غيب الموت أمس رجل الأعمال اللبناني أنطوان شويري عن 69 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، وسيوارى الثرى في بلدته بشري (شمال لبنان) غدا الخميس.
اعتبره الكثيرون «أسطورة حية في دوائر الإعلام والإعلان» و«إمبراطور الإعلان» و«عملاق الرياضة». وقد اختارته «آرابيان بيزنس» أحد أقوى 50 شخصية عربية تأثيرا على المستوى العالمي عام 2006. وصنف في عام 2008 بين أحد أهم 100 شخصية عالمية. والراحل الذي ارتبط اسمه بعالم التسويق والإعلام والإعلان على المستويين اللبناني والعربي، وشددوا على احترامه الرأي وحماية أصحابه. وقالوا عنه إنه «كان ينحني للحقيقة، ولا يمارس ضغوطا في مؤسسات له اليد الطولى فيها، بل على العكس، كان يقبل الانتقاد ولم يتدخل يوما طالبا تحريف واقع أو الإسهاب في الكلام عن إنجاز تحقق».
ويعود الفضل لشويري في وصول كرة السلة اللبنانية إلى العالمية. كما أسهم الراحل في إحراز نادي الحكمة لبطولة الأندية الآسيوية، وكذلك البطولة العربية. ويعتبر الجميع أن مزاياه وبصماته لا تزال واضحة على الرغم من ابتعاده لفترة طويلة عن العمل المباشر في الأندية.
إلا أن السمة الأبرز في تاريخ شويري هي اعتباره «أسطورة في عالم الإعلام والدعاية»، مع 38 سنة من النجاح في الأعمال. ومن خلال المجموعة التي تحمل اسمه مثّل عدة مجموعات إعلامية ضخمة، وأدخل مفاهيم حديثة إلى هذا الحقل المهني، ليحسب له أنه أحد رواد تحويل الإعلام إلى سوق صناعية تغلي بالمنافسة ولا يستهان بها مع انتشار الفضائيات مطلع العقد الأخير من القرن الماضي، ما أرغم في حينه شركات كبرى عربية وعالمية على الاتحاد والاندماج لمواجهة قوة «مجموعة شويري» ونفوذها وامتدادتها. ومعروف أنه كان يحتكر بيع الإعلانات لكبرى محطات البث في المنطقة مثل LBC وMBC وتلفزيون دبي. كذلك مثّل الجزيرة والحياة اللندنية ومؤسسة دبي للإعلام الإماراتية وصحيفتي السفير والنهار اللبنانيتين. وبفضل حجم مبيعات أعماله الإعلامية، التي تسيطر على المشهد الإعلامي اللبناني، كانت مجموعته تتحكم في معظم المجموعات الإعلامية في الخليج العربي. وتقدر حصة «مجموعة الشويري» بنحو 20 % تقريبا.
إلا أن علاقته بالمؤسسة اللبنانية للإرسال الفضائية (LBCI) كانت خاصة ووثيقة انطلاقا من قناعات ذاتية ووطنية. وكان يقول إن «علاقة قوية جمعته مع هذه المؤسسة على مدى سنوات ستة حافلة بالنجاح والإنجازات الاستثنائية التي سيخلدها تاريخ البث التلفزيوني والإعلاني. لقد غرسْنا بذرة علامة تجارية، وراقبناها وهي تنمو وتنضج، لتصبح واجهة مميزة في الفضاء الإعلامي، ورمزا يباهي به اللبنانيون والمجتمعات العربية في المنطقة». شويري لم يكن غائبا عن المشهد السياسي اللبناني، ولم يكن مستغربا أن يسعى إلى كسب وده كثيرون لما له من تأثير وإمكانات، وإن كان يفضل البقاء في كواليسه، ولم يكن يأبه للحملات التي تشن ضده على خلفية قناعاته، ولا توفر نشاطه الرياضي أو الإعلامي أو حتى الإنساني، لا سيما في غمرة الاحتدام الحاد بين القوى السياسية اللبنانية. إلا أنه حافظ على ثبات موقفه وعُرف بوفائه لأصدقائه لذا دعم بقوة ترشيح النائبة نايلة تويني ابنة صديقه الراحل جبران تويني.