إجابات تسكيت

علي المزيد

TT

نحن في السعودية في موسم عقد الجمعيات العامة للشركات المساهمة السعودية. وحقيقة الأمر أن حضور الجمعيات العامة بدأ يرتفع وبدأ يظهر عدد من حملة الأسهم المتابعين لوضع شركاتهم بدقة. وجرت العادة في الجمعيات العامة أن يتم التصويت على جدول الأعمال وبعد التصويت على جدول الأعمال سواء بالسلب أو بالإيجاب، يتم فتح الباب للنقاش وهنا مربط الفرس؛ إذ يطرح بعض الحضور أسئلة مثيرة للضحك، والبعض يطرح أسئلة متفقا مع تنفيذيي الشركة عليها. ويبدأ تنفيذيو الشركة في الإجابات، وعادة ما يسود تفاؤل يقود تنفيذيي الشركة لذكر كل ما هو أبيض في شركتهم، والبعض الآخر منهم يقوده الحرص الزائد، وقد تكون هذه طبيعته بالتحفظ في الإجابات الإيجابية. وكلا الإجابتين؛ المتفائلة والمتحفظة، تقود لاستنتاجات خاطئة تؤثر على قرار الاستثمار في السهم.

لذلك يجب على التنفيذيين أو أعضاء مجلس الإدارة أن يطلعوا على كل كبيرة وصغيرة في شركتهم قبل الحضور للجمعية حتى تنطبق الإجابات على واقع الشركة وأن يتقيدوا بذكر الحقائق بدقة متناهية سواء كانت تقود للأرباح أو الخسائر وأن يحيدوا أنفسهم بعيدا عن كل ضغط أو اجتهاد. ونحن في السعودية نشاهد بعض مسؤولي الشركات يهربون من أسئلة حملة الأسهم بكلمات حفظوها وعرفوا أنها تلجم ألسنة الحضور وحملة الأسهم، مثل الإجابة التي تقود للإدلاء بمعلومات تنافسية وقد يكون السؤال عن الطاقة التشغيلية في المصنع والمعلنة مرارا وتكرارا والمنشورة في تقارير الشركة السنوية، ولكن لأن الرئيس لا يعرف الإجابة، صارت المعلومات تنافسية. أو قد يصدم السائل من حملة الأسهم بقول رئيس مجلس الإدارة بأنه لا يجيب عن أسئلة المضاربين، وكأن المضاربين من مهربي المخدرات، بينما هم روح السوق، ووجودهم ضروري في السوق، بل هم أحد أركانه. وحقيقة، يجب أن يتم الجواب عن كل سؤال يطرح أيا كانت صفة حامل الأسهم. وقد يجتهد تنفيذيو الشركة للإجابة عن عدالة سعر الشركة في السوق وهل هي عادلة أم يتم تداول السهم في السوق بأقل من السعر العادل أو أكثر من السعر العادل، بينما هذه إجابات تخص شركات البحث والدراسات والتقييم. الغريب أن ممثل وزارة التجارة يحضر هذه الجمعيات ولا يتدخل في حالة تهرب تنفيذيي الشركة من الإجابة. وأعتقد أنه حان الوقت لوضع ضوابط الأسئلة التي يجب أن تتم الإجابة عنها لأن الجمعية العامة لا تعقد سوى مرة واحدة في العام في الأحوال الطبيعة وهي فرصة للحوار بين التنفيذيين وحملة الأسهم يجب أن لا تغلق.. ودمتم.

*كاتب اقتصادي