عمدا أم من دون قصد بسبب غضب جامح؟
هذا ما شغل قاضية في محكمة بمدينة سالزبورغ، في شمال النمسا، وحاولت الوصول إلى قرار حاسم بشأنه لدى نظرها قضية عنف منزلي أقدم فيها الزوج على قضم جزء من أنف زوجته. وقد أصر الزوج في دفاعه عن نفسه، على الزعم بأنه لم يكن يقصد أنفها بالذات، وإنما حاول رد صفعة فاجأته بها وأوجعته! الزوجة من جانبها لم تنكر أنهما تشاجرا بعدما رمت أرضا باقة ورد أهداها لها الزوج اعتذارا عن سلوك اجتماعي شائن أقدم عليه وهو مخمور خلال سهرة مع بعض الأصدقاء. وقالت أمام المحكمة إنه سبق لها تهديد زوجها بأنها ستهجره إذا ما واصل تصرفاته «المحرجة».. ولكن من دون فائدة. وتابعت أنه ظل يشرب ثم يحاول الاعتذار، إلى أن حدث ما حدث في تلك الليلة، عندما استبد بها غضب شديد أدى لاشتباكهما بالأيدي، قبل أن تفاجأ بزوجها يقضم أرنبة أنفها. وبالتالي، يدفعها لإجراء جراحة تجميلية اضطر فيها الطبيب لرتق الأنف بجزء استعاره من الأذن. القاضية حاولت قدر الإمكان الوقوف على حقيقة ما إذا كان المتهم قد قضم الأنف عمدا أم بصورة عرضية غير مقصودة، وسط إنكار المتهم تعمد القضم وإصرار زوجته على القول إن قضمة بتلك القوة وفي ذلك الموقع بالذات لا يمكن أن تكون غير مقصودة. بل شددت الزوجة على أن زوجها تعمد تشويه جمالها لكي يقلل من فرص إقدامها على تركه وهجره.
وفي جلسة مشهودة، صباح أمس، حكمت المحكمة على الزوج الجاني بـ18 شهرا، منها ستة أشهر يمضيها في السجن، والمدة الباقية تتقرر وفقا لسلوكه، مع تغريمه قيمة العملية التجميلية. غير أن محامي الزوجة أكد أنها ستستأنف الحكم لاقتناعها بأنه جاء «خفيفا» لا يتناسب والضرر الجسدي أو المعنوي الذي لحق بها.