المعلمون الأردنيون يواصلون اعتصامهم في المحافظات الجنوبية

وزير التعليم دعاهم لحلاقة ذقونهم والاهتمام بملابسهم بدل التذمر

TT

واصل معلمون أردنيون اعتصامهم لليوم الخامس على التوالي في المحافظات الجنوبية (الكرك ومعان والطفيلة) احتجاجا على تصريحات لوزير التربية والتعليم الأردني الدكتور إبراهيم بدران كان قد دعا خلالها المعلمين إلى تحسين مظهرهم بدلا من المطالبة بإقامة نقابة لهم.

وأكد المعتصمون على مطالبهم بتقديم اعتذار واضح وصريح من قِبل الوزير على تصريحاته المسيئة على حد وصفهم واستقالته من منصبه إضافة إلى موافقة الحكومة الأردنية على إقامة نقابة للمعلمين، وصرف علاوات ال-5% التي لم تصرف لهم رغم إقرارها منذ سنوات.

وكان وزير التربية والتعليم الأردني قد دعا المعلمين إلى «حلاقة ذقونهم» والاهتمام «بملابسهم» بدلا من التذمر والمطالبة بإنشاء النقابة، وفقا لما نشرته إحدى الصحف المحلية.

وبدوره، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور نبيل الشريف إن الحكومة ستتخذ كل الإجراءات بحق من خالفوا نظام الخدمة المدنية في الأيام الماضية والذي يحظر بشكل واضح على الموظف العام المشاركة في أي إضراب أو اعتصام.

وأضاف الشريف أن «وزارة التربية والتعليم أوعزت إلى مديري التربية ومديري المدارس للتأكد من التزام المعلمين بدوامهم على أكمل وجه وتزويدها بأسماء المخالفين لاتخاذ الإجراءات الرادعة بحقهم مع تحميل كل من يخالف ذلك المسؤولية القانونية».

وكان بدران قال في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا»: «إنني أعبّر عن الاعتزاز والاحترام والتقدير لكل أفراد الأسرة التربوية الذين نفاخر بهم وبعطائهم، وإذا كان ما نُسب إلى من تصريحات مجتزأة أسيء فهمه، فإني أعتذر عن سوء الفهم هذا».

وكان معلمون في عدة محافظات أضربوا عن العمل خلال الأيام القليلة الماضية، فيما واصل آخرون في محافظات تنفيذ اعتصامات وإقامة مهرجانات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية.

على الصعيد الميداني واصل المعلمون اعتصامهم في محافظة معان، وقد التقى الحكام الإداريون ومديرو التربية المعلمين وطلبوا منهم تشكيل لجنة منهم وصياغة مطالبهم تمهيدا لتحديد موعد مع رئيس الوزراء سمير الرفاعي لبحث مطالبهم كافة، خصوصا أن كتاب التكليف السامي للحكومة نص على الاهتمام بالتعليم والعملية التعليمية والمعلمين.

على صعيد متصل صرح مصدر مسؤول في رئاسة الوزراء بأن الحكومة تتابع بكل اهتمام ما يجري في عدد من مدارس المملكة ومناطقها من تحركات لمجموعات من المعلمين، والحكومة إذ تؤكد على احترامها للمعلم صاحب الرسالة المقدسة والذي أودعه المجتمع أبناءه وبناته لتربيتهم وتعليمهم، وكان لهم الدور الوطني الكبير عبر عقود الدولة الأردنية، فإنها تشير إلى أن برنامجها الذي باركه جلالة الملك يقوم على توسيع الطبقة الوسطى وتحسين مستوى معيشة المواطن في القطاعات العامة والخاصة كافة، ومنها قطاع التعليم بكل مفرداته وأهمها المعلم، وقد تابعت الحكومة بكل اهتمام مجمل القضايا التي تحدث عنها المعلمون والتي كانت وما زالت موضع اهتمامها، وستنظر بجدية في كل ما من شأنه تحسين مستوى معيشة المعلمين وفق الإمكانات المتاحة.

وأضاف المصدر أن الحكومة تأمل من المعلمين المشاركين في الاعتصامات أن يمارسوا أقصى درجات المسؤولية الوطنية والحرص على استمرار العملية التعليمية بشكل طبيعي، وهم الذين كانوا على الدوام عنصرا رئيسا في بناء وطنهم وتربية الأجيال وصناعة الإنسان الأردني المنتمي.

وقال المصدر إن استمرار العملية التعليمية وعودتها إلى طبيعتها حق للطالب والمجتمع الأردني، ومن واجب المعلم أن يقف إلى جانب طلبته كما أن من حقه العيش بكرامة واحترام وأن يجد من الحكومة تفهما لقضاياه المشروعة وبحثها ودراستها وهو ما تقوم به وستواصل القيام به لقناعتها بمكانة المعلم ودوره الوطني.

يشار إلى أن عدد المعلمين التابعين لوزارة التربية والتعليم نحو 70 ألف معلم.