4 دول والإنتربول مهدوا للإفراج الآمن عن الطفل المخطوف بباكستان

إعادة الطفل لعائلته وسط جو عاطفي.. و3 من 5 موقوفين يمثلون أمام قاض إسباني

TT

فيما ظهرت أمس معلومات أكثر عن قضية الطفل البريطاني سهيل سعيد، 5 سنوات، الذي تعرض للخطف في باكستان قبل أكثر من أسبوعين، ابتهجت العائلة بإعادة الطفل إليها أمس لأول مرة منذ قرر خاطفوه الإفراج عنه الثلاثاء الماضي. وفيما اتضح أن أربع دول (باكستان وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا) معها الشرطة الدولية «الإنتربول»، كلها عملت معا تمهيدا للإفراج الآمن عن سهيل، تم اعتقال خمسة أشخاص في كل من إسبانيا وفرنسا على خلفية الخطف، مثُل ثلاثة منهم أمام القضاء الإسباني أمس.

وعلى الرغم من أن الطفل سعيد عثر عليه صباح الثلاثاء، قرب مبنى مدرسة في قرية بإقليم البنغاب الباكستاني، حيث كان تعرض للخطف، قرب منزل جدته، من قبل مسلحين في 4 مارس (آذار) الحالي، فإنه لم يجر تمكينه من رؤية والديه إلا أمس. فقد تمكن الوالد رجاء سعيد، 28 سنة، أمس من مشاهدة ابنه، وسط مشاعر عاطفية قوية، في مبنى السفارة البريطانية بإسلام آباد. وبثت لهما صورا معا بدوا فيها يلعبان كرة القدم في الحديقة الخلفية لمبنى السفارة، ويحضن الأب ابنه مرارا ومرارا.

شوهد الأب يقبّل ابنه ويقول له: «أعطني قبلة أخرى، أعطني أخرى». وعلى الجانب الآخر، كانت والدة الطفل عقيلة في مدينة أولدهام بمانشستر (بريطانيا) تنتظر بلهفة عودة ابنها في اليوم ذاته. كان الطفل بين أذرع والده ويخاطب والدته قائلا: «أمي أحبك، أمي اشتقت إليك». وبدوره، وجه رجاء سعيد، كلمة شكر فيها كل من وقفوا وتضامنوا مع عائلته في محنتها.

في غضون ذلك، اتضح أن سعيد كان قد انتقل إلى باريس وسلم مبلغا قيمته 110 آلاف جنيه إسترليني (155 ألف دولار) مقابل إطلاق سراح ابنه. وأفادت تقارير أن الإنتربول كان قد رصد مكالمة هاتفية وحذر على إثرها السلطات الإسبانية. وقالت الشرطة إن تلك المكالمة كانت منحت العائلة ثلاثة أيام لدفع الفدية.

وأفادت تقارير غير مؤكدة، نشرتها صحيفة في مدينة مانشستر، أن شرطة مانشستر «سهلت» دفعت الفدية، لكن الشرطة رفعت تأكيد أو نفي هذه المزاعم. وقال ضباط إسباني إن الشرطة الفرنسية شاهدت تسلم المشتبه بهم الفدية من قبل والد الطفل، ثم تعقبتهم إلى الحدود مع إسبانيا. ومن جهتها، واصلت الشرطة الإسبانية تعقب المشتبه بهم لكنها لم تتحرك إلا بعد تأكدها من انتقال سهيل إلى أياد أمينة في باكستان الثلاثاء الماضي. وبالفعل، داهمت الشرطة الإسبانية شقة بمنطقة تاراغونا بإقليم كاتالونيا أول من أمس واعتقلت ثلاثة أشخاص، هم رجلان باكستانيان وامرأة رومانية، وعثر داخل الشقة على مبلغ 110 آلاف جنيه إسترليني نقدا وجهاز كومبيوتر وهواتف جوالة، استخدمت للاتصال بوالد سهيل في باكستان لمطالبته بدفع بالفدية. وقد مثل هؤلاء الأشخاص الثلاثة أمام قاضٍ إسباني أمس للنظر في إبقائهم قيد الحبس وتوجيه التهم إليهم. وتم أيضا اعتقال شخصين آخرين في باريس.