أزمة الغبار البركاني تزيد من جاذبية مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت

ليست وسيلة لتوفير الأموال فقط ولكنها تهدف للمحافظة على الحضور العالمي

مؤتمرات الفيديو أنقذت قطاع الأعمال (أ.ب)
TT

اكتسبت مؤتمرات الفيديو، كبديل لرحلات الأعمال، مزيدا من الشعبية في الوقت الذي تدهورت فيه تجربة السفر بالطيران في السنوات الأخيرة. لكن خلال الأسبوع الماضي، حيث جرى إغلاق الأجواء الأوروبية بفعل الرماد البركاني، اكتشفت بعض الشركات التي كانت تستخدم بالفعل مؤتمرات الفيديو أنه بإمكانها استخدام هذه الوسيلة أكثر وأكثر.

وقد أثر إغلاق الأجواء الجوية في نحو ثمانية مليون مسافر، وخلف عددا لا بأس به يحاولون العودة إلى أوطانهم في المواعيد المحددة. وقد يؤدي ذلك أيضا إلى «تحولات هيكلية دائمة» في سلوكيات السفر، حسبما قال مركز طيران آسيا الهادئ، وهو مجموعة متخصصة بأبحاث الطيران. وأضاف المركز: «سيؤدي هذا الحدث بلا شكل إلى انتشار خطوط مؤتمرات الفيديو، وسيستمر معظمه».

وكان ذلك هو ما حدث في شركة «بروتكر آند جامبل»، التي يوجد لديها 135 ألف موظف في 80 دولة، وكانت من بين أولى الشركات التي تبنت فكرة مؤتمرات الفيديو. وفي الأسبوع الماضي، فيما اندفعت الكثير من الشركات تجاه تأمين قدرات إجراء مؤتمرات الفيديو، حيث إن الكثير من المسافرين لديها قد تقطعت بهم السبل في أوروبا وحول العالم، «كان ذلك متوافرا كالعادة هنا»، حسبما ذكرت لوري هلتسلي، مديرة خدمات الأعمال الدولية بالشركة.

وفيما تعتمد هذه الشركة على جميع أنواع مؤتمرات الفيديو لإجراء أعمال تجارية في مناطق بعيدة، كان من المقرر أن تسافر هلتسلي بنفسها إلى جنيف الأسبوع الماضي لحضور بعض الاجتماعات، لكن تم إلغاء الرحلة. وقالت: «كان معظم ما كنا نعتزم فعله في جنيف مخصصا لأغراض معنية، بما في ذلك ديناميكيات المجموعة وموضوعات غير محددة»، والتي لا تستطيع حتى أنظمة مؤتمرات الفيديو الأكثر تقدما أن تكون بديلا له.

وحتى أشد المؤيدين لمؤتمرات الفيديو يتفقون على أن التكنولوجيا لا تستطيع أن تلغي كلية، أو حتى إلى حد كبير، الحاجة إلى الاتصالات وجها لوجه كما يحدث في رحلات الأعمال. وعلى الجانب الآخر، قد تكون تجربة الأسبوع الماضي قللت من صعوبة مهمة تقييم متى تكون الرحلة ضرورية ومتى يمكن استبدال اجتماع افتراضي عبر مؤتمرات الفيديو بها.

ولقد رأينا مرارا وتكرار خلال العقد الماضي تعرض السفر بالطيران للمخاطر، بداية من الهجمات الإرهابية عام 2001 في الولايات المتحدة وبعد ذلك مخاوف انتقال وباء السارس على الصعيد العالمي في عام 2003. وفي الأسبوع الماضي، كانت معظم الرحلات الجوية في أوروبا معتمدة على حدوث «تغير في اتجاه الرياح» لتحمل الرماد البركاني بعيدا، حسبما قال مركز طيران آسيا الهادئ.

وتظهر البدائل، مثل مؤتمرات الفيديو، ليس فقط باعتبارها وسيلة لتوفير الأموال، ولكن أيضا كخطة احتياطية للمحافظة على الحضور العالمي في الأوقات المضطربة.

ومن بين الشركات العملاقة، لدى شركة «بروكتر آند جامبل» وجهة نظر قيمة بشأن مؤتمرات الفيديو، لأنها تستخدمها منذ فترة طويلة.

وفي أوائل عام 2007، تعاقدت شركة «بروكتر» مع شركة «سيسكو سيستمز» لتطوير أنظمة مؤتمرات الفيديو في مكاتبها حول العالم. ويستخدم أكثر من 50 مكتبا من مكاتب الشركة أنظمة سيسكو (TelePresenting) عالية التكنولوجيا، التي تستخدم شاشات فائقة الدقة ونظاما رقميا للصوت لتوصيل مواقع بعيدة بعضها ببعض في جلسات مؤتمرات افتراضية، والتي سرعان ما ينسى المشاركون فيها أمر التكنولوجيا ويتفاعلون كما لو كانوا يجلسون مع بعضهم بعضا في مكان واحد.

كما تشجع الشركة عملاءها الكبار على استخدم هذه الأنظمة، التي تسميها استوديوهات التعاون بالفيديو، أو الانضمام إلى الشبكات الافتراضية التي تستخدم الأنظمة الخاصة بها. وتقول شركة «بروكتور» إن جميع أنوع مؤتمرات الفيديو، من الاستوديوهات عالية التكنولوجيا وصولا إلى أنظمة سطح المكتب وغيرها من الأنظمة للاتصال الافتراضي، حلت محل ما يقدر بنحو 6000 رحلة جوية دولية خلال الأشهر الستة الماضية، مع توفير واضح للتكاليف وانخفاض في بصمة الكربون.

وسيكون من الشيق رؤية كيف تم تعديل جداول السفر في الوقت الذي استوعبت فيه أقسام سفر بالشركات الدروس الأسبوع الماضي. ولا شك أن مؤتمرات الفيديو لن تحل محل السفر بالطيران لقضاء الأعمال. وعلى المدى القريب، قد يتوسع السفر بالطيران في الوقت الذي تبدأ الصناعات العالمية في النمو مرة أخرى. لكن من الواضح أن مؤتمرات الفيديو بجميع أنواعها أصبحت الآن جزءا كبيرا من المعادلة.

وكان التدافع على استخدام بدائل مؤتمرات الفيديو الأسبوع الماضي بمثابة «تأكيد على أن اضطرابات السفر لا تعني بالضرورة اضطرابات في الأعمال»، حسبما قال بوب كيرل، الرئيس التنفيذي في شركة «Avistar Communications»، التي تقدم برمجيات مؤتمرات الفيديو لأجهزة الكومبيوتر الشخصية والمحمولة.

وفي الوقت الذي أصبح فيه مزيد من الناس يستخدمون مؤتمرات الفيديو للقيام بالأعمال، سيكون المسافرون لقضاء الأعمال قادرين على القول إنه لا يوجد مكان أفضل من المنزل.

وقالت هلتسلي إنه في ظل تكنولوجيا الفيديو «بإمكانك مقابلة شخص ما في سنغافورة في الصباح، وشخص آخر في باريس في وقت الغداء، وتناول العشاء مع شخص ثالث في سان فرانسيسكو»، ناهيك عن النوم في سريرك الخاص في الليلة نفسها.

* خدمة «نيويورك تايمز»