دول الخليج العربية تستثمر في مشاريع بحرية تجارية رغم آثار الأزمة المالية

12 مشروعا حتى الربع الأخير من 2009.. والسعودية والإمارات في الصدارة

تشهد منطقة الخليج انتعاشا في المشاريع البحرية التجارية («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت دول مجلس التعاون الخليجي اهتماما لافتا بالسواحل البحرية المحيطة بها، وتوجها ملحوظا نحو استثمارها التجاري خلال السنوات الخمس الأخيرة، وقد برزت تبعا لذلك اهتمامات استراتيجية تمثلت بتضاعف أعداد مشاريع الرياضات البحرية، والمشاريع البحرية المتخصصة المختلفة.

وكشف إحصاء أعدته شركة برادعي (Baradihi) المتخصصة بخدمات الغوص التجاري في المنطقة عن المشاريع التطويرية الحالية الكبرى في الخليج العربي حتى الربع الأخير من العام 2009 أنها بلغت نحو 12 مشروعا، حيث تتصدر دولة الإمارات بواقع 4 مشاريع، تليها المملكة العربية السعودية بواقع 3 مشاريع، ثم سلطنة عمان ودولة قطر بواقع مشروعين لكل منهما، فالكويت التي قطعت مراحل كبيرة من تطوير جزيرة «بوبيان» بقيمة إجمالية تربو على مليار دولار.

وفي هذا الاتجاه قالت نادية خطار برادعي، الرئيسة التنفيذية لشركة «برادعي»، إحدى كبريات شركات الغوص التجاري في الإمارات ومنطقة الخليج العربي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إن توجه دول الخليج العربية نحو البحر ينم عن تفكير استراتيجي ذكي، وينطلق من تكييف البيئة البحرية المحيطة بها لجعلها من عوامل الجذب التجاري الإضافي الذي سيسهم في صياغة مستقبل مثمر، ويسعى نحو تحقيق تنمية مستدامة بالتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للإنفاق والتمويل».

وتضيف برادعي، التي احتفلت شركتها أخيرا بالذكرى السنوية الثلاثين، وكشفت خلاله عن الشعار والاسم الجديدين للشركة: « تتصدر دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية دول الخليج العربية بعدد مشاريع الغوص التجاري التي تقوم بتطويرها حاليا، ونتوقع الانتهاء من معظم مشاريع تطوير الموانئ خلال السنوات العشر القادمة، كذلك نتوقع أن يأتي جزء كبير من طلب خدمات هذه المشاريع من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يستمر المطورون بإنجاز العديد من المشاريع البحرية التجارية، بالإضافة إلى مشاريع الواجهات البحرية على الرغم من آثار أزمة الائتمان التي ألمت بالاقتصاد العالمي».

وكانت البرادعي كشفت في وقت سابق أن النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، وإشراف العديد من الدول فيها على المناطق البحرية أديا إلى تعزيز إطلاق برامج توسعة موانئ مختلفة بلغت قيمتها المرصودة ما يزيد على 40 مليار دولار، بينها أكثر من 50 مشروعا راوحت ميزانياتها بين 10 ملايين دولار إلى 5.5 مليار دولار.

جدير بالذكر أن التنافس في تطوير المشاريع التجارية البحرية أدى إلى ظهور شركات ومشغلي ملاحة بحرية قوية ومتنوعة النشاطات، وجعلت منطقة الخليج العربي من أكثر مراكز الملاحة البحرية الدولية نشاطا وحيوية في العالم، حيث دأبت شركة «برادعي لخدمات الغوص» على تحقيق معدل نمو بلغت نسبته بين 3 - 5 في المائة، قبل أن تحقق نموا هائلا خلال عام 2008، بلغت نسبته 800 في المائة، وهي في طريقها لتحقيق نمو مماثل خلال العام باستمرار حيوية تطوير المشاريع التجارية البحرية في المنطقة والشركة تواصل التوسع في أنشطتها ودخول أسواق جديدة.