نفى أحد المعاونين المقربين من الرئيس الإيراني السابق الإصلاحي محمد خاتمي تقارير تحدثت عن منع الرئيس السابق من السفر خارج إيران. وكانت وكالة «فارس» للأنباء قد ذكرت أن خاتمي، وهو من أبرز مناصري حركة المعارضة الخضراء، منع من السفر خارج البلاد خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت «فارس» في خبرها: «منع محمد خاتمي من مغادرة البلاد». وجاء تقرير الوكالة نقلا عن رجل دين نقل بدوره تصريحات مسؤول أمني لم تحدد هويته. وقال معاون خاتمي أمس: «هذه الأنباء غير صحيحة. لا أؤكدها». وبدوره نفى محامي خاتمي علي زاده طبطبائي الأنباء. ونقل الموقع الإلكتروني لمنظمة «باران» التي يديرها خاتمي عنه قوله، إن «حظر السفر كذبة».
وقال محمود علي زاده طبطبائي لوكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا) إن «إصدار حظر بالسفر لأي شخص يحتاج إلى أن يصدر قرار قضائي، ولم يصدر أي قرار قضائي بهذا الشكل حتى الآن بالنسبة للسيد خاتمي». فيما نقل موقع «برلمان نيوز» الإلكتروني الموالي للإصلاحيين عن مصدر في مكتب خاتمي قوله: «السيد خاتمي لم تكن عنده مؤخرا نية للسفر إلى الخارج». ولم يكن هناك تعليق فوري من السلطات.
وتحدثت تقارير أخرى عن منع عدد آخر من الإصلاحيين من السفر إلى الخارج منذ الانتخابات، لكن خاتمي أهم شخصية يرد اسمها في هذا السياق. وخاتمي الذي كان يعد من الوجوه البارزة في النظام الإيراني، يتعرض لانتقادات حادة من قبل متشددين لدعم الرئيس الإصلاحي السابق مجموعات المعارضة التي قامت باحتجاجات بعد الانتخابات المثيرة للجدل التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية في يونيو (حزيران) الماضي. وتولى خاتمي الحكم من 1997 إلى 2005.
ويأتي ذلك فيما وجهت السلطات الإيرانية «تحذيرات» إلى 17 منشورة محلية، منها صحيفة إصلاحية واسعة الانتشار، بتهمة «مخالفة آداب المهنة» و«انتهاك القوانين» ونشر «أخبار سطحية»، وفق ما أفادت به وكالة «مهر» أمس. وذكر محمد علي رامين نائب وزير الثقافة المسؤول عن وسائل الإعلام في تصريح لوكالة «مهر»، أن المنشورات المستهدفة «لم تحترم الواجبات الصحافية، وانتهكت القواعد الخاصة بوسائل الإعلام، ونشرت أخبارا سطحية وروجت للميول المادية». وقد تلقت صحيفة «بهار» الإصلاحية تحذيرا لإقدامها على «نشر إشاعات وأكاذيب»، كما أوضح رامين الذي لم يقدم مزيدا من التفاصيل. أما المنشورات الأخرى المستهدفة، فإن القسم الأكبر منها مجلات تعنى بالموضة والمنوعات وتغطي أيضا أخبار المجتمع والثقافة والرياضة. ويأتي هذا «التحذير» بعدما أغلقت السلطات في الأول من مارس (آذار) صحيفة «اعتماد» الإصلاحية، واتهمتها بارتكاب «انتهاكات متكررة» للقوانين المنظمة للعمل الصحافي، كما أعلن رسميا.
وزادت السلطات الإيرانية التي تتعرض لانتقادات علنية من المعارضة الإصلاحية والمعتدلة منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل في يونيو، من الضغوط على وسائل الإعلام في الأشهر الأخيرة، فأوقفت عشرات الصحافيين، وأغلقت صحفا وزادت من التحذيرات التي لم تقتصر على صحافة المعارضة وحدها. وكانت السلطات قد وجهت تحذيرا في 20 يناير (كانون الثاني) إلى 15 صحيفة، منها «اعتماد»، وإلى صحف محافظة، بتهمة ارتكاب «مخالفات» عدة. وأخذت عليها خصوصا نشر تصريحات للرئيس السابق خاتمي اتهم فيها الحكومة بافتعال أزمة في البلاد، ونشر مواضيع ومقابلات «تعطي صورة مغلوطة» عن الوضع في إيران. إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس إلى الإفراج فورا عن المخرج السينمائي الإيراني جعفر بناهي، مؤكدا أن مصيره ما زال مجهولا، ومعربا عن دعم الشاعرة سمين بهبهاني التي منعت من التوجه إلى فرنسا. وقال كوشنير خلال حفل توزيع جوائز «مبدعون بلا حدود» على نحو 12 فنانا، إنه «يجب الإفراج عن المخرج جعفر بناهي الذي لا نعرف شيئا عن مصيره» وأعرب عن «دعم» الشاعرة سمين بهبهاني. وتحدث وزير الثقافة فريدريك ميتران، الذي ترأس الحفل مع كوشنير أيضا عن مصير بناهي واعتبره «مثيرا لقلق شديد»، كما أشار إلى منع الشاعرة الإيرانية من مغادرة إيران. واعتقلت قوات الأمن جعفر بناهي (49 عاما) في الثالث من مارس في طهران، لأنه كان يعد فيلما حول المظاهرات التي تلت الانتخابات في إيران. ورأت السلطات عمله «معاديا للنظام» حسب مواقع إلكترونية، ويعتبر من أبرز مخرجي «الجيل الجديد» من المخرجين السينمائيين الإيرانيين المعروفين في الخارج. ومنعت سمين بهبهاني (82 عاما) الاثنين من مغادرة إيران، بينما كانت متوجهة إلى باريس لإلقاء خطاب حول الحركة النسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.