إندونيسيا تتذكر أوباما الطفل

جيرانه السابقون يتحدثون عنه بفخر عشية عودته لهم بعد 40 سنة

صورة وزعتها مدرسة مينتنغ بجاكرتا خلال حفل لتخرج الصف الذي كان يدرس به أوباما قبل أكثر من 40 سنة، ويبدو فيها أوباما وسط الدائرة (أ.ب)
TT

تستعيد المدرسة السابقة لباراك أوباما الذكريات مع اقتراب موعد عودة هذا الأخير، إلى العاصمة الإندونيسية بعد أكثر من 40 سنة، من موقعه كرئيس للولايات المتحدة. وتقول إسرائيلا بارير، التي لم تكن لها مثل غالبية الإندونيسيين في ذلك الوقت تجربة واسعة في التعامل مع الأجانب: «والدته كانت بيضاء، ووالده إندونيسيا، بينما كان هو طفل أسود، سمين مع شعر مجعد».

وعلى الرغم من قلة تجربتهم في التعامل مع الأجانب حينها، فإن الجيران لم يأخذوا وقتا طويلا في تقبل أوباما، ووالدته الأميركية وزوج والدته الإندونيسي. وهم الآن يتذكرون بفخر ومودة الطفل الذي ترك انطباعا كبيرا هنا، قبل أن يذهب ويصنع حدثا أكبر في التاريخ.

ذكريات السنوات الأربع التي قضاها أوباما في جاكرتا ستثار أكثر خلال الأسبوع المقبل عندما يعود إلى إندونيسيا. ومن شأن الزيارة أن تسلط الضوء أيضا على التنشئة متعددة الثقافات التي حظي بها أوباما. يشار إلى أن أوباما لا يعد فقط أول أسود انتخب رئيسا للولايات المتحدة وإنما هو أيضا أول رئيس أميركي قضى مرحلة معتبرة من طفولته خارج أميركا، منذ ثيودور روزفلت، الذي كان يسافر كثيرا إلى أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط مع عائلته.

وقالت كاي ايكراناغارا، التي عملت مع والدة أوباما في جاكرتا وتعرفت العائلة جيدا، إن أوباما «تعرف ثقافة السود الأميركيين وثقافة البيض الأميركيين وثقافة الإندونيسيين». وأضافت: «تعلّم أن الناس من كل المجموعات يجب أن يكون لهم صوت مسموع».

لم يتم الكشف عن تفاصيل أجندة الزيارة، التي تأجلت لأيام حتى لا تصطدم بموعد النقاش الدائر في واشنطن حول مشروع الرعاية الصحية. وكنتيجة لذلك، فإن زوجة أوباما وابنتيه، لن يرافقانه على عكس ما كان مقررا في البداية. ولد أوباما لأب كيني وانتقل إلى إندونيسيا عندما كان عمره 7 سنوات بعد أن تزوجت والدته ستانلي آن دونهام بزوجها الثاني، لولو سويتورو، الذي التقته عندما كان يدرسان بجامعة هاواي.

أقام أوباما ووالدته في البداية بمنزل بضاحية مينتنغ دالام، حيث لا تزال الكثير من العائلات هناك تتذكر الآن الطفل الذي عرفته باسم باري. ويتذكر سكان محليون كيف كان باري يسلك أزقة موحلة باتجاه المدرسة، ويمسك بيد والدته. وقال كوينراد ساتغا كويزيماه، الذي سمح لدونهام باستخدام غرفة بمنزله لتدريس الإنجليزية مجانا للسكان المحليين: «كان يذهب إلى منزل كل واحد، ويلعب بالطائرات الورقية مع الأطفال، ويتورط في المستنقعات». وأضاف: «كان واحدا من أطفال مينتنغ دالام. ماذا أستطيع أن أقول أكثر؟».

يذكر أن والد أوباما نشأ مسلما، لكنه تحول عن ديانته قبل أن يلتقي دونهام. أما زوج والدته فكان مسلما علمانيا، حسبما يقول سكان محليون.

كانت أول مدرسة توجه إليها أوباما في جاكرتا، كاثوليكية. وفي الأشهر الخمسة الأولى، وجد صعوبات في فهم اللغة الإندونيسية، لكنه سرعان ما أتقنها وصار من المفضلين لدى المدرسين ورفاقه في الدراسة. لكنه مع ذلك، كان يعانى بعض المضايقات بسبب مظهره.

وقد ذكرت تلك التجارب الأولى في حياته باعتبارها لحظات مهمة أثرت في نظرته إلى الحياة. وقالت ايكراناغارا: «من بين الأسباب التي جعلته هادئا وغير عدواني هو أنه تعلم كيف يتعامل مع ثقافة المضايقة». بعد ثلاث سنوات، انتقلت عائلته إلى ضاحية أفضل قرب خطوط السكك الحديد التي تقسم هذا الجزء من إندونيسيا. هناك استأجرت العائلة فيلا واسعة من الطراز الكولونيالي وتضم حديقة. وعندما يعود أوباما الأسبوع المقبل، سيجد ذلك الجزء من تاريخه لا يزال في أغلبه مثلما تركه. سيجد علامة «احذر الكلب» معلقة أمام مدخل الفيلا.