مصممة سعودية تستهدف من منزلها «المراهقات» بتصميمات مزينة بالدمى

تنطلق من ضرورة الاهتمام بهن كونهن مختلفات عن الأجيال الأخرى

لكل مجموعة تطلقها طابع خاص وخامة معينة من ضمنها الشرائط والقطن والجلود وغيرها («الشرق الأوسط»)
TT

باستخدام الدمى وإدخالها على بعض قطع الملابس، تسعى عبير الشعيبي لمعالجة نظرة «تهميش» المجتمع لفئة المراهقات في ظل اقتصار اهتمامه على أزياء الأطفال أو النساء، الأمر الذي جعلها تسلط الضوء على فتيات تلك الفئة كونهن مختلفات عن الأجيال الأخرى السابقة، باعتبارهن يركضن وراء التقليعات الجديدة.

ومن هذا المنطلق تؤكد عبير على أن المراهقة السعودية بصفة عامة تسعى للشعور دوما باستقلالية ذاتها في ظل إيمانها التام بأنها ذات شخصية مؤثرة، الأمر الذي يجعل تلك الفئة تصر على اختيار ما يميزها عن قريناتها الأخريات، خصوصا في أزيائها وهيئتها.

المصممة السعودية عبير الشعيبي، خريجة قسم الاقتصاد المنزلي في كلية إعداد المعلمات التي فضلت ابتكار فكرة جديدة تستهدف بها فئة المراهقات، لم تحبذ خوض مجال التدريس، الأمر الذي جعلها تنشئ «بوتيكا» في منزلها الكائن في مكة المكرمة كي تروج من خلاله لأفكارها وتصميماتها المعتمدة على استخدام أحجام صغيرة من الدمى في تزيين قطع الملابس المختلفة.

وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تعتمد أفكاري في مجملها على التخيل والابتكار مع مراعاة التقليعات التي تحبذها المراهقات، وذلك من خلال استخدام خامات ومواد متوفرة في الأسواق، غير أنه في نهاية المطاف أسعى لإنشاء مدرسة خاصة بي»، لافتة إلى أنها اختارت اسم «بيرو» المشتق من اسمها الحقيقي ليكون علامة تجارية فارقة تنفرد بها تصميماتها.

وأشارت إلى أنها تبحث عن الدمى المرنة المحشوة بالقطن ليسهل استخدامها وتشكيلها، إلى جانب عدم إعاقتها لعملية ارتداء القطعة التي تحملها، مبينة أنها لا تكتفي فقط بتلك الدمى وإنما قد تضيف عليها تطريزات بأشكال مختلفة.

وأفادت بأن تلك التصميمات تنفذها على القمصان والمعاطف بحسب رغبة العميلة، إضافة إلى إدخال خامات أخرى في تزيين القطعة أيضا، موضحة في الوقت نفسه أن لكل مجموعة تطلقها طابعا خاصا وخامة معينة من ضمنها الشرائط والقطن والجلود وغيرها.

وأضافت: «استغرقت مني المجموعة الأولى المكونة من 119 قطعة نحو ثلاثة أشهر من العمل بمعدل أربع ساعات يومية، والتي تم إطلاقها منذ نحو عام، وأجهز حاليا لإطلاق المجموعة الثانية من تصميماتي المعتمدة في خاماتها على الشرائط التي لم أنته منها بعد»، مؤكدة وجود إقبال كبير من قبل المراهقات، لا سيما أنها تسعى لإطلاق تصميم إضافي مع كل مجموعة مثل البروشات والأوشحة.

وأرجعت سبب استخدامها لخامة القطن في تنفيذ وتزيين مجموعتها الأولى إلى تزامن انطلاقها مع موسم الشتاء، الأمر الذي يجعلها تتلاءم مع ذلك الفصل الذي عادة ما يتميز بالغيوم والأمطار.

وحول اشتراكها في البازارات والمعارض، أفادت الشعيبي بأنها لم تشارك سوى مرة واحدة فقط في أحد بازارات مدينة جدة، غير أنها عزفت عن تكرار التجربة في ظل اقتصار نظرة المجتمع للمنتجات الموجودة بمثل تلك الأماكن على «رخص» ثمنها - بحسب قولها - مشيرة إلى أن أسعار تصميماتها تتراوح بين 150 و500 ريال بحسب الخامات المستخدمة. وإذا ما كانت تتلقى طلبات معينة من قبل الفتيات المراهقات بشأن تصميمات غريبة، أجابت قائلة: «لم لا؟ خصوصا إذا ما تناسبت الفكرة مع قدراتي وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع»، مبينة أن بدايتها في ذلك المجال شهدت تشجيعا من قبل والدتها وأفراد عائلتها وصديقاتها المقربات، إضافة إلى ممارستها لهواية الرسم منذ الطفولة.

ومثلها مثل أي مصممة أخرى، تسعى عبير الشعيبي لمواكبة كل مستجدات هذا المجال عبر شبكات الإنترنت والقنوات الفضائية والمجلات المتخصصة، مما جعلها تنشئ صفحة لها على موقع «فيس بوك» الشهير.

ولكنها استدركت قائلة: «أنا لا أتبع خطوط الموضة أو الصرعات بشكل مباشر، وإنما أفضل الاعتماد في تصميماتي وتنفيذها على ما يوحي لي خيالي من أفكار».