كابل: مقتل جنديين أميركيين و30 من عناصر طالبان

هولندا توافق على إبقاء جزئي لقواتها لتدريب عناصر الأمن الأفغاني

TT

أعلنت القوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان «إيساف»، التابعة لحلف شمال الأطلسي، أول من أمس، أن جنديين أميركيين توفيا متأثرين بجروح اصيبا بها في معارك ليلة أول من أمس ضد طالبان في أفغانستان. كذلك قتل 5 مقاتلين في تلك المعارك التي دارت في ولاية لوغار المضطربة، الواقعة جنوب كابل. وأعلنت «إيساف» في بيان أن الجنديين الأميركيين «قضيا متأثرين بجروحهما». وبين مقاتلي طالبان القتلى، مسؤول عن هجمات انتحارية، كما أفادت «إيساف». وتنشر الولايات المتحدة والحلف الأطلسي 126 ألف جندي في أفغانستان، بينما يتوقع وصول تعزيزات بحلول أغسطس (آب). وبهذين القتيلين يرتفع عدد الجنود الأجانب القتلى في أفغانستان إلى 168 منذ مطلع السنة، بحسب تعداد وكالة الصحافة الفرنسية، استنادا إلى موقع متخصص. إلى ذلك قال حاكم إقليم قندز في أفغانستان، أمس، إن 3 أشخاص من الميليشيات الموالية للحكومة و29 مسلحا من حركة طالبان قتلوا في سلسلة من الاشتباكات في شمال أفغانستان.

وقال حاكم الإقليم، محمد عمر، إن جنودا أفغانا وقوات خاصة أميركية اشتبكت مع مجموعة من مسلحي طالبان في منطقة آرتشي في الإقليم مساء أول من أمس، مما أسفر عن مقتل 14 مسلحا.

وأوضح أن القوات المشتركة اعتقلت 4 أشخاص مشتبها فيهم. وأضاف أن 4 مقاتلين آخرين من طالبان و3 من الميليشيات الموالية للحكومة قتلوا في قتال في منطقة «إمام صاحب» أول من أمس. وقال حاكم قندز إن 9 مسلحين آخرين من طالبان قتلوا، بينهم القائد الطالباني الملا سيلاب ومقاتل باكستاني، وأصيب أكثر من 10 آخرين في منطقة تشارداراه، ومنطقة خواجا غار.

وتزداد أعمال العنف في المنطقة الشمالية، التي كانت هادئة نسبيا حتى 3 أعوام مضت مقارنة بالمنطقتين الجنوبية والشرقية، معقل طالبان الرئيسي. وحول المسلحون في الوقت الحالي عدة مدن في قندز وإقليم بغلان المجاور إلى معقل رئيسي لأنشطتهم في الشمال. وقتل 7 جنود ألمان، وأصيب أكثر من 10 آخرين في الشهر الماضي في إقليمين في البلاد. وينتشر نحو 4500 جندي ألماني في المنطقة الشمالية، بينما يتوقع وصول 500 جندي إضافي إلى شمال أفغانستان في غضون الأشهر المقبلة. وقال عمر إن 1200 جندي أميركي إضافيين يتوقع نشرهم في منطقتي تشارداراه وآرتشي، وهما أكثر منطقتين تسودهما اضطرابات في قندز، حيث يتوقع أن يبنوا قاعدة عسكرية جديدة في مايو (أيار) المقبل. وقال إن 3 آلاف جندي إضافيين سيصلون إلى إقليم بلخ في شمال البلاد في الصيف المقبل.

ويتوقع شن عملية عسكرية كبيرة في إقليمي قندز وبغلان في ظل نشر قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» الإضافية، وهي أول عملية كبيرة ضد مسلحين في شمال أفغانستان منذ الإطاحة بحكومة طالبان في أواخر عام 2001. وينتشر حاليا أكثر من 125 ألف جندي من الناتو في البلاد، ويتوقع أن يرتفع العدد إلى 150 ألف جندي بحلول منتصف العام الحالي. من ناحية أخرى، وافق البرلمان الهولندي على مقترح يتضمن استمرار وجود قوات هولندية في إقليم أرزوغان الجنوبي بغرض تدريب عناصر الأمن الأفغاني، وأعطى البرلمان الضوء الأخضر للحكومة للبدء في الإجراءات والخطط اللازمة لتنفيذ ذلك. وجاء المقترح من حزبي الخضر اليساري والديمقراطي 66، وينص على أن يكون هناك دور آخر لهولندا في أفغاانستان بعد انسحاب قواتها في نهاية أغسطس القادم، التي يبلغ قوامها 1600 جندي.

ويتضمن المقترح مشاركة هولندا بـ50 شخصا لتدريب القوات الأمنية الأفغانية في إطار مهمة أوروبية لهذا الغرض، مع وجود 200 جندي هولندي لحراسة الكتيبة الهولندية، وطلب البرلمان من الحكومة الحالية، التي تقوم بتسيير أمور البلاد لحين إجراء انتخابات في يونيو (حزيران) القادم، البدء في الإجراءات المطلوبة من دون انتظار تشكيل الحكومة الجديدة. ولاقى المقترح تأييدا من معظم الأحزاب، بينما عارضه حزب العمل، وسانده في ذلك حزب الحرية اليميني المتشدد، والحزب الاشتراكي. ورحب زعيم الديمقراطي 66، ألكسندر بيتخولد ومن الخضر اليساري ماريكو بيتر، بالتأييد الذي حصل عليه المقترح من جانب البرلمان.