وسط معلومات عن قرب موعد زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى دمشق، قالت صحيفة «الوطن» السورية في افتتاحيتها أمس «لا أحد يملك أي معلومة عن زيارة جنبلاط سوى الرئيس بشار الأسد الذي سيحدد توقيت الزيارة وشكلها، في حال حصلت، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي يقود الوساطة بين جنبلاط ودمشق». وأن عنوان الزيارة إن حصلت سيكون «المصالحة والعودة عن الخطأ»، ولفتت «الوطن» إلى أن «آخر ما تم تداوله في هذا السياق كلام نقلا عن النائب جنبلاط، أنه سيتحدث في ذكرى اغتيال والده في السادس عشر من مارس (آذار)، وسيقول كلاما يختم به جرحا كبيرا، وسيكون آخر الكلام، ولن يكون بعده أي كلام». وردت الصحيفة على قول جنبلاط «أيريدون ذهاب وليد جنبلاط إلى سورية وحيدا أم مع طائفته؟ إذا كانوا يريدونه مع طائفته، فعندئذ لا بد من احترام كرامتها»، وأيضا قوله «إذا كان المطلوب أن أنتقل من الوسطية إلى مكان آخر، فلن أفعل.. كان أكبر خطأ جر علينا وعلى سورية القرار 1559 الذي كان أيضا فخا نصب لسورية ولبنان».
وقالت «الوطن» إن كلام جنبلاط هذا «يشير بوضوح إلى أن النائب اللبناني لا يزال تائها في نوع العلاقة التي يريدها مع سورية أو التي تريدها سورية معه، فهو يطرح أسئلة يعرف مسبقا أجوبتها، ويتحدث عن كرامة دروز لبنان، ناسيا كرامة كل السوريين، ولا يزال يصر على أن (1559) كان فخا، في حين أن القرار المذكور - وهو يعلم ذلك - كان مؤامرة على سورية ولبنان معا وعلى المقاومة خاصة».
وقالت «الوطن» - وهي الصحيفة السياسية الوحيدة التابعة للقطاع الخاص في سورية «بكل تأكيد لن تقبل سورية باستقبال وليد جنبلاط منفردا أو ضعيفا أو مهزوما»، وإن «دمشق - إن كانت ستستقبله - تريد استقبال رجل دولة لبناني له مكانته ودوره على الساحة السياسية اللبنانية، وداعم لخط المقاومة، وحريص على مصلحة لبنان ويعمل من أجله ومن أجل علاقات حسن جوار مع سورية». ولفتت إلى أن الموقف السوري تجاه الزيارة كان «أكثر من واضح، حين وافقت سورية على وساطة سماحة السيد حسن نصر الله وما يمثله، وحين طلبت من كل الذين (تبرعوا) للتوسط فسح المجال أمام وساطة سماحة السيد والابتعاد عن أي تصريح قد يشوش عليها». ونصحت الصحيفة جنبلاط بالتفريق «بين سورية الأمس وسورية اليوم»، وقالت «دمشق اليوم تتعامل مع اللبنانيين على أسس سياسية واضحة، ولا ترغم أحدا على تغيير مواقفه أو الانتقال من طرف إلى آخر، أو من الوسطية إلى مكان آخر»، وأنها «ترحب بكل لبناني يدعم المقاومة، وكل لبناني يريد علاقات مع سورية مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وهذا ليس بجديد، إذ إن السياسة الخارجية السورية تعتمد على دعم المقاومة واستعادة الحقوق واستقلالية القرار الوطني، فإذا كان جنبلاط يرى نفسه في هذا الإطار، فمن المؤكد أن نصف الطريق إلى دمشق تم اجتيازه».
وأشارت الصحيفة إلى أن سورية أعلنت رسميا «أنها تريد علاقة مؤسساتية مع لبنان»، ويعني ذلك، حسب الصحيفة، أن سورية ليست بصدد استقبال «زعماء طوائف بل رجال دولة»، وهي تنظر إلى زيارة وليد جنبلاط بصفته «رجل دولة له دوره في بناء القرار السياسي اللبناني»، وأن الزيارة ستحمل عنوان «المصالحة والعودة عن الخطأ، وليست للبحث في شؤون لبنان الداخلية التي ترفض دمشق التدخل فيها». وعن النصف الثاني من الطريق قالت «الوطن» إنه يتعلق «بكرامة السوريين وليس بكرامة دروز لبنان الذين لم يمسهم أحد في سورية، بالكلام ولا بالأفعال»، مذكرة النائب وليد جنبلاط بأنها «وحدها وساطة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي يحظى باحترام منقطع النظير عند السوريين، وكذلك وقبل أي شيء آخر تسامح الرئيس الأسد، كفيلان بالسماح له شعبيا بزيارة سورية»، مضيفة أنه لا شروط أمام زيارة جنبلاط «سوى عودته إلى خط المقاومة والعمل من أجل لبنان وليس ضده»، وأنها بانتظار ما سيقوله وليد جنبلاط كلاما أخيرا في 16 مارس.