اعتبر دلدار زيباري نائب رئيس مجلس محافظة نينوى عودة العشرات من العوائل المسيحية إلى مدينة الموصل مركز المحافظة هي الحالة الطبيعية وأن الحالة الشاذة هي رحيلهم عن المدينة التي يعتبر مكونهم من المكونات الرئيسية فيها.
وكان عدد من العوائل المسيحية يقدر بـ122 عائلة قد عادت قبل الانتخابات إلى مدينة الموصل. وأكد زيباري لـ«الشرق الأوسط» أن هذه العائلات عادت «لأنها اعتقدت أنه لا بد لها من أن تشارك في صنع مستقبل العراق وقد شاركت جميع هذه العوائل في الانتخابات»، مشيرا إلى أن المكون المسيحي «يحظى باهتمام دولي كبير ويعتبر في مدينة الموصل من مكوناتها الأساسية». وحول ما إذا كانت مشاركتهم كبيرة في الانتخابات، قال زيباري: «إنهم شاركوا بشكل لافت للنظر مع إخوانهم من المسلمين والشبك والأيزيديين». وكان يونادم كنا رئيس قائمة الرافدين وعضو مجلس النواب السابق قد أشار في تصريحات صحافية إلى أن مشاركة المسيحيين بلغت في مدينة الموصل نحو 10% من عددهم الأصلي بسبب تخوفهم من الاستهداف.
من جانبه، أكد باسم بلو قائمقام قضاء تلكيف ذي الكثافة المسيحية أن العوائل التي عادت إلى القضاء وإلى أقضية أخرى في الموصل هي العوائل التي خرجت احترازا من الأوضاع الأمنية والاستهداف الذي شمل بعض المسيحيين في المدينة قبل الانتخابات، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «جميع المسيحيين يدركون تماما أن السبب وراء استهدافهم هو الأغراض والأهداف الانتخابية، ولذلك عادوا قبيل الانتخابات بأيام وبعدها بأيام أيضا بعد أن اطمأنوا إلى أن خروجهم الاحترازي قد زالت أسبابه». وكان أكثر من 250 أسرة مسيحية نزحت من مدينة الموصل في اتجاه سهل نينوى خوفا من العمليات المسلحة التي شهدتها مدينة الموصل قبل الانتخابات النيابية الأخيرة حيث سجلت غرفة عمليات شرطة الموصل مقتل تسعة مسيحيين نتيجة أعمال العنف التي شهدتها المدينة في تلك الأيام، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). يذكر أن وتيرة استهداف المسيحيين كانت قد ارتفعت في الآونة الأخيرة في مدينة الموصل التي تعد من أكثر المدن اضطرابا من الناحية الأمنية في مشهد أعاد للأذهان ما تعرضوا له قبل عامين عندما نزحت مئات الأسر المسيحية إلى خارجها.