إعلامنا الرياضي بين المجاملة والتمثيل

مساعد العصيمي

TT

في إشكالية الإعلام الرياضي السعودي هناك مسارب كثيرة ينز منها الألم، فغير الاختلاف الذي يصل إلى التلاسن بين إعلاميين كلّ منهم يحمل علم الفريق الذي يؤازره، نجد أن ترتيب المسؤوليات الرسمية هو في الإطار نفسه، وأقصد هنا مسؤوليات الإعلام الرياضي، من حيث من يمثله أو يتحدث باسمه.. وحقيقة، أجدني في حيرة من هذا الأمر؛ فغير مرة أقرأ أن فلانا قد مثل الإعلام الرياضي السعودي في المحفل الفلاني، ومرات أخرى حضر الاجتماع الفلاني وفي معيته الصحافي الفلاني، ومن دون أن يعلم المنتمون إلى هذا الإعلام، متى قرر ذلك، ومَن منح أولئك الوصايةَ عليه.

هنا ليس الاحتجاج على من ذهب أو حضر، لكن هو منطلق أننا إعلاميون رياضيون بلا هوية، أو مرجعية ظاهرة.. ما نقرأه أن إدارة الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي من يقوم بذلك: تحضر الاجتماعات وتختار من يرافقها، بل تحدد الجداول والمعنيين والحاضرين والمتداولين باسم الإعلام الرياضي السعودي، ولو سألت أي منتمٍ حقيقي إلى هذا الإعلام، فبلا شك لن تجد لديه معلومة أو إجابة.. والسبب أن إدارة الإعلام والنشر هي من يستأثر، ويقرر بل ويختار المرافقين! حتى في ما يخص العمل الإعلامي الرياضي في الهيئات الإعلامية العربية والخليجية الأمر نفسه، لتجد من يمثلك من دون علم منك، بل هناك من تبوأ مناصب في هذا الشأن من دون رجوع أو أخذ رأي في الإعلام الرياضي السعودي.. هي فقط اختيارات وتماهيات.. تنطلق من علاقات ومجاملات من دون أن ترتكز على تفضيلات أو ترشيحات حقيقية.. وفي النهاية، تكون مكاسب الإعلام الرياضي السعودي منها.. ضعيفة!

وأذكر هنا أن مثل هذا الموضوع قد طرقته منذ سنين، لكن يبدو أننا ما زلنا في غفلة، وأذكر أيضا أنني أشرت إلى معاناتنا من تراكم سنين من المجاملة والتفضيل ليس من واقع أفضليات مهنية أو تعاملية، بل وفق أحكام الصداقة والمجاملة، هذا في ما بيننا، ناهيك عن ما شهدناه من تنازلات لأجانب وملاحقتهم طمعا في مدحهم أو مسايرتهم ودعوتهم على حساب الإعلام الرياضي السعودي، تجنبا لقدحهم.

وأعود إلى ما بدأت به، لأسأل: هل أفلست الساحة السعودية إلا من بعض أسماء قليلة يتم تداولها خلال المشاركات والدعوات الخارجية والمحلية والتجمعات واللقاءات وكله في إطار القرارات المبنية على المجاملة؟! أيضا، هلا ارتكزنا على آلية موضوعية تختص بمن هو الممثل أو السفير للإعلام الرياضي السعودي، وعليه، علينا إصلاح ما اعوج لا الاكتفاء بالمشاهدة من بعيد!!

لست هنا في مقام الباحث عن دعوة.. أو المتملق لأجل مشاركة، فأنا أنتمي إلى من هي قادرة على أن تكفيني كل ذلك.. لكن، علينا أن نعيد ترتيب إعلامنا الرياضي.. من حيث كفاءته وممثلوه ومَن يتم اختيارهم.. لكن، أن نخنع للمجاملة والعلاقة الشخصية، فأجزم أن في ذلك ضررا، ليس على حضورنا الخارجي فقط، بل على قيمتنا كإعلام قادر على قيادة نفسه.

[email protected]