ابنة بن لادن.. نهاية سعيدة لدراما صحافية كشفتها وتابعت تطوراتها «الشرق الأوسط»

بدأت يوم 23 ديسمبر بالكشف عن وجود إيمان في السفارة السعودية

TT

جاء وصول إيمان ابنة زعيم القاعدة أسامة بن لادن إلى دمشق أمس كنهاية سعيدة لدراما قصة صحافية انفردت بها «الشرق الأوسط» بدأتها الشرق الأوسط يوم 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وتابعتها أولا بأول , وهي قصة أثارت اهتماما دوليا كبيرا، لأنها قلبت كثيرا من الحقائق التي كانت راسخة وإن كانت بغير تأكيدات عن أسرة زعيم «القاعدة» المطارد والواضع على رأسه 50 مليون دولار، ولا يعرف أحد مكانه أو ما إذا كان حيا أو ميتا بعد هروبه من الحصار في تورا بورا بعد الهجوم الأميركي في أفغانستان.

بدأت القصة في «الشرق الأوسط» يوم الأربعاء 23 من شهر ديسمبر 2009 حينما قال عمر بن لادن (29 عاما)، الابن الرابع لأسامة بن لادن، لـ«الشرق الأوسط»، إن شقيقته إيمان وخمسة من إخوانه وزوجة أبيه (أم حمزة) محتجزون لدى السلطات الإيرانية منذ غزو أفغانستان نهاية عام 2001، مناشدا الحكومة الإيرانية الإفراج عنهم. وقال إن إيمان لجأت إلى السفارة السعودية في إيران التي تقيم فيها منذ 25 يوما، بعد أن تمكنت من الفرار من الحراسة المفروضة عليها.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن مكان وجود أفراد عائلة أسامة بن لادن الذين كان يعتقد أنهم قتلوا في أفغانستان، وبينما تحدثت تقارير كثيرة منسوبة إلى مصادر في السنوات الماضية عن وجود قياديين من «القاعدة» وأحد أنجال بن لادن محتجزين هناك بعد فرارهم من أفغانستان، فإنها كانت المرة الأولى التي يكشف فيها عن مكان وجود عائلة بن لادن، وكان لذلك وقع هائل، خاصة في الإعلام الغربي، حيث تناقلت أكثر من 25 وسيلة إعلامية قصة «الشرق الأوسط» التي جاءت موثقة. ونقلت وسائل إعلام كثيرة قصة «الشرق الأوسط» أو اتصلت بالعائلة اعتمادا على قصة «الشرق الأوسط».

وتوالت بعد ذلك فصول القصة كالتالي في «الشرق الأوسط»:

25 ديسمبر: عمر بن لادن: فرار شقيقي سعد من قبضة السلطات الإيرانية قبل نحو عام.

26 ديسمبر: إيران تقر بوجود ابنة زعيم «القاعدة» في السفارة السعودية تأكيدا لما انفردت به «الشرق الأوسط».. وأشادت وقتها السيدة نجوى الغانم، أولى زوجات أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، بتصريحات منوشهر متقي أول من أمس التي أقر فيها بوجود إحدى بنات أسامة بن لادن زعيم «القاعدة» في السفارة السعودية، وأنها تريد مغادرة البلاد. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: إن تصريحات متقي لإذاعة محلية كانت بالنسبة لها بردا وسلاما، أي إنها المرة الأولى التي يعترف فيها المسؤول الأول عن الخارجية الإيرانية بوجود ابنتها إيمان في ضيافة السفارة السعودية، مشيرة إلى أن الأحداث تتلاحق بسرعة بعدما كشفت «الشرق الأوسط» الأربعاء عن وجود أولادها الستة وزوجة أسامة أم حمزة في إيران منذ ثماني سنوات.

تأكيدا لما انفردت به «الشرق الأوسط» الأربعاء:

26 ديسمبر: إيمان ابنة بن لادن اشتقت: كثيرا إلى أمي.

27 ديسمبر: إيران: ننتظر تقديم السفارة السعودية لما يؤكد هوية ابنة أسامة بن لادن حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن السعودية لم تقم حتى الآن باتخاذ أي إجراء لتأكيد هوية امرأة وصفتها بأنها ابنة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وأضاف أن دائرة الرعايا الأجانب طلبت من السفارة السعودية أن تتحقق من شخصيتها ثم تقوم بإصدار الوثائق اللازمة.

28 ديسمبر: ابنة بن لادن حصلت على بطاقة مرور سعودية لتسهيل سفرها من إيران.

3 يناير (كانون الثاني): سعود الفيصل يؤكد وجود مفاوضات من أجل تسهيل عودة ابنة بن لادن من إيران.. وقال وزير الخارجية السعودي: «ونحن نعتبر أن الموضوع إنساني بحت، ونحن في مفاوضات مع الحكومة الإيرانية للتعامل مع الموضوع على المستوى نفسه وترك خيار المغادرة للبنت نفسها، ولا نرغب في الدخول في مواضيع سياسية في هذا الموضوع، لأنني لا أريد أن أعكر صفو الأمور، وربما تعطيل سفر الفتاة من طهران».

6 يناير: وصول بكر بن لادن أصغر أولاد زعيم القاعدة إلى دمشق بعد غياب 8 أعوام ونصف العام في إيران، فيما لا تزال قضية شقيقته إيمان الموجودة في ضيافة السفارة السعودية في طهران تتراوح دون حل منذ أكثر من شهر.

9 مارس (آذار): عمر بن لادن يؤكد أن الإجراءات تعطل سفر شقيقته من إيران.

16 مارس: نجل بن لادن يناشد خامنئي إطلاق شقيقته، وكان أحد أبناء أسامة بن لادن طالب في رسالة نشرت منذ أربعة أيام طهران بإطلاق سراح عدد من أفراد عائلته «المعتقلين» في إيران، مؤكدا أن طهران رفضت مرات عدة طلبات عن طريق «وسطاء علماء ووجهاء» لإطلاق سراحهم. وتوجه خالد بن لادن، في الرسالة التي نشرتها الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة ونقلها مركز «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية على الإنترنت، إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي طالبا منه التدخل من أجل إطلاق سراح أفراد عائلته. وأكد أنه «يعزز» بذلك «مطالبة أخوي عبد الرحمن وعمر بالإفراج عنهم». وقال خالد بن لادن إن أفراد عائلته «اضطروا إلى دخول إيران بطرق غير رسمية، ومعظمهم من النساء والأطفال بعد الحملة الصليبية على أفغانستان». وأضاف أن أجهزة الأمن الإيراني «قامت باعتقالهم بعد عام على تاريخ دخولهم»، موضحا أنهم «طالبوا بالخروج من إيران مرارا، لكنهم ضربوا وقمعوا».

17 مارس: «الشرق الأوسط» تنفرد بخبر.. ابنة بن لادن على وشك مغادرة إيران.