قال طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي والقيادي في القائمة العراقية الوطنية، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور إياد علاوي، بأن «الهدف من استبعاد عدد من أعضاء القائمة العراقية من الترشيح لمجلس النواب القادم، كان لخلق وتعظيم المخاوف من أعداء مصطنعين، والتلويح بخطر وهمي قادم، سعيا للتأثير في إرادة الناخبين، لكي ينخرطوا في دعم خيارات انتخابية معينة»، منوها بأن «مسألة الاجتثاث استخدمت كوسيلة دعائية ذات أغراض انتخابية للقوى التي تبنتها، ويبدو أنها حققت أغراضها».
جاء ذلك تعليقا على قيام هيئة المساءلة والعدالة، التي كانت تسمى بهيئة اجتثاث البعث، والتي يترأسها أحمد الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني العراقي والمرشح لمجلس النواب عن الائتلاف الوطني العراقي، باستبعاد 55 مرشحا، غالبيتهم من مرشحي القائمة العراقية الوطنية، ورشحوا كبدلاء عن الذين تم إقصاؤهم سابقا.
وأضاف الهاشمي قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، أمس، بأنه «من الواضح لدينا أن عملية استبعاد المرشحين لم تكن دستورية ولا قانونية، بل هي شكل من أشكال العزل السياسي للمنافسين».
وتابع نائب الرئيس العراقي: «في حقيقة الأمر، إن كتلة (العراقية) كانت هي المستهدفة جزاء تبنيها للمشروع الوطني الخالص، الذي يمثل عبورا جريئا للخطوط الطائفية والفئوية، ويسعى للإعلاء من شأن الهوية الوطنية المشتركة بين العراقيين من دون استثناء ولا تمييز».
وأشار الهاشمي إلى أنه «كان الهدف من عملية الاستبعاد هذه إخراج القائمة العراقية الوطنية من حلبة التسابق الانتخابي، ولكن خاب فأل الساعين لذلك، ولم تفلح تلك المحاولات في تحقيق أهدافها في تحجيم كتلتنا أو تقليص حظوظها في الفوز»، منوها بأن «كتلة العراقية الوطنية خرجت متصدرة القوائم الانتخابية بعد أن تأكدنا أن النتائج بعد العد والفرز جاءت مذهلة، والحمد لله».
وحول لقائه عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، أول من أمس، وفيما إذا كان هذا اللقاء يصب تجاه إنشاء تحالفات مبكرة لغرض تكوين الحكومة العراقية المقبلة، قال الهاشمي: «اللقاء بالأخ السيد عمار الحكيم تم في إطار زيارة قمت بها ردا على زيارة سابقة بادر بها سماحته مع وفد من الإخوة أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى قبل الانتخابات. وعلى مدى ساعة من الزمن، تبادلنا الانطباعات حول الانتخابات والنتائج المتوقعة، وتشاورنا حول الخطوات المقبلة، وبحثنا إطار المفاوضات التي يفترض أن تنطلق بعد الإعلان الأولي لنتائج الانتخابات». وأضاف: «اتفقنا على لقاء آخر على مستوى اللجان في المستقبل القريب، وكتلة العراقية تهيئ لجانها السياسية وبرنامجها التفاوضي للدخول في حوارات مع مختلف القوائم الفائزة».
يذكر أن ضجة إعلامية وسياسية كانت قد أثيرت حول تصريحات أفادت بأن الهاشمي طالب بأن يكون رئيس جمهورية العراق عربيا وليس كرديا، في إشارة إلى ترشيح الرئيس العراقي جلال طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، لولاية رئاسية أخرى.
وحسب تأكيد الدكتور فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني والمرشح عن التحالف الكردستاني للبرلمان العراقي القادم، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من السليمانية، فإن «الرئيس طالباني سيرشح نفسه لدورة رئاسية قادمة، وذلك بناء على رغبة عدد من الكتل السياسية الرئيسية في العراق».
وكان الرئيس طالباني قد قال لـ«الشرق الأوسط»، في حديث صحافي سابق، بأنه لن يرشح نفسه ما لم تتفق القوى السياسية الرئيسة في العراق على ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور شاكر كتاب، المتحدث باسم قائمة «تجديد» برئاسة الهاشمي وهي إحدى مكونات كتلة العراقية، بأن «ما قاله الهاشمي هو من باب اقتراح لما فيه مصلحة راجحة للبلاد، وهذا رأي يجده الكثير من العراقيين رأيا معتبرا. وهذا التصريح يأتي تكريسا لحقيقة التنوع في المجتمع العراقي، وليس بخسا لقدر أي مرشح ولا تهميشا ولا غمطا لحق مكوّن، وإنما يندرج في إطار قراءة موضوعية لمصلحة العراق كما يراها الهاشمي شخصيا وهي خلاصة تجربة عمرها أربع سنوات في منصبه الحالي»، مشيرا إلى أن «الدستور كفل حق المؤهلين العراقيين للترشيح، كما كفل حرية التعبير عن الرأي».
وأوضح المتحدث الرسمي باسم حركة تجديد قائلا: «الهاشمي لم يقل إنه يجب أن لا يكون رئيس الجمهورية إلا عربيا. لم يقل (يجب) بل (ينبغي)، وهناك فرق لغوي بين المفردتين، فالأولى معناها قاطع وملزم وليس فيه نقاش، وهو ما لم يقله الهاشمي».
وقال كتاب: «لقد تم تحريف الكلام، ثم صب الزيت على النار لإحداث شرخ في الوحدة الوطنية بين العرب والكرد في العراق، وهو الذي لن يحصل أبدا».
وفيما إذا كان الهاشمي سوف يرشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية في الدورة المقبلة، أكد كتاب أن «كتلة العراقية متفقة على اعتماد نهج القيادة الجماعية في إدارة الكتلة. ومسألة الترشيحات للمناصب السيادية تبقى خاضعة للمشاورات في إطار الديمقراطية الداخلية، ومن ثم مصادقة قيادة الكتلة»، مشيرا إلى أنه «من حق أي عضو في العراقية يجد في نفسه الكفاءة والمؤهلات اللازمة أن يرشح نفسه لأي منصب من خلال الكتلة، ويبقى هذا الأمر من السابق لأوانه الآن».
وأضاف المتحدث باسم قائمة تجديد: «الهاشمي لم يذكر حتى الآن أنه مرشح لمنصب محدد، احتراما لرأي قادة العراقية، على الرغم من أن الأصوات التي حصل عليها حتى الآن في الانتخابات الأخيرة تعكس وجود رغبة شعبية وتزكية جماهيرية ضمنية لتولي الهاشمي منصب رفيع في الدولة». وقال كتاب موضحا: «وكما حصل في الماضي، عندما تولى الأستاذ الهاشمي منصبه الحالي، إذ لم يرشح نفسه، بل ترك ذلك لقناعة حلفائه، ودعم وتأييد ناخبيه ومؤيديه في عموم العراق».
ميسون الدملوجي، المتحدثة باسم القائمة العراقية، قالت لـ«الشرق الأوسط»، بأن «قيادة القائمة العراقية لم تقرر حتى الآن أي شيء عن المناصب في الحكومة المقبلة»، مشيرة إلى أن «ما يهمنا أولا وأخيرا هو المشروع الوطني الذي تحرص قائمتنا على تحقيقه».
وجاء ذلك بينما أفاد تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أن الهاشمي يجري حوارات مع منافسين للقائمة العراقية بمباركة علاوي أو من دونها، فيما يبدو أنه سعي للحصول على منصب رفيع في الحكومة القادمة.