كلينتون: لا جديد في الملف النووي الإيراني.. وملتزمون متابعة جهودنا لإدانة أنشطة طهران

بعد جولة أوروبية.. متقي يتحدث عن «آليات جديدة» لحسم الخلاف حول برنامج إيران النووي

وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم في طهران خلال لقائه نظيره الإيراني منوشهر متقي (إ.ب.أ)
TT

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، أن الاجتماع بين وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأحد في فيينا لم يخرج «بأي جديد»، والموقف الأميركي من الملف النووي الإيراني لم يتغير. وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان الأوروبي، البولندي يرزي بوزيك، «لا يوجد أي شيء جديد» وواشنطن لا تزال «ملتزمة جدا متابعة جهودها للحصول في وقت ما هذا الربيع على قرار من الأمم المتحدة يدين الأنشطة النووية الإيرانية». وأضافت «لا نحصل على أي شيء (من جانب إيران) سوى محاولة التأثير على الرأي العام بدلا من الإجابة عن العرض»، الذي قدمه الغربيون في سبتمبر (أيلول) 2009.

أعلنت إيران، أمس، أن هناك «آليات جديدة» من شأنها حسم الخلاف حول برنامجها النووي، ونقلت شبكة «خبر» الإيرانية عن وزير الخارجية منوشهر متقي لدى عودته من جولة أوروبية القول: «هناك آليات جديدة من شأنها حقا أن توفر الثقة لدى جميع الأطراف المعنية لحسم القضية»، إلا أنه لم يوضح هذه «الآليات الجديدة». وزار متقي النمسا والبوسنة والهرسك، وكلاهما عضو في الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي، في مسعى لإقناعهما بعدم التصويت لصالح فرض عقوبات جديدة ضد بلاده.

كما التقى الوزير الإيراني، في فيينا، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، حيث بحث معه الخطة التي توسطت فيها الوكالة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بتصدير اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا لرفع مستوى تخصيبه، ومن ثم إلى فرنسا لتجري معالجته بحيث يكون جاهزا للاستعمال كوقود لمفاعل طبي في طهران. إلا أن هذا الاتفاق لم ير النور بسبب إصرار إيران على إجراء عملية التبادل لليورانيوم داخل أراضيها، وهو ما رفضته الوكالة والقوى العالمية.

وقال متقي: «في رأيي الشخصي ثمة رغبة أكثر جدية لإتمام صفقة التبادل، وأنا واثق أنه لا يزال بالإمكان تنفيذ الاتفاق إذا ما توافرت الإرادة السياسية الحقيقية». ووصف رحلته إلى فيينا وسراييفو بأنها ناجحة، وقال إنه أجرى محادثات بناءة في العاصمتين، وذلك رغم إشارة النمسا والبوسنة والهرسك إلى أنهما ستؤيدان فرض عقوبات على إيران. كما تردد أن المحادثات مع أمانو لم تسفر عن أي تقدم. وعرض متقي على أمانو «أفكارا جديدة» تكفل تنفيذ الصفقة، إلا أنه لم يتم الكشف عن أي تفاصيل.

وأعربت البوسنة العضو غير الدائم في مجلس الأمن في دورته الحالية، عن تأييدها للوكالة الدولية للطاقة الذرية في موقفها من إيران، وأكدت على أن مصالحها تكمن في المساعي التي تبذلها من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وقال رئيس مجلس الرئاسة البوسني الدكتور حارث سيلاجيتش: «نحن ضد الأسلحة النووية، وضد من يملكها بقطع النظر عن الدولة وموقعها على الخارطة». وأضاف: «نحن ندعم عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وندعو للتعاون معها بشكل كامل». وأكد على أن «استراتيجية البوسنة ومصالحها تقتضي الحفاظ على أمنها وأمن مواطنيها بموافقة قرارات مجلس الأمن». وكان متقي قد قال إن بلاده تنتظر دعم البوسنة في مجلس الأمن عند مناقشتها قضية برنامجها النووي، وقال: «الحكومة في طهران تنتطر موقفا إيجابيا من البوسنة في مجلس الأمن عند مناقشة ملفها النووي، ودعم حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية».

