مبارك: نحرص على السلام ما دامت إسرائيل تبادلنا حرصا بحرص والتزاما بالتزام

في أول خطاب له بعد العملية الجراحية

حسني مبارك (رويترز)
TT

في أول تحرك له خارج منتجع شرم الشيخ، بعد تعافيه من العملية الجراحية التي أجراها مطلع مارس (آذار) الماضي في ألمانيا، شارك الرئيس المصري حسني مبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس في احتفال القوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء الذي أقيم في قطاع الجيش الثاني الميداني. وخاطب الرئيس مبارك ضباط وجنود الجيش المصري قائلا إن «مصر حررت سيناء بالحرب والسلام، ولم تستسلم للهزيمة، وخاضت حرب استنزاف طويلة وحرب تحرير بطولية»، وشدد مبارك في كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة والعشرين لتحرير سيناء على حرص مصر على السلام والتزامها به ما دامت إسرائيل تبادلتها حرصا بحرص والتزاما بالتزام، منوها بأن مصر تبذل أقصى الجهد من أجل سلام شامل يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وينهي احتلال الأراضي العربية في سورية ولبنان.

داخليا.. نبه مبارك إلى أن مصر تواجه مخاطر قائلا: «لا نزال في مواجهة شرسة مع قوى الإرهاب والتطرف في منطقة صعبة وعالم مضطرب، ووسط أمثلة عديدة من حولنا للانقسام الطائفي، وغياب الأمن وإراقة الدماء وزعزعة الاستقرار».

وحذر مبارك من «المقامرة بالمستقبل»، بقوله: «إن مستقبل الأوطان لا تصنعه الشعارات والمهاترات والمزايدة، وإن مقدرات الأمم والشعوب لا تتحقق بخطوات غير محسوبة العواقب»، مضيفا: «نحن في مصر نمضي في الإصلاح السياسي واعين لظروف مجتمعنا ومحذرين من انتكاسات تعود بنا إلى الوراء». وأكد مجددا حرصه على نزاهة الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة وترحيبه بكل جهد وطني صادق يطرح الرؤى والحلول لقضايا ومشكلات المجتمع ولا يقامر بأمنه واستقراره ومستقبله.

وأشار مبارك إلى أن ما تشهده مصر اليوم من تفاعل نشط لقوى المجتمع هو ما بادر إليه منذ خمسة أعوام مضت، وهو دليل حيوية المصريين وشاهد على ما يتمتعون به من مساحات غير مسبوقة لحرية الرأي والتعبير والصحافة، مرحبا بهذا التفاعل والحراك المجتمعي ما دام كان ملتزما بأحكام الدستور والقانون وتوخي سلامة القصد ومصالح الوطن. وأشار إلى أنه أطلق عام 2005 «عملية شاملة للإصلاح»، وقال: «بادرت إلى ذلك متحملا مسؤوليتي كرئيس للجمهورية من أجل مجتمع متطور لدولة مدنية حديثة، تعلي قيم المواطنة وتنأى بالدين عن السياسة.. تمتلك المقومات الذاتية للمضي للأمام.. تعزز تفاعل ومشاركة المواطنين في الحياة السياسية والاقتصادية». وتحدث مبارك عن الوضع الاقتصادي قائلا: «نسعى للمزيد من الاستثمارات والصادرات والمزيد من فرص العمل.. نعاود تحقيق ما حققناه من معدلات النمو المرتفعة قبل الأزمة.. نستعيد زمام المبادرة في محاصرة الفقر والبطالة، وتواصل تطوير ما يقدم للمواطنين من خدمات».