كشفت الحكومة البريطانية أمس عن مشروع مثير للجدل، لبناء خط سكك حديدية فائق السرعة، يصل مدينة لندن بمدينة برمنغهام شمال البلاد، ثاني أكثر المدن كثافة بعد لندن، بكلفة 30 مليار جنيه إسترليني 45 مليار دولار، على أن يبدأ بناؤه عام 2017 وينتهي عام 2026. وقال وزير النقل والمواصلات اللورد أدونيس خلال عرضه الخطة في البرلمان أمس، إن السكك الحديدية الفائقة السرعة المقترحة ستؤمن وظائف لـ10 آلاف شخص.
وأضاف أنه «على مدى السنوات العشرين أو الثلاثين القادمة ستحتاج بريطانيا إلى تغيير نوعي في طاقة النقل والمواصلات لدعم الاستجابة للنمو الاقتصادي في المدى البعيد.. والقطارات السريعة ستكون أكثر الوسائل فاعلية لتحقيق تغيير نوعي». وستربط السكة الجديدة بين لندن ومدينة برمنغهام، ثاني أكبر مدينة ذات قوة اقتصادية في بريطانيا، ويمكن أن تصل سرعة القطار إلى أكثر من 400 كلم في الساعة، ويقلص بذلك مدة الرحلة بين المدينتين من نحو ساعة ونصف الساعة إلى 30 دقيقة على الأقل و50 دقيقة على الأكثر. إلا أن حزب المحافظين يعارض الخطة التي وعدت الحكومة أنها لن تبدأ بتطبيقها إلا بعد الانتهاء من المشاورات واستكمال الأعمال التمهيدية. ومن المتوقع أن تثير الخطة مشاكل مع الآلاف من مالكي الأراضي التي ستمر عبرها السكة. وستمر السكة في قلب عدد من الدوائر الانتخابية المحسوبة على حزب المحافظين في «وست ميدلاندز» و«شيلترن هيل» في «باكينهامشير»، وهي مصنفة من بين 40 منطقة ذات جمال طبيعي خلاب في بريطانيا. ويؤيد رجال الأعمال الخطة بسبب النمو الكبير المحتمل الذي قد ينتج عن خط حديدي أسرع وأكثر فعالية، بين لندن ومدن شمال البلاد. وعلى الرغم من أن العمل في هذه السكة التي ستصل لندن، من محطة يوستون، ببرمنغهام، سيستغرق نحو عشر سنوات، فإن الخطة على المدى الأبعد هي تقليص الرحلة بين لندن ومدينة ادنبرغ الاسكوتلندية من نحو 5 ساعات اليوم إلى النصف تقريبا. إلا أن هذه الخطة لن تتحقق قبل عقود من الزمن. والخطة الحالية تقضي بأن القطار سيتوقف في طريقه من لندن إلى برمنغهام، على محطة يمكن تسلم قطار آخر منها إلى مطار هيثرو حيث تستغرق الرحلة من هناك نحو 11 دقيقة. ويعترض حزب المحافظين على ذلك أيضا، ويطالب بأن يتوقف القطار في المطار، وهي خطة تؤيدها شركة القطارات المشغلة لأحد أكثر مطارات أوروبا ازدحاما. وذكر اللورد أدونيس أمس عند عرضه خطته نجاح السكة الحديد الفائقة السرعة التي تصل لندن بفرنسا، وقال: «الوقت حان لكي نبدأ بالتخطيط الجدي لسكك حديد فائقة السرعة بين مدننا الكبرى.. أعتقد أن القطارات الفائقة السرعة لديها دور كبير لتلعبه في مستقبل بريطانيا». وكشف أيضا عن دراسة خطة أوسع لوصل برمنغهام بمانشيستر وليدرز. وستخفض هذه الخطة أيضا الرحلات بين هذه المدن من أكثر من ساعتين وعشر دقائق حاليا إلى نحو 75 دقيقة. وعلى الرغم من أن أدونيس دعا إلى أن تكون هذه الخطة خارج التجاذبات السياسية، فقد انتقدت وزيرة النقل والمواصلات في حكومة الظل تيريوا فيليي (حزب المحافظين)، الخطة، وقالت: «حزب العمال خان الخطة التي وضعناها ببناء شبكة حديد فائقة السرعة عبر تركهم هيثرو خارج الخطة...». كذلك عبر أحد الناشطين من مؤسسة «حماية الريف الإنجليزي»، رالف سميث، عن قلقه من الخطة، وقال إن بعض العناصر فيها تثير «قلقا كبيرا» ودعا الحكومة للاستماع إلى شكاوى المواطنين الذين يعيشون في المناطق التي ستمر عبرها السكة.