نتنياهو يطلب من مبارك التدخل لدى أبو مازن لإقناعه بالمشاركة في المفاوضات

إسرائيل تحتج رسميا على أبو الغيط بسبب تسميته إسرائيل بـ«العدو» .. وأوباما يفاجئ باراك في البيت الأبيض

إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي (يسار) يتحدث مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولين خلال لقائهما في واشنطن أمس (إ.ب.أ)
TT

قدم السفير الإسرائيلي في القاهرة، إسحق لبنون، احتجاجا رسميا على قيام وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، باستخدام كلمة «عدو» إزاء إسرائيل.

وجاءت تصريحات أبو الغيط في لقاء مع الصحافيين في لبنان، أول من أمس. فسألوه إن كان وصل إلى بيروت لينقل رسالة تحذير من إسرائيل إلى القيادة اللبنانية حول نقل أسلحة متطورة من سورية إلى حزب الله، فأجاب: «أنا لا أنقل رسائل تحذير إلى دولة عربية شقيقة من دولة العدو». فاغتاظ الإسرائيليون من استخدام تعبير «العدو». وبناء على تعليمات وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، توجه السفير لبنون إلى مدير دائرة إسرائيل في الخارجية المصرية، أمس، قائلا: «إن إسرائيل صُدمت لدى سماعها أبو الغيط يقول في لبنان أن إسرائيل عدو، ونحن نقيم علاقات سلام».

ولكن المسؤول المصري قال إن أبو الغيط قال إنه لا ينقل رسائل إلى دولة عربية شقيقة من دولة تعتبرها عدوا، وقصد بذلك أن لبنان هو الذي يعتبر إسرائيل عدوا لأنه لا يوجد بينهما اتفاق سلام معترف فيه دوليا.

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد اتصل بالرئيس المصري، حسني مبارك، الليلة قبل الماضية، ولكنه لم يتطرق إلى هذا الموضوع. وتركزت المكالمة بينهما حول القضايا المشتركة، وقضية المفاوضات السلمية، والأوضاع في المنطقة على ضوء المشروع النووي الإيراني.

وحسب مصادر سياسية مقربة من الحكومة الإسرائيلية، فإن نتنياهو طلب من مبارك التدخل لإقناع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بالموافقة على استئناف المفاوضات السلمية وفقا للتلخيصات الإسرائيلية - الأميركية حول البناء الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة. وقال نتنياهو إن هذه التلخيصات هي أقصى ما يمكن أن يمرره في حكومته اليمينية، وإن استئناف المفاوضات سيغير الأوضاع جوهريا.

وأكدت تلك المصادر أن نتنياهو توجه إلى مبارك في أعقاب انتشار معلومات تفيد بأن لجنة المتابعة العربية لا تنوي إعطاء السلطة الفلسطينية غطاء عربيا لاستئناف المفاوضات، كما فعلت قبل شهر، بسبب الاستيطان التهويدي في القدس والضفة الغربية.

من جهة ثانية أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تصميمه على المضي قدما في مسيرة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال إن هذه القضية تقف في موقع متقدم على رأس اهتماماته. وكان أوباما قد دخل بشكل مفاجئ إلى غرفة في البيت الأبيض، كان يجتمع فيها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيم جونس، فقال إنه جاء ليسلم على باراك فقط. ولكنه بقي لعدة دقائق، ما اعتبره الإسرائيليون بادرة حسن نية كبيرة من طرف الرئيس الأميركي أراد بها تصحيح الانطباع السائد بأنه أهان رئيس الوزراء، نتنياهو، لدى لقائهما الأخير في مطلع الشهر.

وحرص أوباما خلال هذه الدقائق على التأكيد أن الولايات المتحدة ملتزمة بالوقوف إلى جانب إسرائيل ودعمها أمنيا وسياسيا واقتصاديا، ولكنه اعتبر السعي المخلص لتحقيق السلام الإسرائيلي - الفلسطيني أكبر دعم لإسرائيل.