لم يرتق النبيل الألماني «البرنس» إرنست أوغوست فون هانوفر، إلى مستوى المستقبليين الروس، الذين وجهوا بيان الحداثة إلى المجتمع الأرستقراطي في مطلع القرن العشرين باسم «صفعة للذوق العام»، لكنه وجه صفعتين وهو في حالة غضب إلى مدير مرقص ألماني قبل 10 سنوات.
وآن الأوان، أمس، للأرستقراطي الألماني، الذي هو الزوج الثالث للأميرة كارولين أميرة موناكو، لتلقي «صفعة» القاضي أندرياس شلوتر، قاضي محكمة هيلدزهايم، الذي حكم عليه بدفع غرامة قدرها 200 ألف يورو، لإصابته صاحب المرقص يوزيف برولينر (62 سنة) بأضرار جسدية طفيفة. وهذا يعني، بالطبع، أن فون هانوفر (55 سنة) دفع مبلغ 100 ألف يورو عن كل صفعة وجهها إلى صاحب المرقص، كما يكون قد اقتصد مبلغ 250 ألف يورو، لأن النيابة العامة طالبته بدفع 450 ألف يورو كتعويضات. القاضي علق على الحكم قائلا إنه تساهل في الموضوع، لأن الطرفين بالغا في عرض ملابسات الحالة، إذ ادعى صاحب المرقص إصابته بثقل السمع نتيجة الصفعتين، في حين حاول المتهم وزوجته كارولين التأثير في إفادات بعض الشهود.
هذا، وعرف عن فون هانوفر غرابة أطواره وممارسته العنف في ألمانيا، إلا أنه ربما ظن أن يد العدالة لن تطاله في أفريقيا. فالخناقة بينه وبين صاحب المرقص جرت في كينيا يوم 14 يناير (كانون الثاني) 2000، وانتقلت وقائع محاكماتها إلى ألمانيا، وادعى الضحية أن فون هانوفر أوسعه ضربا واستخدم دفا حديديا لضربه على رأسه. إلا أن «البرنس» اعترف تحريريا بأنه وجه صفعتين فقط لوجه صاحب المرقص «عديم الذوق».
ولكن هذا ليس كل شيء. فعلى فون هانوفر، بالإضافة إلى الغرامة، تحمل تكاليف علاج صاحب المرقص ودفع التعويضات عما ألحقه من أضرار بالمرقص. وللعلم، استغرقت المحكمة 26 جلسة، لكن فون هانوفر لم يحضر أي منها، بحجة أنها قضية «تمس الشرف»، وكلف زوجته كارولين (أميرة موناكو) بالحضور محله إلى جانب محاميه الخاص.
من غرابة أطوار فون هانوفر، الذي هو حفيد القيصر لودفيغ الثاني، أنه تبول على خيمة الجناح التركي في معرض «اكسبو 2000» في هانوفر، وصوره أحد «البابارازي» بالجرم المشهود، إلا أن الحكومة التركية لم ترفع أي دعوى ضده.