السعودية تطرح على وزراء الداخلية العرب استراتيجية عربية للأمن الفكري

الأمير نايف: المملكة لا تسمح بأي عبث ولو في مساحة متر من أراضيها

الأمير نايف بن عبد العزيز وحديث جانبي مع وزير الداخلية السوداني خلال اجتماعات وزراء الداخلية العرب في تونس أمس (إ.ب.أ)
TT

طرحت السعودية أمس خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب المنعقد في تونس مشروع استراتيجية عربية للأمن الفكري. وقال الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، إنه يأمل أن تكون هذه الاستراتيجية «منطلقا لرؤية أمنية عربية شاملة.. تسهم بإذن الله تعالى في تعزيز الجهود الرامية إلى بناء حصانة فكرية لدى الفرد والأمة ضد المؤثرات الفكرية المنحرفة المهددة لأمننا العربي المشترك».

وخلال كلمته التي ألقاها في افتتاح الاجتماع، أشار الأمير نايف إلى أن المؤسسات الأمنية والتعليمية في المملكة العربية السعودية اهتمت بإجراء دراسات متعمقة وأبحاث متخصصة في قضايا الأمن الفكري، من منطلق منهج الوقاية ونهج التحصين ضد الفكر المنحرف الذي يهدد المجتمع وسلامته واستقراره، «وهو جهد أثمر في محصلة نتائجه إلى تقديم مشروع استراتيجية عربية للأمن الفكري نسعد بطرحها ضمن أعمال الدورة السابعة والعشرين لمجلسكم الموقر بأمل أن تكون منطلقا لرؤية أمنية عربية شاملة، تسهم بإذن الله تعالى في تعزيز الجهود الرامية إلى بناء حصانة فكرية لدى الفرد والأمة ضد المؤثرات الفكرية المنحرفة المهددة لأمننا العربي المشترك».

واعتبر الأمير نايف أن المسؤولية الأمنية «وإن كانت واجبا ملزما لأجهزة الأمن، فإن نجاحها مسؤولية مشتركة على الجميع، فالكل مستفيد من استتباب الأمن والكل أيضا متضرر بغيابه أو ضعفه – لا سمح الله».

وأشار الأمير نايف بن عبد العزيز في كلمته إلى أن استقامة سلوك الفرد وانتظام استقرار الأمة وتطورها، يعتمد في الأساس على سلامة الفكر وعقلانية الاتجاه «لذلك كان الانحراف الفكري من أهم المشكلات الفكرية والأمنية التي تعاني منها أمتنا عبر تاريخها الطويل وفي واقعها المعاصر، فخوارج اليوم هم امتداد لخوارج الأمس الذين قال عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان.. سفهاء الأحلام.. أي إنهم جمعوا مع حداثة السن.. سفاهة العقل وضحالة التفكير.. وهو ما يؤكده فعل بعض من انحرف عن الجادة من أفراد مجتمعاتنا المسلمة والعربية.. وخرجوا على إجماع أمتهم وولاة أمرهم.. وكفروا المجتمعات المسلمة حكاما ومحكومين.. واستحلوا الدماء والأموال المعصومة.. وفتحوا جبهات على الأمة المسلمة تضعف قدراتها وتعين أعداءها عليها».

وقال الأمير نايف «ما تم تنفيذه في سبيل بلوغ ذلك من خطط واستراتيجيات عربية شملت الوقاية من الجريمة.. ومكافحة الإرهاب.. والسلامة المرورية.. والحماية المدنية.. ومكافحة المخدرات.. والرقابة المالية.. والتوعية الأمنية.. وإنني على يقين بأن هذه إنجازات تستحق التقدير ليس على المستوى الرسمي فقط ولكن حتى على المستوى الشعبي لأمتنا العربية التي تنشد الأمن والاستقرار في حياتها.. إلا أن طموحاتنا كبيرة.. وجهودنا متواصلة.. لتحقيق توجيهات قادة دولنا.. وتطلعات شعوبنا العربية».

وفي تصريحات صحافية غلى هامش أجتماعات وزراء الداخلية العرب في تونس، أكد الأمير نايف بن عبد العزيز ان بلاده لا تسمح بأي عبث في أراضيها من أي جهة كانت، مضيفا: «المملكة لا تسمح بأي عبث ولو في مساحة متر من أراضيها».

وقال الأمير نايف، بشأن الإجراءات التي اتخذتها السعودية لمنع عمليات التسلل على حدودها مع اليمن، «إن المملكة العربية السعودية أكدت عمليا أنها ترفض الدخول إلى أراضيها من أي جهة كانت، وأنها في الوقت نفسه تحترم اليمن ولا تدخل داخل اليمن» واصفا الأمور بأنها هادئة.

من جهته، أكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي ممثل رئيس الجمهورية رفيق بلحاج قاسم، أن ما يشهده العالم اليوم من تحولات متسارعة في مختلف القطاعات والمجالات «يحتم العمل الدؤوب من أجل مواكبة هذه المتغيرات وإدراك أبعادها ورفع تحدياتها بما يقتضيه ذلك من التحلي بصدق العزيمة وروح المبادرة والسعي إلى إشاعة قيم التآزر والتكافل وتوحيد الكلمة في إطار ما يربط الدول العربية من وشائج قربى وأواصر أخوة وما يجمعها من تطلعات وطموحات مشتركة».

حضر الجلسة الافتتاحية الأمير فهد بن نايف بن عبد العزيز، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن معمر، إلى جانب وفود أمنية عربية وممثلي بعض الهيئات والمنظمات العربية والدولية.

ويضم الوفد الرسمي للسعودية وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم، والمشرف العام على مكتب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الفريق أول عبد الرحمن بن علي الربيعان، ومستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، ومدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني، ومدير عام مكتب وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود بن صالح الداوود، ومدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي المكلف الدكتور عبد الله بن فخري الأنصاري، ومدير الإدارة العامة للتعاون الدولي بالمباحث العامة اللواء خالد بن علي الحميدان. وأعلنت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب أن الوزراء سيصادقون خلال الاجتماع على «خطة مرحلية خامسة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب» و«الاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب» و«الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد».

إلى ذلك شرف الأمير نايف بن عبد العزيز، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب حفل الغداء الذي أقامه وزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي رفيق بلحاج قاسم في العاصمة التونسية أمس، تكريما له ولوزراء الداخلية العرب المشاركين في اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الـ27 التي بدأت أمس.

حضر الحفل الأمير فهد بن نايف بن عبد العزيز، والدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن معمر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس، والدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، وأعضاء السفارة والملحقيات والمكاتب السعودية في تونس، كما حضره الوفد الرسمي المرافق للنائب الثاني.

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز قد وقع ووزير الداخلية اليمني اللواء الركن مطهر رشاد المصري، أمس، على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الدفاع المدني بين وزارتي الداخلية في البلدين، وذلك على هامش اجتماعات الدورة السابعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس.

وتسعى هذه المذكرة إلى تبادل الخبرات بين البلدين الشقيقين في مجال الوقاية من مخاطر الكوارث وكيفية التعامل معها والتفاعل السريع بين البلدين في تقديم الإغاثة (المساعدة والمعونة) للطرف المتضرر عند حصول الكوارث والنكبات، لا قدر الله، إضافة إلى رفع كفاءة العاملين في مجال الدفاع المدني في كلا البلدين بإقامة الدورات التدريبية والبرامج الوقائية المشتركة.