استطلاع للرأي: حزب مناهض للمتدينين المتزمتين في إسرائيل سيهزم الكبار

أكثر من 100 ألف شاب متدين يتهربون من الخدمة العسكرية.. و67% يتهربون من العمل

TT

أفاد استطلاع رأي جديد في إسرائيل، أنه في حال تأسيس حزب علماني يكافح بشجاعة الأحزاب الدينية المتزمتة وسياسة الابتزاز المالي التي تنتهجها، فإنه سيهزم الأحزاب الرئيسية ويفوز بـ35% من أصوات الناخبين.

وهناك جهود قائمة حاليا لتشكيل حزب كهذا، ويجري إقناع الكاتب الصحافي يائير لبيد، نجل يوسف لبيد رئيس حزب شنوي العلماني السابق، الذي فاز بـ15 مقعدا، ليرأس هذا الحزب.

جاء هذا الاستطلاع في إطار المرارة المتصاعدة في إسرائيل من النفوذ الضخم للأحزاب الدينية المتزمتة، التي تحرص على المشاركة في الحكم باستمرار وتحصل على موازنات وموارد تفوق حجمها في المجتمع.

وتنضوي هذه الأحزاب في تكتلين، أكبرهما حزب «شاس» لليهود الشرقيين بقيادة الحاخام عوفاديا يوسيف، وله 11 نائبا و«يهدوت هتوراة»، ويضم ثلاثة أحزاب لليهود الاشكناز، وله 6 نواب. ويثير هذا النفوذ قلقا واسعا في قيادة الجيش الإسرائيلي، حيث إنها تنشر نهج التهرب من الخدمة العسكرية. ويثير قلقا لدى قوى السلام، كونها تتخذ مواقف يمينية متطرفة تلحق ضررا في مصالح إسرائيل الدولية، إذ إن الأزمة الأخيرة مع الإدارة الأميركية حصلت عقب قرار وزير الداخلية، وهو زعيم «شاس»، ايلي يشاي، بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية، خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة. ووزير الداخلية. وشهد الكنيست لأسبوع الماضي، جلسة لإحدى اللجان برئاسة عضو الكنيست يوحنان بلسنر من حزب «كديما» المعارض، طرحت فيه معطيات مفادها أن عدد الرجال المتدينين المتزمتين (الحريديين)، الذين يدرسون في معاهد يمينية تنفق عليها الدولة، تجاوز لأول مرة عدد المائة ألف. ففي السنتين الأخيرتين فقط زاد هذا العدد بـ12 ألفا. ويدرس في المعاهد العامة (سن التجنيد) نحو من 70 ألف شخص، يحصل الواحد منهم من الدولة على أكثر من 10 آلاف شيكل (2800 دولار أميركي) في السنة، عدا الامتيازات الأخرى. وفي المعاهد الدينية الكبيرة يدرس نحو 33 ألف طالب آخر، يتقاضى كل منهم 5700 شيكل أي 1600 دولار.

وطرح أمام اللجنة تقرير من الجيش يقول إن عدد المعفيين الذين حصلوا هذا العام على تسهيلات الدراسة تجاوز الرقم القياسي لجميع الأزمان وبلغ 60 ألفا. وقال المقدم غيل بن شاؤول لأعضاء الكنيست المذهولين إن هذا العدد زاد بـ150 ضعفا منذ فترة بن غوريون، رغم أن عدد السكان، نما بـ12 ضعفا فقط. وهذا يعني أن الحريديين يتكاثرون بمعدل أكبر بعشرة أضعاف من معدل تكاثر الآخرين. وهو آخذ في الازدياد بمعدل سريع.

وحذر نواب علمانيون من أنه في القريب جدا لن يكون من الممكن وقف ذلك. وستترجم القوة السكانية إلى قوة انتخابية.

وهناك حركة دينية معتدلة تحارب هذه الظاهرة، تدعى حركة «حدوش» أي حرية الدين والمساواة، برئاسة الحاخام أوري ريغف، الذي حذر من هذه الظاهرة المقلقة وقال إنها «تمس بالدولة وتهدد بهدم اقتصادها في غضون عقدين وتحدث وضعا تتحول فيه دراسة التوراة من بركة على شعب إسرائيل إلى خطر على مستقبل الدولة».

وجاء تحذيره لأن إحصائيات وزارة العمل تفيد بأن 65% من الرجال المتدينين لا يخرجون للعمل مقابل 21% فقط قبل ثلاثين سنة.

وجاء في نتائج استطلاع رأي أجراه معهد متخصص، أن 35% من المستطلعة آراؤهم يرجحون التصويت لـ«حزب حرية الديانة»، وهذه النسبة تعادل 42 نائبا من أصل 120، أي أكبر من كل الأحزاب الكبيرة القائمة اليوم.

ويتضح من تحليل النتائج أن أكثر من ثلث اليهود في إسرائيل يفكرون في التصويت لهذا الحزب، وأن واحدا من كل خمسة في إسرائيل يفكر بجدية كبيرة جدا التصويت له. وأن الأحزاب الرئيسية التي ستتضرر بهذا الحزب المحتمل هي «إسرائيل بيتنا» بقيادة وزير الخارجية، أفيغدور لبرمان، (49% من مصوتيه يريدون التصويت لحزب حرية الديانة)، و«كديما» بقيادة تسيبي لفني، (48%)، والعمل بقيادة وزير الدفاع، ايهود باراك، (46%)، وميرتس اليساري (46%)، بل وحتى حزب الليكود، حليف المتدينين سيخسر من قوته بنسبة 26%.