باكستان تتعهد بمنع استغلال «حملات» الحج والعمرة في تهريب المخدرات إلى السعودية

الرياض تكشف عن نيتها افتتاح مكاتب اتصال في السودان ورومانيا لمكافحة التهريب

TT

تعهدت باكستان خلال مشاركتها في مؤتمر إقليمي لمكافحة المخدرات، تحتضنه الرياض، بالعمل على منع استغلال حملات الحج والعمرة في تهريب المخدرات إلى داخل السعودية، وذلك على خلفية الحادثة التي استغلت فيها إحدى المؤسسات الباكستانية مجموعة من مواطنيها المتجهين إلى المشاعر المقدسة لتهريب المخدرات داخل أحذية أوهموا بأنها مخصصة للمواسم الدينية.

وقال اللواء محمد قمر، نائب رئيس جهاز مكافحة المخدرات الباكستانية، إن إسلام آباد ستعمل بقوة على منع استغلال حملات الحج والعمرة المغادرة من الأراضي الباكستانية في عملية تهريب المخدرات، مؤكدا أن بلاده لن تسمح بتهريب مللي غرام واحد من المخدرات إلى السعودية.

وكانت سلطات مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، قد تحفظت على مجموعة من الباكستانيين، خلال موسم العمرة الماضي بعد العثور على مخدرات في حوزتهم أنكروا علاقتهم بها، وبعد التحريات التي أحاطت بالموضوع تم اكتشاف لغز العملية، حيث أوهمتهم مؤسسة سفر وسياحة في كراتشي بوجود أحذية خاصة بالمناسبات الدينية، كانت قد دست فيها كميات من المخدرات.

وتتواصل عمليات التحقيقات المشتركة بين الجانبين، السعودي والباكستاني، للوصول إلى «العقل المدبر» لعملية استغلال معتمرين في تهريب المخدرات.

واتهم نائب رئيس جهاز مكافحة المخدرات في باكستان، جارة بلاده، أفغانستان، بإنتاجها للمخدرات، مؤكدا أن 90 في المائة من إنتاج المنطقة، يأتي من ذلك البلد.

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قد أكد خلال افتتاح أعمال الندوة الإقليمية الأولى لمكافحة المخدرات في العاصمة السعودية، أول من أمس، على ضرورة وأهمية التعاون الدولي والإقليمي، لمكافحة عمليات التهريب والترويج.

وخلال جلسات الأمس، التي عقدت في إطار التجمع الإقليمي الذي تقيمه السعودية على أراضيها، بحضور 27 دولة، كشفت الرياض عن نيتها لافتتاح مكتبي «ضباط اتصال» في كل من السودان ورومانيا، لتبادل المعلومات حول عمليات التهريب المحتملة التي من الممكن أن تفد من هذين البلدين.

وأكدت المديرية العامة للمخدرات في السعودية، أن مما شجع على انتشار المخدرات، «كثرة الحروب في المنطقة، وانفلات الأمن في بعض الدول، وازدياد التبادل التجاري بين دول المنطقة، بتسارع كبير استغل من قبل عصابات التهريب».

ووصفت مديرية المخدرات في السعودية، العشر سنوات الماضية، بأنها «حاسمة وحرجة» في تاريخ مكافحة المخدرات في السعودية، وهو ما دفع بها إلى تسارع افتتاح فروع للمكافحة في الداخل، حيث وصل عداد الأفرع الداخلية التابعة للمديرية 128 فرعا، فيما تواصل افتتاح مكاتب اتصال بسفارات السعودية في جميع دول إنتاج المخدرات والترانزيت.

وأعلنت السعودية خلال افتتاح أعمال الندوة الإقليمية لمكافحة المخدرات، أن مجموع ما ضبطته خلال السنوات الـ3 الماضية، زاد على 178 مليون قرص كبتاغون، و47 طنا من الحشيش المخدر، و156 كيلوغراما من الهيروين، حيث يأتي هذا الإعلان بعد أسبوع من إحباط الرياض أضخم عملية تهريب مخدرات لناحية المتورطين فيها، الذين وصلت أعدادهم إلى 195 مهربا.