صالح يلتقي برلمانيي «التغيير».. ويدعو المعارضة للتعاون مع حكومة إقليم كردستان

تسلم مذكرة ووعد بتحويل المطالب إلى الجهات المعنية

TT

في تطور لافت في العملية السياسية في كردستان، التقى رئيس حكومة الإقليم برهم صالح صباح يوم أمس بعدد من برلمانيي حركة التغيير المعارضة وتباحث معهم حول التطورات السياسية في الإقليم.

ونقل مصدر مقرب من صالح أن «رئيس الحكومة أكد خلال اللقاء حيادية حكومته في السجالات الدائرة بين القوى المتنافسة في الإقليم، مشيرا إلى أن الحكومة برهنت على تلك الحيادية خلال الحملة الانتخابية للبرلمان العراقي، حيث نأت بنفسها عن الصراعات الدائرة بين القوى والأحزاب السياسية التي خاضت الانتخابات، باعتبارها حكومة الجميع، وأن همها الأساسي منصب على تقديم الخدمات للمواطنين والارتقاء بالعملية الديمقراطية في كردستان، وفي هذا الإطار تحترم حكومة الإقليم توجهات جميع الأحزاب والقوى السياسية وتوفر لهم المساحة المطلوبة لحرية العمل السياسي في إطار القانون».

وأضاف المصدر أن «صالح دعا كتلة التغيير في البرلمان والحركة المعارضة عموما إلى التعاون مع الحكومة للتغلب على المشكلات وتحقيق المكاسب للمواطنين، مشيرا إلى أن من واجبات المعارضة أن تعمل في إطار المصلحة العامة بعيدا عن المصالح والمكاسب الحزبية الضيقة لتتحمل مسؤولياتها بالمشاركة في معالجة مشكلات المواطنين، لأن تلك المعالجات بحاجة إلى جهود جماعية وتعاون الجميع، وأن قرار السيد رئيس الإقليم مسعود بارزاني والحكومة الإقليمية كان منذ البداية هو الإصرار على توفير الأجواء الهادئة والمناسبة أمام سير العملية الانتخابية في الإقليم على الوجه المطلوب، وأن حكومة الإقليم تعتقد أن التعاون الجدي والمثمر بين جميع الفعاليات السياسية سيكون أجدى لتوفير أجواء صحية أمام الجميع ووقف الانتهاكات التي تحدث هناك وهناك من خلال فرض سيادة القانون، وتعتقد الحكومة أن تهدئة الأوضاع الحالية على الساحة السياسية في كردستان هو شرط أساسي لتحقيق التعاون البناء بين جميع الأطراف وخدمة أبناء الشعب». وحسب المصدر، «تسلم صالح مذكرة من برلمانيي كتلة التغيير بالبرلمان الكردستاني ووعد بتحويل المطالب الواردة فيها إلى الجهات المعنية لدراستها وتحقيقها».

وأشار المصدر في مكتب رئيس الوزراء في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذه اللقاءات بين رئيس الحكومة والقوى السياسية هي لقاءات عادية، لأن الحكومة هي ملك للجميع، وبالتالي من واجبها أن تستمع إلى الجميع، وتتشاور كذلك مع القوى السياسية الممثلة في البرلمان وخارجه في ما يتعلق بإيجاد أفضل السبل لخدمة المواطنين». يأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد حدة الصراعات بين كتلة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يحتل برهم صالح رئيس الحكومة الإقليمية منصب نائب الأمين العام فيه على خلفية الانتخابات البرلمانية الأخيرة لكل من برلمان كردستان ومجلس النواب العراقي، ويرى بعض المحللين السياسيين أن هذه الخطوة تندرج في إطار سياسة جديدة تتبناها حكومة صالح للانفتاح على جميع القوى السياسية المعارضة في الإقليم لضمان نجاحها على المستوى الشعبي.