أمين عام الأمم المتحدة يتفقد في غزة آثار الدمار الذي خلفته الحرب

TT

في ثاني زيارة له منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، زار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس القطاع، وتفقد حيا دمره جيش الاحتلال خلال الحرب. ووصل مون حي «عزبة عبد ربه»، الواقع شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وهو أحد الأحياء التي تعرضت للقصف الإسرائيلي. ولاحظ أن الحي الذي زاره بُعيد انتهاء الحرب، لم يطرأ عليه أي تغيير باستثناء إزالة ركام بعض المنازل المدمرة.

واستقبل العشرات من الأطفال مون بتظاهرة مطالبين بتدخل الأمم المتحدة لرفع الحصار عن غزة، والسماح بإعادة إعمار ما تم تدميره.

وفي حديث للصحافيين، قال مون إنه على الرغم من أنه يتفهم مخاوف إسرائيل من حماس ويشاطرها القلق من الحركة، فإنه يعتقد أن مواصلة الحصار على القطاع يفرض على المدنيين «معاناة غير مقبولة». وشدد مون على القول إن سياسة الحصار التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أربع سنوات «غير مفيدة وغير مقبولة على الإطلاق»، متعهدا بمواصلة الضغط عليها لرفع الحصار والسماح بإعادة بناء الحياة الفلسطينية.

وأشار مون إلى أن نصف السكان في غزة هم تحت سن 18 عاما، ويعانون أكثر من أي فئات أخرى بسبب الحصار، محذرا من أن الحصار يشجع على «التهريب ويضعف المعتدلين ويشجع المتطرفين».

وأوضح مون أنه قدم إلى قطاع غزة للتعبير عن تضامنه من الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الفلسطينيين في القطاع «يثبتون بطولتهم لإصرارهم على تقديم الطعام لعائلاتهم رغم كل الظروف الصعبة، إنهم أناس غير عاديين، وأنا أؤيدهم في ذلك». وأضاف: «هنا كثير من الدمار. شيء محبط أن أرى هذا الدمار وعدم القدرة على إعادة البناء»، واستدرك: «الحكومة الإسرائيلية وافقت على استئناف البناء في أحد المشروعات الإسكانية في محيط مدينة خان يونس، بالإضافة إلى موافقتها على السماح بإدخال المواد اللازمة لإنشاء مطحنة للقمح، ومنشآت للصرف الصحي ومدرسة».

وحث مون الأهالي في القطاع على اختيار « طريق عدم العنف والشرعية والالتزام باتفاقيات منظمة التحرير»، مشددا على ضرورة عقد صفقة تبادل الأسرى «حيث من الممكن إطلاق أسرى فلسطينيين، وإطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط». وأضاف: «أعتقد أن أهل غزة مصرّون أن يفعلوا الكثير للتخفيف من معاناتهم، وأنا أتعهد أن أواصل جهودي للوصول إلى حل عادل لهذا الصراع».

وشدد على ضرورة وقف الصواريخ الفلسطينية. وأضاف: «أعرف أن بين الأطراف خلافات، لكن يجب أن تحل بالتفاوض لا بالعنف».

من ناحيته، دعا فوزي برهوم، الناطق باسم حماس، مون لتجاوز لغة الخطاب والانتقال إلى الأفعال، وترجمة مواقفه إلى قرارات وأفعال على الأرض التي بموجبها يجب أن ينتهي حصار غزة، ويعاد إعمارها، ويتم إلجام إسرائيل.

وفي تصريح صحافي صادر عنه، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أوضح برهوم: «سنحكم على هذه الزيارة بما يترتب عليها من أفعال وقرارات لا من خلال لقاءات وتصريحات».

من ناحيتة، اعتبر النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن نتائج زيارة مون لقطاع غزة «مخيبة لآمال مليون ونصف مليون فلسطيني كانوا ينتظرون فعلا حقيقيا لإنهاء الحصار الإسرائيلي».

وفي تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أوضح الخضري أن الشعب الفلسطيني كان ينتظر من مون أكثر من ذلك، من أجل تغيير الواقع في غزة وإنهاء الحصار، لكن تصريحاته لم تعطِ الأمر حقه. وأضاف: «مون لم يتطرق إلى معاناة مشردي الحرب، ومن دُمرت بيوتهم وجُرّفت مزارعهم، ومن فقدوا أطرافهم وباتوا معاقين، ومن أُغلقت مصانعهم جراء منع دخول المواد الخام، والعمال المعطلين عن العمل، وأزمة الكهرباء، والمعابر المغلقة، والمشروعات المختلفة المتوقفة، والوضع الصحي الصعب، وآثار الحصار الكارثية كافة».

وأشار إلى أن مون لم يتطرق إلى الحديث عن عشرات المشروعات الدولية من أجل تحسين وضع البنية التحتية، ومشروعات الصرف الصحي، ومضخات المياه والمعالجة ومشروعات الإسكان.

وشدد الخضري على القول إن الأمر الأصعب هو عدم حديثه عن أزمة الإعمار في غزة لمن دمرت بيوتهم في الحرب رغم لقائه عشرات الأسر التي هدمت بيوتهم في «عزبة عبد ربه» شمالي قطاع غزة في بداية جولته، وتأكيدهم له أن الأمر متعلق بمنع الاحتلال دخول مستلزمات البناء عبر المعابر.