> تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «زمن العراق»، المنشور بتاريخ 9 مارس (آذار) الحالي، أقول: إن التركيبة الديموغرافية العراقية، ظلت عبر قرون طويلة مضت منسجمة، وتتشكل من فسيفساء متناغمة، بل وأخاذة في تلاحمها. إلا أن الطائفية التي تأججت وتحولت إلى سلاح يشهر بين الخصوم، وإلى وسيلة للوصول إلى السلطة، فتت تلك اللحمة وجعلتها أحزابا وشيعا متناحرة، تخوض حروبا طائفية لا تبقي ولا تذر، من دون أن ننحي دور «القاعدة» الهمجي في هذا المجال، وكذلك عنجهية الجماعات المسلحة ومليشياتها. إلا أن ما جاءت به من مرارات أعاد، من جهة أخرى، دق الجرس وأيقظ أذهان الشعب العراقي من جديد. وها نحن نراه يتشبث بالقشة الأكثر عرضا ومتانة، كما يخيل له، أو كما صور له المرشحون في ملصقاتهم الدعائية، التي كست جل جدران العراق وأعمدة الإنارة به، بل حتى جذوع الأشجار وأغصانها. متجاهلا تنقل المرشحين من ائتلاف إلى آخر، فقط بغية عودة الحياة إلى الرئة العراقية التي أغلقتها الفوضى الطائفية المسيسة، التي أعادت العراق إلى مراحل بدائية.
إبراهيم ناصر – السعودية [email protected]