حق مشروع أم مغتصب؟

مصطفى الآغا

TT

بلا نقاش أحترم تجربة وعقل وفكر أي مدرب «عالمي» يأتي إلى منطقتنا العربية، لأنه لو لم يكن صاحب سيرة ذاتية كبيرة وموهبة تفوق كل الذين أنجبتهم بطون أمهاتنا لما تم التعاقد معه، لهذا هناك من يرى فيه «المنقذ والمخلص» من كل شوائب كرتنا العربية، وهناك من يرى فيه مجرد قادم جديد يستطيع تحويله إلى شماعة وقتما يريد. وهم (المدربون) يدركون بالطبع أن مهنة التدريب مهنة صعبة في محيط تحكمه العواطف والنتائج ولا يشفع فيه تاريخ ولا إنجازات سابقة.. ولهذا تراهم يضعون شروطا جزائية لدى فسخ العقود من قبلنا، ويتنقلون في المنطقة أسرع من تنقل التكسيات والمترو في دبي.

طيب طالما يضعون البنود الجزائية، فهذا يعني أنهم يبحثون عن ضمان حقوقهم، وهنا بيت القصيد.. وماذا عن حقوقنا نحن؟ ولا أقصد الحقوق المادية، لأنه على ما يبدو هي آخر ما يشغل بالنا.. بل الحقوق المعنوية والأدبية والفكرية.. نعم قد يبدو الكلام غريبا، ولكن لو شرد ذهن المدرب وهو يقوم بتدريب منتخب أو ناد عربي، وسرح بأفكاره في تدريب منتخبات أخرى والمشاركة في بطولات يراها أهم، ثم سافر ليتابع من يفكر في تدريبهم أو البحث عن واحد منهم، بينما منتخبنا قادم على مباراة مفصلية، أو بطولة قارية، ألا يكون بذلك قد أضرنا من حيث يدري ولا يدري؟

وحتى لو لم يكن منتخبنا أو فريقنا مقدم على أي شيء.. أليس من حقنا أن نستغل كامل وقت وتفكير المدرب «المحترف» في وضع الخطط ومتابعة اللاعبين المحليين وحتى المحترفين في كل الملاعب وملاحقة المنافسين المحتملين؟

تابعنا سفر الفرنسي كلود لوروا لأنغولا كي يتابع على الطبيعة نهائيات أمم أفريقيا، وربما كي يدرب غانا أو أي فريق سيعرض عليه تدريبه في نهائيات كأس العالم.. وسمعنا عن رغبة البلجيكي غيريتس في الموافقة على تدريب ساحل العاج، وسمعنا عن تفكير الفرنسي ميتسو بتدريب نيجيريا التي سبق وعرضت المنصب على حسن شحاتة.

البعض يقول إنه لا مشكلة في ذلك طالما أن كأس العالم ستجري خلال شهر واحد بين يونيو ويوليو.. ولكن أسألكم بالله.. لو تم قبول المهمة من قبل هذا المدرب، أليس عليه أن يعمل منذ اللحظة التي وقع فيها العقد مع منتخبه الجديد، وسيبدأ في متابعة لاعبي ونجوم هذا المنتخب وأوضاعهم الصحية واللياقية، وسينشغل بمراقبة منافسيه الكبار في المجموعة، وسينشغل عقله وفكره تماما بمهمته الجديدة التي يراها بوابة العبور نحو ما هو أفضل، ونحو وضع القدم بين كبار مدربي العالم؟ وهو حق له لو لم يكن قد وقع عقدا مع ناد أو منتخب آخر له كل الحق في كل ثانية من تفكير هذا المدرب، وها هي عمان تخرج من تصفيات أمم آسيا رغم أن مصيرها كان بيدها وعلى أرضها أمام الكويت.. فيما رفض غيريتس تدريب ساحل العاج، ولم نعرف هل رفض أم لم يتفق ميتسو مع نيجيريا؟ وأنا شخصيا أرفض تماما أن نقبل بمجرد مناقشة الأمر مع أي مدرب، وأرفض تماما فكرة تشتيت انتباه إعلامنا وجمهورنا، والأهم لاعبينا لمجرد أن مدربا ما «مهما كان كبيرا» يفكر في لحظة مجد شخصي على حسابنا.

هذا رأيي الشخصي وهو لا يلزم أحدا سواي.