أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات أطلقها خلال زيارته الحالية إلى السعودية، أن مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحده في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي «لن تأتي بنتيجة».
وطالب أردوغان بضرورة إشراك حركة حماس في أي اتجاه تفاوضي سيجري بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وقال إن جورج ميتشل المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط حصل منهما على وعد بالشروع في مفاوضات سلام.
وكان مجلس الجامعة العربية، قد أعطى السلطة الفلسطينية، ضوءا أخضر، للشروع في مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، بسقف زمني أقصاه 4 أشهر، على أن يتم تقييم مسار تلك المفاوضات بعد هذه الفترة.
وجرت كافة الجولات التفاوضية السابقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، دون مشاركة من حركة حماس.
ووجه أمس أردوغان حديثه للفلسطينيين، قائلا: «أنا أقول للطرف الفلسطيني: مشاركة عباس وحده لن تأتي بنتيجة».
وأضاف أنه يتفق مع رئيس مبعوث اللجنة الرباعية للسلام توني بلير، الذي قال إن الاجتماع الذي لا تشارك فيه حماس لا نستطيع أن نصل فيه إلى نتيجة. وقال أردوغان: «أنا أتفق مع هذا الرأي».
وأفاد رئيس الوزراء التركي بأن علاقات بلاده مع إسرائيل لا بد من تسييرها بشكل عادل، على نحو ينقذ المسجد الأقصى من المخاطر المحدقة التي تهدده، ومنها النفق، الذي تتم متابعة موضوعه مع كافة زعامات الدول الإسلامية، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإيقاف مساعيها الرامية إلى تغيير الهوية العربية.
وقال: «يجب المحافظة على الأماكن المقدسة الإسلامية وعدم السماح لإسرائيل بضمها إلى تراثها. إن هذا أمر مستفز».
وشدد رجب طيب أردوغان، على أهمية إيجاد «حل دائم للقضية الفلسطينية لوضع أواصر الاستقرار في المنطقة»، مؤكدا أهمية تضميد جراح قطاع غزة. وفي موضوع المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية، أوضح أردوغان أن «سورية ليست مترددة في العودة إلى مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين، ولكن تكمن المشكلة في الوسيط، فهم (السوريون) يطالبون تركيا بلعب هذا الدور، وقد لمسنا قبولا إسرائيليا لهذا الأمر».
وأكد أردوغان، أن تركيا ستقيم مدى إمكانية لعبها دور الوسيط في عودة المفاوضات السورية - الإسرائيلية. وقال: «إذا كانت هناك إيجابيات فنتمنى أن نبدأ المسيرة مرة أخرى». وعن مشكلة المياه مع الجانب العراقي، قال أردوغان، إن الجانب التركي أعطى العراق أكثر مما تم الاتفاق عليه بين الجانبين.
وجاءت مواقف رئيس الوزراء التركي تلك، خلال لقائه أمس في الرياض، رؤساء تحرير الصحف السعودية. وعن الموقف التركي من العقوبات ضد إيران، قال أردوغان: «العقوبات ضد إيران ليست جديدة، بل هي الثالثة، فالأولى والثانية لم تعطيا نتيجة، وإن الذين يدافعون عن العقوبة هم من أرسلوا الأموال إلى إيران، أي إنهم قطعوا العقوبات». وأكد أن خيار الدبلوماسية في التعاطي مع الملف النووي الإيراني هو الأمر الأهم. واتهم رجب طيب أردوغان، الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بامتلاك قنابل نووية، تهدد الأمن والسلم العالميين. وقال: «الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن هي التي لديها القنابل النووية، ولا ترغب أن يحصل عليها الآخرون». وفي تقييمه للوضع في منطقة الشرق الأوسط، وصف أردوغان المنطقة بأنها «تمر بمرحلة حرجة»، مؤكدا أن تركيا «تسعى إلى إرساء الأمن في المنطقة، والحوار مع الجوار، وتحويل المنطقة إلى سلام واستقرار».
وفي تطورات الأزمة بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، على خلفية قرار الكونغرس بوصف ما جرى للأرمن بـ«الإبادة»، قال أردوغان إن بلاده ستقيم الوضع في علاقتها مع أميركا قبل إعادة السفير التركي لواشنطن.
ورد رئيس الوزراء التركي أمس، على ما وصفها بـ«الإبادة الأرمنية المزعومة»، بأن بلاده تنظر بأسف لمثل هذا القرار، وترى أنه تم استصداره والتصويت عليه بطريقة «كوميدية». وأضاف: «أنا أؤمن أن أميركا ستفقد شريكا استراتيجيا مثلنا، نحن سنقيم الوضع قبل إعادة السفير إليها».