بينما كان أحد الركاب الآتين من مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سورية، يتأهب لإنهاء إجراءات دخوله مصر من مطار القاهرة الدولي، علت فجأة أصوات منبعثة من حقيبته. ولفتت هذه الأصوات أنظار كل من حوله، وبالتالي، دفعت أحد رجال الأمن إلى الطلب من الراكب السوري فتح الحقيبة لتفتيشها. وفي الوقت نفسه استدعى رجل الأمن أحد مسؤولي جمارك المطار.
ولكن، قبل أن يباشر الرجلان مهمتهما ويبدآن تفتيش الحقيبة كان كل شيء قد «انفضح».. إذ لم تعد الحقيبة تصدر أصواتا فحسب.. بل تحرك ما بداخلها، وهو ما أثار قلق مسؤول الجمرك، الذي فضل أن يترك مهمة فتح الحقيبة لصاحبها، وابتعد عنها قليلا. وما إن تم فتح الحقيبة حتى فوجئ الحاضرون بعدد كبير من السلاحف تخرج منها. وتبين، لاحقا، أن الراكب ملأ حقيبته عن آخرها بـ128 سلحفاة صغيرة حية، ولعله كان متفائلا بالمرور من التفتيش في المطار مراهنا على «كسلها»، غير أن نشاطها الملحوظ، والمفاجئ، كشف أمره.
خلال التحقيق مع الراكب أفاد أنه جلب هذه السلاحف بغرض بيعها والاتجار فيها. وعلى الأثر عرضت سلطات مطار القاهرة «شحنة» السلاحف على إدارة الحجر البيطري في المطار للتأكد من سلامتها من الأمراض، ومن ثم تقررت مصادرتها لصالح حديقة الحيوان في الجيزة. مع الإشارة إلى أن القانون المصري يحظر دخول هذه الحيوانات لمخالفة ذلك «قانون الحياة البرية».