واشنطن تخشى انقلابا عسكريا في باكستان

كياني.. لا قريشي.. يقود وفد المفاوضات

TT

حذر أمس مصدر في وزارة الخارجية الأميركية من أن التقارب بين العسكريين الأميركيين والباكستانيين، خلال الحرب ضد «القاعدة» وطالبان، قد يكون سبب انقلاب عسكري في باكستان بسبب توتر العلاقات بين المدنيين والعسكريين هناك. وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن دبلوماسيين في وزارة الخارجية، وخصوصا في السفارة الأميركية في باكستان، غير راضين عن تزايد دور البنتاغون في باكستان. وكان المصدر يعلق على زيارة الجنرال إشفاق كياني، قائد القوات الباكستانية المسلحة، للولايات المتحدة، التي بدأت أول من أمس. وكان الجنرال كياني زار مقر القيادة الوسطي في تامبا (ولاية فلوريدا). ويتوقع أن يقابل (أمس) روبرت غيتس، وزير الدفاع، ويحضر اجتماعا استراتيجيا في البنتاغون يترأسه الأدميرال مايك مولين، قائد القوات الأميركية المسلحة.

ولاحظ المصدر في الخارجية الأميركية أن زيارة الجنرال كياني تطابق زيارة شاه محمود قريشي، وزير خارجية باكستان، الذي سيقابل غدا الأربعاء هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية. ويتوقع أن يشترك الجنرال كياني في اجتماع قريشي مع هيلاري كلينتون. وأمس قالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «صار واضحا أن هناك نزاعا على السلطة بين المدنيين والعسكريين في باكستان. وصار واضحا أن كفة العسكريين هي الأقوى». وأضافت الصحيفة: «صار واضحا أن الجنرال كياني هو الذي وضع أجندة زيارة واشنطن، سواء له أو لوزير الخارجية. وإن الجنرال، قبل سفره إلى واشنطن، استدعى وزراء مدنيين، منهم وزيرا الخارجية والمالية، لبحث أجندة زيارته إلى واشنطن».

وقالت مراسلة الصحيفة في كراتشي إن صحفا باكستانية صارت تكتب عن هذا النزاع، وأشارت صحف إلى احتمال انقلاب عسكري يقوده الجنرال كياني، وانتقدت الولايات المتحدة لأنها ركزت في علاقاتها مع باكستان على الجانب العسكري. وان البنتاغون يمكن أن يكون سعيدا إذا وقع انقلاب عسكري بقيادة الجنرال كياني. وقال رفعت حسين، أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة إسلام آباد: «صار الجنرال كياني في مقعد القيادة. لم يحدث أن ترأس قائد القوات الباكستانية اجتماعا لوزراء مدنيين». وفي الأسبوع الماضي نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تصريحات لوزير الخارجية قريشي، قال فيها: «على الولايات المتحدة أن تقدم المزيد لباكستان لأن باكستان قدمت كثيرا حتى الآن». لكنه لم يتحدث عن تفاصيل.

وقال مراقبون في واشنطن أمس إن باكستان ظلت، عبر تاريخها الحديث، إما يحكمها عسكريون وإما تكثر فيها احتمالات انقلاب عسكري. وإن الصراع حول السلطة في باكستان تحول إلى صراع بين البنتاغون ووزارة الخارجية في واشنطن.