من ناحية أخرى، قال وزير خارجية البرازيل سيلسو أموريم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني إن تنفيذ صفقة اليورانيوم يمكن أن يمثل خطوة أولى لإنهاء الجمود وإعادة توجيه القضية نحو تجديد عملية التفاوض. وقال أموريم الذي يزور طهران حاليا إن بلاده لا ترغب في فرض عقوبات جديدة على إيران، لافتا إلى أن تلك التدابير العقابية تنعكس بالضرر وحسب على الشعب، لا سيما الفقراء. وأعرب عن أمله في أن تكون هناك مرونة بين الأطراف المعنية، بما يؤدي في النهاية إلى حل دبلوماسي. ومن المقرر أن يلتقي أموريم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في وقت لاحق اليوم، حيث يسلمه رسالة من الرئيس البرازيلي لويس اناسيو لولا دا سيلفا، الذي من المقرر أن يزور إيران يوم 15 مايو (أيار) المقبل.

وقال أموريم الذي تشغل بلاده منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن خلال مؤتمر صحافي في طهران: «يجب أن تتمكن إيران من القيام بأنشطة نووية سلمية لكن على الأسرة الدولية أيضا أن تحصل على ضمانات بأن تلك النشاطات لا تنتهك (القوانين الدولية) وأنها لا تستغل لأغراض عسكرية». وأضاف «في بعض الأحيان هناك شكوك وتؤكد البرازيل أنه يجب إزالة كل جوانب الغموض». وتابع: «إننا نولي أهمية بالغة لتبادل اليورانيوم ونأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق يكون هاما لإحلال الثقة (...) وكما هو الحال في كافة المفاوضات يجب أن تتحلى كافة الأطراف بالمرونة».

وفي أول إشارة على إمكانية أن تخفف إيران من حدة موقفها، من المقرر أن تسمح طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش موقعها الجديد لتخصيب اليورانيوم في ناتنز، وسط البلاد، حيث كانت تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% منذ فبراير (شباط) الماضي. وكان نجاد في زيارة لأوغندا، وهي عضو آخر في مجلس الأمن حاليا، الأسبوع الماضي، حيث سعى إلى الحصول على صوتها ضد فرض عقوبات محتملة ضد طهران. ومجددا، قال أحمدي نجاد أمس الاثنين إن العالم ليس بحاجة إلى مجلس الأمن ولا حق النقض (الفيتو) من جانب أعضائه الدائمين، مشيرا إلى أن تلك الامتيازات يستخدمها، وحسب، أعضاء المجلس الدائمون لقمع الدول، ووصفها بأنها «أدوات شيطانية».

من جهة أخرى، حذر زعيم حزب سياسي إيراني متشدد الولايات المتحدة أمس من مهاجمة إيران قائلا إنها يمكن أن ترد بخنق «رقبة الغرب» في مضيق هرمز الحيوي لإمدادات النفط العالمية. وسبق أن قالت إيران أيضا إنها سترد على أي هجوم باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة وإسرائيل وإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه نحو 40 في المائة من تجارة النفط في العالم.

ولم تستبعد الولايات المتحدة ولا إسرائيل التحرك العسكري إذا فشلت الدبلوماسية في حل نزاع طويل الأمد بشأن الطموحات النووية لطهران.

ونقلت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية عن محمد نبي حبيبي الأمين العام لحزب الائتلاف الإسلامي المحافظ قوله: «إذا أصيبت أميركا بالجنون فإن أطفال الأمة في القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية سيخنقون رقبة الغرب في مضيق هرمز». ويعتبر الحزب ذا تأثير في البلاد وخاصة في المجال الاقتصادي. وكان حبيبي يتحدث بعد ما أنهى الحرس الثوري الإيراني يوم الأحد أربعة أيام من المناورات الحربية في الخليج ومضيق هرمز. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن المناورات اختتمت بتجربة إطلاق خمسة صواريخ.

إلى ذلك، نفى الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز حليف طهران الرئيسي في أميركا الجنوبية، ادعاءات وزارة الدفاع الأميركية حول وجود الحرس الثوري الإيراني في بلاده. وقال تشافيز مساء الاثنين خلال حفل بحضور عسكريين فنزويليين إنه في تقرير سلم أخيرا إلى الكونغرس في واشنطن قال البنتاغون إن «القوات التي يصفها بالإرهابية القوة الثورية الإيرانية موجودة هنا وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق». وقالت وزارة الدفاع الأميركية في هذا التقرير «إن الحرس الثوري له قدرات عملانية في كافة أنحاء العالم». وأضافت الوزارة: «إنهم موجودون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخلال السنوات الأخيرة ازداد وجودهم في أميركا اللاتينية لا سيما في فنزويلا». وتعتبر فنزويلا وإيران عدوتي واشنطن وتربطهما اتفاقات تعاون عديدة لا سيما في المجالين المصرفي والصناعي.

وخلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني لكراكاس وصف تشافيز محمود أحمدي نجاد بأنه «شقيق» و«مناضل ضد الامبريالية».