الرئيس اللبناني لن يشارك في قمة طرابلس ومستوى التمثيل يحدد بعد تسلم الدعوة الليبية

مسؤول لبناني ردا على ما نشر في «الشرق الأوسط»: القذافي يدعي «البطولات الوهمية»

TT

حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن لبنان تسلم دعوة رسمية بعد إلى القمة العربية، التي ستنعقد في ليبيا أواخر الشهر الحالي، ليقرر ما إذا كان سيشارك فيها أم لا، وعلى أي مستوى. غير أنه بات مؤكدا أن المشاركة اللبنانية لن تكون على مستوى رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، الذي كان أوضح في حديثه الأخير إلى «الشرق الأوسط» أن هذا الموضوع «إشكالي»، نافيا إمكان مشاركته فيها. وقد أكد ذلك، أمس، مصدر وزاري لبناني، وقال إن رئيس الجمهورية لن يشارك في القمة العربية المقبلة المقررة في ليبيا، على خلفية الشكوك المحيطة بليبيا في قضية اختفاء الإمام الصدر.

ورد مسؤول لبناني رفيع المستوى على ما قاله مصدر ليبي لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس، حول نية الرئيس الليبي، معمر القذافي، عدم توجيه دعوة إلى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، للمشاركة في القمة «كي لا يفسدها». وقال المسؤول اللبناني الرفيع لـ«الشرق الأوسط»، تعليقا على ذلك، بأن القذافي يحاول «تلبس المظهر العربي».

وأضاف المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن هذا الكلام «معيب في حق العرب والمسلمين، وكذلك الجمهورية الإسلامية»، معتبرا أن «القذافي يحاول ادعاء البطولات الوهمية، وهو يعلم أنه لو وجه عشرات الدعوات إلى الرئيس نجاد فهو لن يزور ليبيا ما دام لم يكشف النقاب عن حقيقة قضية مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، ورفيقيه، الذين اختفوا خلال زيارة رسمية إلى ليبيا عام 1978».

وقالت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لـ«الشرق الأوسط» إن الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، سيزور بيروت في الـ18 من الشهر الحالي للبحث مع القيادات السياسية في تمثيل لبنان في القمة. وقالت المصادر إن موسى أبلغ قيادات لبنانية اتصلت به بأنه أوضح للمسؤولين الليبيين أنهم يرتكبون «مخالفة كبيرة» جراء عدم دعوة لبنان إلى القمة في الوقت المناسب المتعارف عليه دبلوماسيا وفي أنظمة الجامعة العربية.

وفي المقابل، قال موسى لمحادثيه اللبنانيين «إن عدم مشاركة لبنان تضر به وبجامعة الدول العربية»، معتبرا أن الخلاف «ليس مبررا كافيا للغياب» موردا الكثير من الأمثلة و«السوابق» في هذا الإطار. من جهة أخرى، قال مصدر وزاري لبناني، أمس، إن رئيس الجمهورية لن يشارك في القمة العربية المقبلة المقررة في ليبيا. وأكد أن سليمان «لن يشارك في قمة ليبيا على أساس أن فريقا من اللبنانيين طلب منه ذلك، وعلى رأسه رئيس المجلس النيابي، نبيه بري». وأوضح المصدر أن «الحكومة اللبنانية لم تتلق بعد دعوة رسمية للمشاركة في القمة»، مشيرا إلى أن القذافي أرسل موفدين إلى عدد من الدول العربية حاملين الدعوات للقمة. وختم المصدر بالإشارة إلى أن «مستوى تمثيل لبنان في القمة سيحدد في ضوء الدعوة الليبية». وقالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن مستوى التمثيل الأقصى الذي يمكن أن يوفره لبنان لهذه القمة، هو المشاركة بوفد يرأسه وزير الخارجية بالوكالة، طارق متري، موضحا أن مشاركة متري في حد ذاتها غير محسومة، في انتظار «الاتفاق الداخلي». وأشارت المصادر إلى أن الفريق الشيعي، وعلى رأسه نبيه بري، يرفض المشاركة برمتها، وقد يقبل بمشاركة على مستوى «القائم بأعمال سفارة لبنان» في طرابلس الغرب.