أعربت الخطوط الجوية البريطانية، وعلى رأسها رئيسها التنفيذي، ويلي وولش، عن أسفها البالغ نتيجة قرار نقابة الموظفين «يونايت»، التي تمثل نحو 30 ألف من موظفيها القيام بإضراب لمدة 7 أيام، على مرحلتين نهاية الشهر الحالي.
وجاء قرار «يونايت» بعد سلسلة من المحادثات والاجتماعات لمناقشة الأجور، وظروف عمل الموظفين مع شركة «بريتش إيرويز»، التي كانت تسعى إلى التوصل إلى صيغة تفاهم، بعيدا عن الإضرابات، التي من شأنها أن تزيد من أعباء الشركة المالية.
وقالت نقابة «يونايت» العمالية إن أعضاءها سينظمون إضرابا لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من 20 مارس (آذار) الحالي، يليه إضراب آخر لمدة أربعة أيام اعتبارا من 27 من الشهر نفسه.
واستبعدت النقابة تنظيم إضراب في عطلة عيد الفصح في أوائل أبريل (نيسان) المقبل.
وقالت «بريتش إيرويز» إنها لن تسمح لأعضاء النقابة بوقف الرحلات، وستطبق خطط طوارئ لاستمرار الرحلات.
وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية إن «يونايت» ليست محقة في قرارها، فمن المعروف عن موظفي الشركة مهنيتهم العالية، وفي المقابل تقدر الشركة مهارات موظفيها وتعاملهم بطريقة عادلة ومنصفة.
وفي بيان أصدرته «بريتش إيرويز»، قالت إنها تعاني خسائر مادية فادحة منذ سنتين، وصلت إلى 86 مليون جنيه إسترليني، (130 مليون دولار أميركي). لكن، وعلى الرغم من ذلك، تفادت الشركة فصل عمالها، ولكنها قامت بتعديلات ضرورية لتأمين مستقبل طويل الأمد لكل من الشركة والموظفين. وتابع البيان: «لم يخضع موظفو الشركة الذين يعملون على متن طائراتها لأي تقليص لرواتبهم، بل إنه من المعروف عن أطقم (بريتش إيرويز) أنهم يتقاضون أعلى أجور بالمقارنة مع أجور طواقم شركات طيران أخرى في بريطانيا».
وأوضحت «بريتش إيرويز» أن «يونايت» تتهم الشركة بأنها أخلّت بعقود عدد من موظفي طواقمها من خلال القيام بتغييرات في صيغة طريقة عمل عدد من طواقمها على عدد معين من رحلاتها المنطلقة من مطار هيثرو، وهذا ما تنكره الشركة، مشيرة إلى قرار المحكمة العليا في ديسمبر (كانون الأول) إيقاف الإضراب الذي كان المزمع القيام به فترة أعياد الميلاد في ديسمبر الماضي.
وتابع بيان «بريتش إيرويز» أن قرار المحكمة جاء بعد أن تبين لها بأن التغييرات التي قامت بها شركة الطيران كانت صالحة ومحقة.
وبحسب «بريتش إيرويز»، فإن التغييرات التي قامت بها، تساعد الشركة على توفير أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني في العام الواحد.
لكن يرى بعض من موظفي «بريتش إيرويز» أن الشركة لم تكن عادلة ومنصفة في معاملتها لهم، بعد أن جمدت الرواتب في 2010، وحولت 3 آلاف من موظفيها على متن الطائرات للعمل لساعات أقل وتحويل وظائفهم من دوام كامل إلى دوام جزئي، وتقليص عدد الطاقم على كل رحلة من 15 إلى 14 موظفا على الرحلات البعيدة المدى انطلاقا من مطار هيثرو.
وتقول «بريتش إيرويز» إنها ستقوم بكل ما في وسعها لحماية عملائها، وتنوي تشغيل كل رحلاتها من مطار لندن سيتي، بما فيها جميع الرحلات البعيدة المدى إلى نيويورك، ومن مطار غاتويك تعتزم الشركة تشغيل كل رحلاتها البعيدة المدى إضافة إلى 50 في المائة من الرحلات قصيرة المدى. وسيتم تشغيل غالبية الرحلات البعيدة والقصيرة المدى في أوقاتها. كما تعمل الشركة حاليا على الحصول على مقاعد عن طريق شركات طيران أخرى، لضمان وصول آلاف المسافرين من عملائها إلى وجهاتهم في مواعيدها المقررة.
وصرحت الشركة بأنها ستعلن قبل 4 إلى 5 أيام من موعد البدء في الإضراب برامج الرحلات المعدلة، ونصحت الشركة عملاءها بزيارة موقعها www.ba.com لمتابعة جميع التطورات الحاصلة، أو الاتصال بمكاتب السفر.
وختمت «بريتش إيرويز» بيانها بالقول بأنها لا تزال على استعداد تام للتفاوض مع «يونايت». يشار إلى أن «بريتش إيرويز» قامت مؤخرا بتدريب 1000 من موظفيها من أقسام مختلفة في الشركة على العمل على متن الطائرات تحسبا لقرار الإضراب.
وأكدت «يونايت» أنها لا تعتزم الإضراب أيام عيد الفصح، تفاديا لحدوث رد فعل سلبي من قبل المجتمع البريطاني، وهذا ما حصل في ديسمبر، عندما أدان البريطانيون قرار «يونايت» التي كانت تنوي القيام بالإضراب فترة أعياد الميلاد ورأس السنة، مما أدى إلى انقلاب الرأي العام على «يونايت»، وتدخل الحكومة.
وتتهم «يونايت» الرئيس التنفيذي في «بريتش إيرويز»، ويلي وولش، وغيره من مديري الشركة، بأنهم يشعلون النار أكثر، بسبب بتصريحاتهم العلنية، مضيفة أن تلك التصريحات هي مصممة لإشعال الموقف بدلا من إخماد نيرانه.