مظاهرات في واشنطن ضد الحرب في ذكرى غزو العراق

الجدل الانتخابي أنسى العراقيين الاجتياح في ذكراه السابعة

TT

تظاهر الآلاف من الأشخاص في واشنطن وعواصم عالمية أخرى بمناسبة الذكرى السابعة لبدء الحرب في العراق أمس، فيما مرت الذكرى دون أن يتذكرها العراقيون المنشغلون بالانتخابات والجدل الدائر حول نتائجها.

واحتشد متظاهرون قبل ظهر أول من أمس أمام البيت الأبيض في واشنطن، رافعين لافتات كتب عليها: «المال للتوظيف والتعليم، لا للحرب والاحتلال»، أو تدعو إلى «وقف غارات الطائرات من دون طيار». ورفع متظاهرون شباب توابيت مصنوعة من الورق المقوى مغطاة بالأعلام العراقية والأفغانية إحياء لذكرى الضحايا المدنيين في البلدين، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وارتدى رجل لباسا برتقاليا مماثلا للباس المعتقلين في غوانتانامو، ووضع غطاء أسود على رأسه. وقال أحد الناشطين في جمعية «قدامى محاربين في العراق ضد الحرب» إن «سياسة الرئيس (باراك) أوباما في العراق وأفغانستان مجرمة مثل سياسة (الرئيس السابق جورج) بوش». وأضاف: «يجري قتل الأبرياء (...) يبدو الأميركيون مهتمين بدفع الإيجار أكثر من اهتمامهم بالقوانين الدولية».

أما في العراق فقد مرت الذكرى مرور الكرام على العراقيين الذين ألهتهم عنها نتائج الانتخابات واتجاه أنظار العراقيين إلى الحراكات السياسية التي ستفرز حكومتهم الجديدة. إلا أن أحد ضباط الجيش السابق طلب الإشارة إليه بـ«أبو محمد» وقضى خدمته في تشكيلات «الحرس الجمهوري»، قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الذكرى «مؤلمة جدا لأن هذه الحرب قضت على أسطورة كانت متمثلة في الجيش العراقي».

وبيّن إبراهيم يوسف، 35 عاما، وكان ضمن تشكيلات التصنيع العسكري، أنه «رغم أن الخسائر استمرت بعد سقوط النظام فإنها الآن انتهت أو في طريقها إلى النهاية، والعراق الآن مختلف تماما عن السابق». وتابع: «أنا أرى أن الأمر كان إيجابيا تماما، فكل تغير يجب أن ترافقه تضحيات، وعلينا الآن الانتباه لأنفسنا كعراقيين فقط».

فاطمة عبود، 37 عاما، بينت أنها تتذكر تماما هذا اليوم وما تلاه من أيام وصفتها بأنها «كابوس مر عليها، فلم تكن هناك طاقة كهربائية ولا وقود ولا أي شي، فقط جهاز مذياع صغير يعمل على البطارية نسمع منه أخبارا متضاربة، فهذا يقول انتصرنا وذاك يقول تقدمنا، ولا نعلم الحقيقة إلا بعد أن شاهدنا تمثال صدام يسقط في ساحة الفردوس».