في يوم بلغت درجة الحرارة فيه 31 درجة مئوية، لم يتوان 1700 طالب متطوع من طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في تقديم 12 ألف ساعة عمل تطوعي في 5 مدن، هي: الخبر، والدمام، والظهران، والقطيف، وسيهات.
وسجل مهرجان اليوم التطوعي الثاني، الذي اختتمت فعاليته، أول من أمس، في المنطقة الشرقية، أكثر من 7 آلاف مستفيد، ما بين فرد وأسرة، من برامج المهرجان التي شملت 30 موقعا داخل الشرقية.
ورسم هؤلاء المتطوعون لوحة من عطاء، تنوعت مشاهدها بين خدمة الأيتام والمسنين والمعاقين ونزلاء السجون ودور الملاحظة الاجتماعية ومساعدة الأسر المحتاجة في الإسكانات الخيرية والأحياء التي يقطنها ذوو الدخل المحدود، إضافة إلى زيارة المرضى في عدد من المستشفيات، والعناية بالواجهات البحرية في شاطئ نصف القمر وكورنيش الخبر، والواجهة البحرية في الدمام.
وكان من بين المستفيدين من البرنامج 600 يتيم، و300 أسرة استفادت من المعونات الغذائية المقدمة، إضافة إلى 30 أسرة مستفيدة من برنامج توزيع الأثاث المستعمل، والمقدم من 30 أسرة مانحة.
وتنوعت برامج المهرجان، الذي تشارك في رعايته «أرامكو» السعودية، وشركة «الاتصالات السعودية»، ما بين فعاليات ترفيهية وتنموية وتعليمية وبيئية واجتماعية وصحية.
ويهدف المهرجان، الذي تنفذه وحدة العمل التطوعي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للعام الثاني على التوالي، إلى نشر ثقافة العمل التطوعي بين شباب المجتمع، وتقديم الخدمة التطوعية للمحتاجين، ونقل العمل التطوعي إلى مستوى أكثر احترافية يدار بطريقة مؤسسية، والتأكيد على دور المؤسسات الحكومية والتعليمية بشكل خاص في تقديم خدمات تطوعية وبرامج لخدمة المجتمع.
وفي كلمة له قبل انطلاقة المهرجان التطوعي، ذكر الدكتور خالد السلطان، مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن خروج 25 في المائة من طلاب الجامعة في لحظة واحدة لتلبية نداء التطوع، الذي أطلقته الجامعة، يدل على نجاح مبادرة العمل التطوعي، التي شرعت فيها الجامعة قبل عامين، وكان من أحد برامجها تنفيذ مهرجان العمل التطوعي الأول، الذي شارك فيه 1500 طالب.
وتوقع مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن تصبح فكرة الأيام التطوعية نموذجا يطبق في الجامعات السعودية، بعد أن أصبحت مبادرات الجامعة الأكاديمية، التي أطلقتها في أوقات سابقة، نموذجا يعمل به في الجامعات السعودية الأخرى.
وشدد السلطان على أن العمل التطوعي لن ينتهي بنهاية ساعات المهرجان، قائلا: «هذا المهرجان يغرس ثقافة ينبغي تطبيقها طوال أيام العام، فالفرد الذي يسهم في خدمة مجتمعه اليوم لا ينبغي أن يكون سببا في ضرره غدا».
من جانبه، أكد الدكتور سالم الديني، المشرف على المهرجان، أن هذا المهرجان يعد فكرة تطوعية رائدة على مستوى الجامعات السعودية، وهي محاكاة لفكرة الأيام التطوعية الكبرى التي تجرى في الجامعات الأميركية والأوروبية، واستحضار لإرث موجود في التاريخ الإسلامي للتكافل الاجتماعي.
وبيّن الديني أن «العمل في المهرجان لا يقتصر فقط على تقديم الخدمة التطوعية المجردة، بل يتعدى إلى إشراك المجتمع في تقديم هذه الخدمة، حيث يقام المهرجان بالتعاون مع عشرات الجهات الحكومية والأهلية والخيرية، وبمشاركة مشكورة من المقتدرين من أبناء المجتمع، الذين أسهموا في تقديم المساعدات، وبخاصة فيما يتعلق بالأثاث والغذاء، بينما تولى المتطوعون تقديمها».
وأضاف أن المهرجان يهدف إلى ترك أثر طويل المدى على المستفيدين، وذلك من خلال تقديم برامج تعليمية في مجال الحاسب الآلي والتقنية. وأشار الديني إلى أن تجربة العام الماضي أثرت العاملين في البرنامج، الذي يعد الأول في نوعه على المستوى المحلي، وأفادت في إعادة تقييم الكثير من البرامج التطوعية، واستحداث برامج أخرى للوصول إلى مستوى يلبي الاحتياجات الفعلية للمجتمع، حيث يقول: «لمسنا حاجة في جوانب لم تصلها يد المتطوعين من قبل، وفي مهرجان العام الحالي قمنا بتغطيتها».
وإضافة إلى مهرجان اليوم التطوعي الثاني، تقيم الجامعة معرضا للفرص التطوعية، في الفترة من 14 إلى 16 مارس «آذار» الحالي، تشارك فيه 60 جهة خيرية وتطوعية، ويفتتحه وزير الشؤون الاجتماعية، الدكتور يوسف العثيمين، وتقام على هامشه ندوات ومحاضرات لمناقشة الكثير من شؤون العمل التطوعي ومستقبله، والتحديات التي تواجهه.
ويناقش المشاركون، الذين يمثلون مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين في المجال التطوعي في هذه الندوات، مقترحا بربط الحصول على الشهادات التعليمية في مؤسسات التعليم العالي والتعليم العام بتقديم خدمات تطوعية للمجتمع.