الحوثيون يعلنون انسحابهم من 4 مواقع حدودية.. ومحاكمات لنشطاء جنوبيين

غموض يلف تأجيل اجتماع وزراء خارجية الخليج واليمن

جنديان يمنيان يقفان في نقطة تفتيش خارج بلدة سيون الواقعة جنوب شرقي محافظة حضرموت اليمنية (إ.ب.أ)
TT

لف الغموض أسباب تأجيل اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، الذي كان مقررا غدا في العاصمة اليمنية صنعاء، واكتفت مصادر رسمية يمنية، أمس، بالقول إن الاجتماع أجّل لمدة أسبوعين، مرجعة التأجيل إلى «انشغال بعض وزراء خارجية دول مجلس التعاون»، وكذا «حرص الجميع على الالتئام في صنعاء والخروج بنتائج تعزز العلاقات اليمنية - الخليجية والدفع بمسارات التنمية في اليمن».

وفي الوقت الذي حاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بوزير الخارجية اليمني، الدكتور أبو بكر القربي، لتأكيد أسباب تأجيل الاجتماع المحدد سلفا، من دون فائدة، فقد أرجعت بعض المصادر الإعلامية التأجيل لأسباب عديدة، ففي الوقت الذي ربط البعض بين ذلك وما اتخذته السلطات اليمنية من إجراءات بحق قناة «الجزيرة» القطرية، في إيحاء إلى ململة قطرية من المشاركة، فيما اعتبر مراقبون تأجيل الاجتماع يرجع إلى التطورات المتصاعدة بجنوب اليمن، وتباين وجهات نظر دول مجلس التعاون الخليجي حولها وحول الحلول الكفيلة بإنهاء مشكلات اليمن وإعادة الأمن والاستقرار إليها، خاصة في ظل الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة، الذي تنامى نشاطه مؤخرا في اليمن. وكان يفترض أن يناقش الاجتماع الدعم الذي يمكن أن تقدمه دول الخليج لليمن استعدادا لاجتماع «أصدقاء اليمن»، الذي يفترض أن يعقد في أبريل (نيسان) أو مايو (أيار). وكانت هذه المجموعة تأسست خلال الاجتماع الدولي حول اليمن، الذي عقد نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي في لندن.

وفي هذه الأثناء، بدأت محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة بمحافظة حضرموت بجنوب شرق البلاد، أمس، محاكمة 11 متهما بارتكاب «أفعال مجرمة ومخالفة للدستور والقانون»، وذلك «بقصد المساس بالوحدة الوطنية»، بحسب المصادر الرسمية. ووجه الادعاء العام اليمني إلى المتهمين الأحد عشر، في قرار اتهامه، تهم «ارتكاب أفعال إجرامية خارجة على الدستور والقانون»، وكذلك تهمة «التحريض على العنف والفوضى» من أجل «إقلاق السلم الاجتماعي».

ونقلت المصادر الرسمية عن المتهمين إبداء «ندمهم وأسفهم لما بدر منهم من إساءات»، وكذا قولهم إنهم «خرجوا في مظاهرة في مدينة الشحر، ففوجئوا أن المظاهرة انحرفت عن مسارها وبدأت في ترديد شعارات انفصالية».

ويحاكم أمام محاكم أمن الدولة والإرهاب في اليمن الكثير من نشطاء «الحراك الجنوبي» المتنامي والمتصاعد في جنوب اليمن، وذلك بتهمة «المساس بالوحدة الوطنية»، ومن أبرز من يُحاكَمون، أحد السفراء السابقين وهو قاسم عسكر جبران، وصحافيان: هما فؤاد راشد وصلاح السقلدي. وفي السياق ذاته، قالت مصادر يمنية إن قوات الأمن قتلت بالرصاص انفصاليا جنوبيا قرب نقطة تفتيش نائية.

ووصفت وسائل الإعلام الحكومية الرجل، الذي قتل ويدعى وديع الجنيدي، بأنه واحد من أبرز المطلوبين أمنيا وزعيم عصابة إجرامية خطير كان يقود سيارة مسروقة. وقالت إنه قتل السبت في تبادل إطلاق نيران بمحافظة أبين بجنوب البلاد.

ونقلت وكالة «رويترز» عن موقع إخباري للمعارضة الجنوبية على الإنترنت أن الجنيدي انفصالي ووصف قتله بالاغتيال. وأضاف أن الجنيدي قتل بالرصاص بعد أن وقفته قوات الأمن عند نقطة تفتيش فقاوم عند محاولة إلقاء القبض عليه.

وقال موقع «عدن برس» الإخباري: «النقطة استوقفت سيارة كان عليها الناشط السياسي في الحراك الجنوبي وديع الجنيدي، وحاولوا إلقاء القبض عليه من دون أي سند قانوني، غير أن الشهيد وديع قاوم ورفض تسليم نفسه أو الاستسلام للجنود، الذين استفزوه بعبارات نابية وألفاظ قادحة، ثم قاموا بقتله بدم بارد ومع سبق الإصرار والترصد».

وعلى صعيد آخر، بدأ مسؤولون بالسلطة المحلية، أمس، ممارسة مهامهم في 4 مديريات بمحافظة صعدة هي: الظاهر والملاحيظ وشدا ورازح، وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن المسؤولين المحليين بدأوا بمباشرة مهامهم في تلك المديريات، بعد أكثر من 7 أشهر من طردهم منها من قِبل المتمردين الحوثيين، الذين استولوا عليها وزرعوا الألغام داخلها وحولها. وتشرف اللجان الميدانية والرئاسية المشكَّلة للإشراف على تطبيق قرار وقف إطلاق النار وتنفيذ الحوثيين للبنود الـ6، الخاصة بوقف الحرب، على هذه الإجراءات الميدانية.

وأكد الحوثيون في بيان صادر عن قائدهم الميداني عبد الملك الحوثي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن هذه الخطوات جاءت كي تقوم «الجهات بممارسة دورها» في تلك المديريات كغيرها من مديريات «الجمهورية اليمنية»، وأنها تأتي «لتؤكد أننا لا نقوم بالتدخل في شؤون السلطة المحلية لا من قبل أو من بعد، وأن تقديم الخدمات للناس هو ما يطلبه أبناء تلك المناطق، التي تعاقبت عليها مخلفات الحرب من دمار ونهب طيلة السنوات الماضية».

وعقب إعلان وقف الحرب في ضوء التزام الحوثيين شروط الحكومة اليمنية، شكّل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مطلع شهر فبراير (شباط) الماضي، لجانا للإشراف على تنفيذ شروط الحكومة من قبل الحوثيين. وكان الحوثيون قد أعلنوا، السبت، الانسحاب من الجبل الأحمر الاستراتيجي الذي كان يستخدمه الجيش اليمني مركزا للاتصالات العسكرية.