ليبيا تقبل الاعتذار الأميركي بشأن التهكم على العقيد القذافي

كراولي: لم أقصد الإساءة إليه.. إنني أعتذر

TT

أعلنت ليبيا أمس عن انتهاء خلاف دبلوماسي بينها وبين واشنطن، وقالت إنها قبلت الاعتذار والأسف الشديدين اللذين أبدتهما وزارة الخارجية الأميركية مساء أول من أمس، على تصريح المتحدث باسمها، الذي سخر فيه من دعوة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لإعلان الجهاد ضد سويسرا. وقال بيان وزارة الخارجية الليبية أمس إن الأسباب التي دفعتها لتأجيل زيارات لمسؤولين أميركيين إلى ليبيا زالت بصدور هذا الاعتذار.

وذكرت وزارة الخارجية الليبية أنها ترحب باستئناف تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، وأنها تؤكد حرصها على تطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، وفي إطار الاحترام المتبادل.

وتنتظر ليبيا وصول مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، إليها الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في الحكومة الليبية لتأكيد عودة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية اعتذر أول من أمس عن تصريحات أدلى بها في وقت سابق عن الزعيم الليبي بعد تهديد طرابلس برد دبلوماسي.

وقال بي جيه كراولي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إنه لم يتعمد الإساءة للزعيم الليبي عندما سئل الشهر الماضي عن دعوة القذافي للجهاد ضد سويسرا، بسبب قانون جديد سنته يحظر إقامة المآذن فوق المساجد. وقال كراولي: «تلك التعليقات لا تعبر عن السياسة الأميركية ولم يكن المقصود منها الإهانة». وأضاف: «إنني أعتذر إذا كانت قد فهمت على هذا النحو، وأشعر بالأسف عما بدر مني من تصريحات خلقت عقبة أمام تطوير علاقاتنا الثنائية».

وزاد كراولي قائلا إنه يأسف لأن الجدل أثار توترا في العلاقات، مشيرا إلى أنه وفيلتمان وجها الدعوة للسفير الليبي يوم الجمعة الماضي، وأوضحا له أنه لم يكن يقصد الإساءة للزعيم الليبي.

وقال كراولي: «كان علي أن أركز فقط على قلقنا من مصطلح (الجهاد)، وهو ما أوضحته الحكومة الليبية منذ ذلك الوقت».

وجاء الاعتذار الأميركي عقب إبلاغ الدكتور شكري غانم، رئيس المؤسسة الليبية للنفط «الشرق الأوسط»، أول من أمس، أن بلاده في صدد منح الأولوية لشركات النفط الصينية والروسية على حساب الشركات الأميركية المتنافسة معها.

في سياق ذلك، اعتبرت صحيفة «الفجر» الليبية الرسمية أن الاعتذار الأميركي يمثل انتصارا جديدا لليبيا. وأضافت في عددها الصادر أمس: «هكذا أثبتت الجماهيرية صلابة موقفها وقدرتها على حماية كرامتها». وبعد أن أشارت إلى موجة الغضب داخل الشارع الليبي والصحافة الليبية، قالت الصحيفة: «وبهذا تطوى صفحة خلاف كاد يهدد العلاقات الثنائية بين ليبيا والولايات المتحدة التي شهدت في الآونة الأخيرة تطورا ملحوظا في مختلف المجالات».

على صعيد آخر، طالبت منظمة العفو الدولية، في رسالة وجهتها إلى وزارة العدل الليبية، تشتمل على عريضة موقعة من 14 ألف شخص، بالإفراج عن رجل الأعمال السويسري ماكس غولدي، الذي يقضي حاليا عقوبة مدتها أربعة أشهر بسبب ما تقول السلطات الليبية إنه انتهاك لقوانين الإقامة في البلاد.

ووصف الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية في بيان له غولدي بأنه «سجين رأي»، و«ضحية محاكمة دوافعها سياسية». وطالب الفرع السلطات الليبية أيضا بتسليمه جواز سفره حتى يتمكن من العودة إلى وطنه في أسرع وقت ممكن.