مصادر الداخلية المغربية تكشف النقاب عن جنسيات المبشرين المبعدين من البلاد

توقعات باستمرار طرد الأجانب الذين تثبت ممارستهم لأنشطة تبشيرية

TT

توقعت مصادر مغربية مطلعة أن تبادر سلطات الرباط إلى طرد مزيد من الأجانب الذين يثبت أنهم يمارسون أنشطة تبشيرية. وقال مصدر في وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» إن عدد الذين أبعدوا بالفعل من البلاد بلغ حتى الآن 27 شخصا، ضمنهم 16 كانوا يشرفون على ملجأ للأيتام في بلدة «عين اللوح» قرب مدينة إفران السياحية، فوق جبال الأطلس (وسط البلاد).

وقالت السلطات إن المبشرين كانوا يلقنون أطفال الملجأ، وهم من اليتامى ومجهولي الآباء مبادئ الدين المسيحي. كما أنهم كانوا يستغلون فقر بعض الأسر في المنطقة، حيث يقدمون لهم بعض المساعدات لقاء إرسال أبنائهم إلى الملجأ.

وذكرت السلطات أنها أوفدت أطباء ومدرسين واجتماعيين للملجأ وأن إدارته أصبحت الآن مغربية بالكامل. وبث التلفزيون المغربي الليلة قبل الماضية شريطا عن الملجأ، لم يظهر فيه أشخاص أو أطفال، لكن ظهر بعض الكتب التي تحمل رسومات ذات طابع ديني واضح، ومن بينها رمز الصليب. وقالت مصادر وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» إن الذين أبعدوا هم من أميركا وبريطانيا ونيوزيلندا وهولندا وجنوب أفريقيا والبرازيل وكوريا الجنوبية ونيجيريا، وكانت وزارة الداخلية التي نشرت بيانا حول الموضوع يوم الثلاثاء الماضي، لم تحدد تاريخ إبعاد هؤلاء الأشخاص، وكذلك المدن المغربية التي كانوا يقيمون فيها.

وأفادت بعض الأنباء أن عددا من الذين أبعدوا من بلدة عين اللوح، هم من نيوزيلندا. وفي هذا السياق، نسب إلى كريس بروادبنت، وهو أحد المبعدين، قوله: «استدعينا من طرف الأمن، وأبلغنا أن بطاقات إقامتنا قد ألغيت، وبالتالي فإن وجودنا في المغرب لم يعد قانونيا وبالتالي علينا الخروج فورا». وقال بروادبنت إنه منح هو وزوجته تينا، وطفلاهما، مدة ساعة ونصف لمغادرة دار الأيتام التي كانت تشرف عليها منظمة «قرى الأمل» الخيرية المسيحية، ثم بعد ذلك رافقتهم حراسة أمنية إلى الحدود ولم يحدد بروادبنت نقطة الحدود البرية التي غادر منها، وإن كان يرجح أنها ربما تكون مدينة سبتة، التي تحتلها إسبانيا في شمال المغرب، خاصة أنه يوجد حاليا في إسبانيا في طريقه إلى نيوزيلندا.

وأوضح بروادبنت أن أطفال الملجأ، وعددهم نحو 33 طفلا، انزعجوا لمغادرتهم، مشيرا إلى أن بعضهم كانوا يبكون. وأقر بروادبنت بأن السلطات المغربية عند استجوابهم وجدت لديهم بعض الكتب المسيحية، وأقراصا مدمجة (سي دي) وأنها وجهت لهم تهمة تنصير أطفال الملجأ. وقال بروادبنت إن ما كانوا يقومون به هو نشر «رسالة حب وسلام»، مشيرا إلى أنهم أمضوا في الملجأ قرابة سنتين.

يشار إلى أن القوانين المغربية تمنع التبشير، وفي هذا الصدد، سعت السلطات المغربية إلى تعزيز موقفها بنشر تصريحات أدلى بها أسقف الكنيسة الكاثوليكية في الرباط، فانسان لانديل، قال فيها إن «التبشير المتمثل في إكراه فئات تعاني الضعف على تغيير ديانتها يعتبر عملا مدانا». وأكد الأسقف لانديل أن الأشخاص الذين تم طردهم من طرف السلطات المغربية لقيامهم بأعمال تبشير «لا يتصرفون وفق قوانين الكنيسة الكاثوليكية ولا تربطهم أية صلة بالأسقفية الكاثوليكية»، مشيرا إلى أن الكنائس في المغرب مفتوحة أمام المسيحيين الأجانب حيث يمكنهم ممارسة ديانتهم من دون أدنى تضييق. وحول ممارسة الشعائر الدينية بالنسبة للأجانب من المسيحيين، قال أسقف الكنيسة الكاثوليكية «لنا كامل الحرية المطلوبة».