باكستان: انتهاء مأساة الطفل المخطوف.. ولغز الفدية يأخذ بعدا دوليا

بريطانيا تفتح تحقيقا دوليا.. والخاطفون طلبوا تسلم المبلغ في بلد أوروبي

أقارب الطفل سهيل يوزعون الحلوى في بلدة جيلوم الباكستانية بعد إطلاقه أمس (رويترز)
TT

انتهت مأساة الطفل البريطاني سهيل سعيد الذي خطف قبل أسبوعين خلال زيارة عائلية إلى باكستان، لكن المسؤولين في البلدين، وأفراد الأسرة، رفضوا الكشف عن تفاصيل الفدية المفترضة.

وعثر على سعيد البالغ من العمر 5 سنوات، بالقرب من مبنى مدرسة صباح أمس في قرية دينجا التي تبعد نحو 20 كيلومترا عن بلدة جيلوم (إقليم البنجاب) التي تعرض فيها للخطف من قبل مسلحين في 4 مارس (آذار) الحالي. وقال أحد سكان القرية، ويدعى شوكت، لقناة تلفزيونية محلية إنه عثر «على الطفل وهو يقف على الطريق يبكي». وبعد ذلك سلمه للشرطة ورجال الاستخبارات الذين كانوا يبحثون عن الطفل في المنطقة.

وكشف مصدر مسؤول في باكستان أنه تم دفع فدية لضمان إطلاق سعيد، إلا أنه لم يحدد الجهة التي خطفت الطفل ولا الجهة التي تسلمت الأموال.

ومباشرة بعد العثور على الطفل، تم نقله إلى مبنى حكومي حيث خضع لفحص طبي. وقال الطبيب حافظ الرحمن الذي فحص الطفل: «لم تكن هناك أية علامة حزن على وجهه. كان يلهو بالألعاب في المبنى الحكومي الذي فحصته فيه».

وقال المفوض السامي (السفير) البريطاني في إسلام آباد آدم طومسون: «هذه بشرى رائعة تضع حدا لمحنة مؤلمة عاشها سهيل وأسرته»، من دون أن يقدم تفاصيل عن كيفية تحرير الطفل.

وعبر أقارب الطفل سهيل عن سعادتهم للإفراج عنه. وقالت جدته تسنيم بيبي: «أنا سعيدة جدا للعثور على طفلنا. كل أفراد الأسرة سعداء. وفي حقيقة الأمر فإن القرية كلها تحتفل. الجميع جاؤوا لتهنئتنا. لقد أحضروا معهم الحلوى». من جهتها، قالت عمته مديحة رضوان إن الطفل سينقل إلى والديه فور وصوله إلى منزل الأسرة. وأضافت: «فور وصول الطفل إلى المنزل بأمان سوف نرسله في الحال إلى والديه. لا نفكر حتى في الإبقاء عليه هنا لأن والدته لا بد من أنها قلقة للغاية».

ولم تكشف السلطات الباكستانية عن هوية الخاطفين لكن وزير الداخلية مالك رحمن قال إن شخصا من العائلة متورط في عملية الخطف، مرددا بذلك أمرا تحدث عنه عدد من المسؤولين الباكستانيين ونفته الأسرة. وأضاف الوزير رحمن أن رجاء النقاش سعيد، والد الطفل، كان عاد إلى بريطانيا الأسبوع الماضي مخالفا بذلك رغبة السلطات الباكستانية. وكانت العائلة نفت في البداية أن الوالد غادر باكستان، لكن شرطة مانشستر قالت أمس إنه بالفعل في بريطانيا وإنه يتعاون مع السلطات. وقال ضابط شرطة مانشستر ديفيد طومسون: «لا تزال هناك عملية تحقيق جنائية نشطة جدا». وأضاف أن «شرطة مانشستر والسلطات الباكستانية مصممتان على جلب الناس (المتورطين) إلى المحاكمة».

وفي حين كشفت شرطة مانشستر عن فتح تحقيق دولي في عملية الخطف التي تعرض لها الطفل سهيل، قال رانا سناء الله وزير العدل في إقليم البنجاب إنه تم دفع فدية لضمان إطلاق الطفل، مؤكدا أن والد الطفل ليس مشتبها به في عملية الخطف. وأضاف سناء الله أن «هناك عصابة دولية متورطة في عملية اختطاف سعيد وكانت تطالب بفدية (تتلقاها) خارج باكستان في بلد أوروبي».

وكان والد الطفل قال سابقا إن الخاطفين طلبوا 100 ألف جنيه إسترليني (نحو 150 ألف دولار)، وهو مبلغ قالت العائلة إنها لا تستطيع توفيره. وقال سناء الله: «في هذه القضية، تم دفع فدية، لكن من السابق لأوانه القول من رتب ذلك وكيف». لكن رجاء محمد باشارات، جد الطفل في باكستان، قال في حديث تلفزيوني محلي أمس: «حسب معلوماتي، لم يتم دفع فدية».

وتمثل مسألة الخطف مشكلة كبيرة في باكستان حيث تم اختطاف 480 شخصا العام الماضي للمطالبة بفدية وذلك وفقا للبيانات الرسمية. ولكن العدد قد يكون أعلى من ذلك لأنه لم يتم الإبلاغ عن معظم القضايا. وتقوم العصابات الإجرامية بعمليات الاختطاف، مثل مسلحي طالبان الذين يستخدمون الفدية لتمويل أعمالهم.