بيروت تستضيف مشاهير المصممين

في صالة واحدة في وسط بيروت، حيث تنتشر أرقى محلات الثياب والمجوهرات، اجتمعت أسماء مصممين عالميين اختاروا العاصمة اللبنانية لتكون مسرحا يطلون من خلاله على اللبنانيات بشكل خاص والنساء العربيات بشكل عام. ففي «Designer›s Entourage»، الذي يزخر بأفخر التصاميم ويعرض أسماء لامعة في عالم الأناقة والرفاهية، تتنافس الأزياء والابتكارات لتشكل مجتمعة محيطا راقيا تطمح لأن تتزين منه كل سيدة تبحث عن التميز والفخامة في الوقت عينه.

ومن أهم هذه الأسماء مصممة الأزياء الفرنسية «Mina Poe» التي تنتج أزياء من الثياب وحقائب اليد للسيدات والصغار مصنوعة يدويا فقط، فجعل أعمالها تستحق مساحة واسعة من هذا المحل. وتحمل «Poe» الآتية من عالم التمثيل والإخراج شعاري «الإبداع والأسلوب المتميز» لتحترف تقديم تصاميم مميزة تتطلب جهدا وطريقا فنيا طويلا يمتد إلى أيام عدة من العمل الذي يبدأ من الرسم والتطريز ثم الزخرفة والحياكة التي يقوم بها فريق عمل محترف ومتخصص. أما المواد المستعملة فهي تلك التي تدمج بين الكشمير والحرير المرصع بأنواع متنوعة من الريش والبلور والأحجار الكريمة.

عن المرأة التي تتوجه إليها من خلال أزيائها تقول Mina Poe التي تحتفل بعامها العاشر في عالم تصميم الأزياء، لـ«الشرق الأوسط»: «لا أتقيد في تصاميمي بأسلوب معين، فهي تتنوع بين تلك الموجهة للفتيات وتلك التي تناسب السيدات، وكل ذلك بحسب المناسبة التي تظهر فيها كل منهن وأسلوب حياتهن. لكن ما يمكنني تأكيده هو أنني أحرص بالدرجة الأولى على انتقاء المواد الأصلية، كالحرير والجلد والقطن. الأمر الذي يجعل كل تصميم من تصاميمي يناسب شخصية معينة. مع العلم بأنني أحرص على إضفاء لمسة خاصة تميز كل قطعة ثياب أو إكسسوار، لا سيما الحقائب، عن غيرها، لأن المرأة بشكل عام تشعر بالانزعاج إذا اكتشفت أن امرأة أخرى ترتدي قطعة من الثياب كالتي ترتديها أو تحمل الحقيبة نفسها».

وعن اختيارها بيروت لتعرض تصاميمها تقول: «لم أتردد لحظة بقبول هذا العرض، وأطمح إلى أن تعجب المرأة اللبنانية والعربية بأعمالي».

من جهتها كانت تنتظر مصممة المجوهرات المصرية عزة فهمي، التي تميزت عالميا بمجوهراتها الأنيقة وتصاميمها الشرقية، الفرصة المناسبة لتدخل بيروت من بابها العريض، فوجدت موقعا لها في «Designer›s Entourage» حيث تعرض تصاميمها لعام 2010 التي عرضت في أسبوع الموضة في نيويورك والتي جاءت جامعة لمجموعات فهمي السابقة التي حملت عناوين مختلفة وتعتمد على فكرة أساسية وهي التراث الذي يبقى الملهم الأهم بالنسبة إلى فهمي، فتطوعه لصالح تصاميم راقية تجمع بين العصرية وروح الماضي. وتعتمد عزة فهمي في تصاميمها على الفضة والذهب بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى الخشب الذي يجد له مكانا مميزا في غمرة معروضاتها.

وتقول ابنة عزة فهمي، التي تدير أعمالها: «بيروت كانت من أهم العواصم التي كنا نطمح للوجود فيها، ولكننا انتظرنا الفرصة المناسبة لنخطو هذه الخطوة، وها نحن نجتمع مع مصممين مميزين في محل راق». وللعطور أيضا موقعها الذي تجلى من خلال المصممة الروسية Ella Krasner التي تنتج عطر «Tzarina» النادر، وهو خلاصة أريج أزهار نادرة تستخرج من جبال الهيمالايا ويجمع رحيقها مرتين في السنة فقط، وذلك في الخامسة صباحا ليكون في أقصى حالات صفائه. ولأن هذه الزهرة نادرة فهي لا تنتج أكثر من 10 لترات في السنة.

وتأخذ كذلك، تصاميم مصممة المجوهرات الإيطالية ماريا دافوسا مساحة لافتة في «Designer›s Entourage»، حيث تضاء إحدى الزوايا بمعروضات فريدة في نوعها، إن لجهة «هندسة التصاميم» أو لجهة الدمج بين أنواع متعددة من المجوهرات، وعلى رأسها الماس، بالإضافة إلى الأحجار الكريمة النادرة والفريدة التي لا ينتج منها سوى قطع محدودة. تقول دافوسا لـ«الشرق الأوسط»: «تتميز تصاميمي ببعدها عن الكلاسيكية وبروح خاصة تجذب المرأة العصرية بشكل عام، والشرق أوسطية بشكل خاص، فمن هنا أتى اختيارنا بيروت لتتعرف علينا المرأة اللبنانية التي تسعى إلى التميز في إطلالتها وتطمح إلى التزين بمجوهرات فريدة تجمع بين الماس والفضة والذهب والأحجار الكريمة».

ومن اليونان أتى مصمم المجوهرات اليوناني Nikos Koulis المعروف أوروبيا والمشهور بتصاميمه الحديثة ذات اللمسة العصرية، ومن سويسرا مصممة المجوهرات Marrielle Byworth التي أحدثت ضجة في اليابان لتميزها بتصاميم بارزة أنيقة ولافتة للنظر. كذلك تحضر تصاميم المصمم الإيطالي Francesco Bertoletti، الذي يدير دار «بيرتوليتي» لأزياء الفرو الطبيعي، وهي دار عريقة انطلقت عام 1882، والمصممة الأرجنتينية المقيمة في نيويورك Morgane Lefay التي تتميز بتصاميم لفساتين السهرات الراقية.

وكذلك تعرض صالة «Designer›s Entourage» أزياء من دار «Galerie MN» الإيطالية التي تصمم أزياء وفساتين سهرات عصرية ومستوحاة من الأجواء الراقية لخمسينات القرن العشرين. وللرجال أيضا حصتهم في «Designer›s Entourage»، حيث تأتي تصاميم دار «ليتريكو» الإيطالية المتخصصة في البدلات المفصلة على المقاس (Sur Mesure) لتكون على قدر متطلبات الرجل العصري المتميز.