية وارتباطها بطبيعة منطقة جازان من حيث الشكل واللون، فجعلوا منها رافدا تراثيا مهما للمنطقة يميزها عن بقية المناطق السعودية.
ويحرص على ارتداء هذه الأزياء التقليدية في الغالب أعيان المنطقة وكبار السن فيها، وحتى صغارها، في كافة المحافل الاجتماعية الخاصة والعامة، رافضين بذلك التخلي عن هذا «الموروث»، على الرغم من التطور الكبير في الأزياء السعودية.
ويتكون الزي الرجالي غالبا من ثلاث قطع هي «الإزار» و«الشميز» و«الشماغ»، ويرتدي عليها الجازاني «الجنبية» أو «الشفرة»، وهذه القطع تنقسم إلى ماركات وصناعة مختلفة، وتتباين أسعارها، ويصل سعر «المصنف» وهو نوع من «الإزار» إلى نحو 200 ريال إذا كانت صنعته حديدية «أي مصنوعة في الحديدة باليمن»، أما الماركات الأخرى فأسعارها تقل عن ذلك كثيرا. يقول إبراهيم حسن حريصي، في العقد الرابع من عمره لـ«الشرق الأوسط»: «عشت حياتي وأنا أرتدي هذا الزي، ولا أستطيع أن أغيره، مع أنني لا أستطيع أن أجبر أبنائي على ارتداء هذا الزي الشعبي الجازاني». وأكد أنه يلقى الاحترام والاهتمام عندما يراجع الدوائر الحكومية أو الشركات الخدمية مرتديا الزي الشعبي الجازاني، أكثر منه عندما يلبس الزي السعودي الرسمي، حسب قوله.
وعن أنواع الأزياء الجازانية، نوه حريصي باختلافه من المنطقة الساحلية إلى المنطقة الجبلية، مشيرا إلى أن لها مسميات عدة، عدها قائلا: «تختلف مسميات الملابس التي يرتديها الجازانيون، وتختلف باختلاف الطبيعة ومناسبة ارتدائها، فمثلا (الميل) وهو نوع من الأزياء النسائية في المنطقة، ويشبه اللباس الهندي، يلبس مع (العظية) في أيام الفرح، وترتدي عليه المرأة النباتات العطرية كالفل والكاذي والبعيثران، وغيرها من النباتات العطرية التي تشتهر بها منطقة جازان».
وأضاف: «كما يلبس أبناء منطقة جازان (الوزرة) وهي عبارة عن إزار يلبسه الرجال، وتتميز بحدة ألوانها وتشعب خطوطها، و(الفوطة) الرجالية وهي لباس منتشر في المناطق الساحلية في المنطقة التي ترتفع فيها درجات الحرارة في فصل الصيف لأنها خفيفة على الجسم، و(الكرتة) وهي عبارة عن لباس للمرأة في منطقة جازان، ويشبه الثوب إلى حد كبير وفيه درجة من اللمعان».
وأشار حريصي إلى أن الأزياء الشعبية الجازانية تشتمل أيضا على «المصنف»، وهو إزار يلبسه الرجل، ويتكون عادة من عدة ألوان وخطوط، و«اللحاف» وهو أيضا نوع من أنواع الإزار ويلبسه الرجال، ويتوافر بألوان تختلف باختلاف المكان، إضافة إلى «الشميز»، وهو عبارة عن رداء يلبسه الرجال، وترتبط ألوانه بالمناسبات، و«الصدرية» وهو قميص حريري أسود ولمّاع تلبسه المرأة، ويكمل الجزء الأسفل بالفوطة، و«المقلمة» وهي عبارة عن قطة من الحرير تزين من الأطراف وتلبس على رأس المرأة.
وتتضمن الأزياء التقليدية في جازان أيضا «صدرية العرضة»، وهي عبارة عن صدرية تلبس في مناسبات الأفراح وتخصص عادة للمشاركين في الفنون الشعبية.