لورا بوش تتحدث عن حادث سيارة وتعرضها والرئيس ومساعديه للتسمم في ألمانيا

انتقدت في كتاب يصدر الشهر المقبل خصوم بوش السياسيين لتوجيه الإهانات إليه

TT

تحدثت لورا بوش زوجة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش علنا أخيرا بشأن حادث سيارة غامض تعرضت له عندما كان عمرها 17 عاما، وهو حادث تصادم أسفر عن مصرع صديق لها في المدرسة الثانوية على أحد الطرق الريفية المظلمة في ميدلاند، تكساس.

وفي كتابها، «كلام من القلب»، تصف بوش بالتفصيل الظروف المحيطة بالحادث، الذي أرقها طيلة معظم شبابها وأصبح موضوعا للأسئلة والتكهنات عندما تم الكشف عنه أثناء الحملة الانتخابية الأولى لزوجها. وحصلت «نيويورك تايمز» على نسخة من الكتاب، المقرر إصداره في أوائل شهر مايو (أيار)، من أحد محال بيع الكتب.

وفي مواضع عديدة في الكتاب، عاتبت لورا الخصوم السياسيين لزوجها «لتوجيه الإهانات إليه»، وفندت بوضوح الانتقادات التي تم توجيهها لبعض القرارات الأساسية التي اتخذها. وأشارت إلى أن طيرانه فوق نيو أورليانز عقب إعصار كاترينا، والذي واجهه انتقادات شديدة، كان في صالح الضحايا وعمال الإغاثة على الأرض.

وحول هذا الجسر الجوي، قالت: «لم يكن يريد أن يتم فقدان نفس واحدة لأن شخصا ما يحاول الوفاء بالمتطلبات اللوجيستية للرئيس. ولم يرد أن يعيق موكب السيارات الخاصة به تسليم المياه والطعام أو الإمدادات الطبية، أو يعرقل عمل عناصر الحرس الوطني الذين جاءوا من جميع أنحاء البلاد إلى المنطقة لتقديم المساعدة».

كما تشير لورا بوش بكل وضوح للمرة الأولى إلى أنه كان من الممكن تعرضها هي وبوش والعديد من أعضاء فريق العمل الخاص بهما للتسمم أثناء زيارة إلى ألمانيا لحضور قمة مجموعة الثمانية. فقد عانوا جميعا المرض في ظروف غامضة، وكان الرئيس طريح الفراش لبعض الوقت أثناء الرحلة. وكتبت أن الخدمة السرية حققت في إمكانية تسميمهم، لكن الأطباء تمكنوا فقط من استنتاج أنهم جميعا أصيبوا بفيروس. وبعد الإشارة إلى العديد من عمليات تسميم شخصيات بارزة، كتبت: «لم ينم إلى علمنا قط هل شعرت أية وفود أخرى بالمرض أم لا، وما إذا كان الوفد الخاص بنا هو الوفد الوحيد الذي عانى المرض على نحو غامض».

وبعد ذلك، انتقدت لورا بوش نانسي بيلوسي، الديمقراطية التي ترأس مجلس النواب، لوصفها بوش بأنه «قائد غير كفء» ولقولها إنه يفتقر إلى الحكمة والمعرفة والخبرة. كما أعربت عن غضبها بشأن الإهانات التي تم توجيهها إلى بوش من جانب الزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ هاري ريد، وذكرت أنه وصف زوجها بأنه «خاسر» و«كاذب».

وكتبت: «كانت هذه التصريحات غير مبررة وكانت تفتقر إلى الأدب. وفي حين يكون للخصوم السياسيين للرئيس، وكذا أنصاره، الحق في القيام بما يرونه انتقادات مشروعة، وفي حين ينبغي أن تكون مناقشاتنا الوطنية حماسية، فإن هذه الكلمات كشفت عن الطبيعة التافهة والضيقة لبعض أعضاء الكونغرس».

بيد أن وصفها للحادث المميت، وأثره اللاحق على حياتها وعقيدتها، هو الموضع الذي طالما تجنبت لورا بوش الحديث بشأنه في حياتها العامة. ففي إحدى ليالي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1963، كانت بوش وإحدى صديقاتها على عجل لمشاهدة مسرحية عندما تخطت، فيما كانت تقود السيارة تشيفي إمبالا المملوكة لوالدها، إحدى إشارات التوقف على طريق صغير واصطدمت بسيارة يقودها مايك دوغلاس، الرياضي المشهور والطالب الذي يحظى بالشعبية في مدرستها.

وقالت: «في هذه اللحظات المروعة، طار باب السيارة من تأثير التصادم، وارتفع جسدي في الهواء إلى أن سقطت بقوة على الأرض بفعل الجاذبية». وأردفت قائلة: «كنت أصلي طول الوقت وأدعو أن يكون الشخص الموجود في السيارة الأخرى على قيد الحياة. وفي أعماق نفسي، كنت أقول: يا الله، يا الله، وأخذت أكررها وأكررها».

واعترفت لورا أنها كانت هي وصديقتها تتحدثان عندما تخطت إشارة التوقف. لكنها أيضا تشير إلى أن مجموعة من العوامل خارجة عن سيطرتها لعبت دورا كذلك في الحادث، بما في ذلك الطريق المظلم للغاية، والتقاطع الخطير على نحو غير عادي، والحجم الصغير للإشارة، والسيارة التي كان يقودها الضحية.

وقالت: «لقد كانت رياضية وأنيقة، كما كانت هي السيارة التي أعلن عنها رالف بادر في كتابه بعنوان: غير آمنة على أي سرعة. وقال إن السيارة كانت غير مستقرة وكانت عرضة لحوادث الانقلاب. وبعد ذلك بسنوات قليلة، بدأت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة التحقيق في قيادة السيارة كورفير، لكنها لم تتوصل إلى نفس الاستنتاجات القاتمة. كنت أقود سيارة تشيفي إمبالا الأكبر حجما. لكن أي من ذلك لم يخفف من الرعب في ليلة السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، بالنسبة لي ولا بالنسبة لدوغلاس».

وتكشف لورا أنها عانت الشعور بالذنب لعدة أعوام بعد الحادث، خاصة أنها لم تحضر الجنازة ولم تتواصل مع والدي هذا الشاب المتوفى. ولم يرد والداها أن تظهر في الجنازة، وانتهى الأمر بها أن خلدت إلى النوم أثناء وقت الجنازة، حسبما ذكرت.

وقالت: «لقد فقدت الثقة في ذلك الشهر، وفقدتها لسنوات عديدة. لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي صليت فيها لله، وتوسلت إليه لتحقيق شيء، ليس أمنية بسيطة من أمنيات الطفولة، ولكن التوسل بكل تواضع من أجل حياة إنسان آخر. وكان الأمر وكأن أحدا لم يسمع توسلاتي. لم يفعل توسلي شيئا، في رأيي عندما كان سني 17 عاما. كان الرد الوحيد هو صوت تنهدات دوغلاس على الجانب الآخر من الستارة الرقيقة لغرفة الطوارئ».

وأردفت لورا قائلة إنها في حياتها العامة شجعت السائقين الشباب، الذين واجهوا حوادث خطيرة، على التحدث إلى أصدقائهم المقربين ومستشاريهم القانونيين ومستشاريهم الروحيين.

وكشفت: «لكن في حين أقدم هذه النصائح في خطاباتي، لم أفعل شيئا منها. كل ما فعلته في النهاية للتعامل مع الحادث هو محاولة عدم التحدث بشأنه، وعدم التفكير فيه والابتعاد عنه، نظرا لأنه لم يكن هناك شيء أستطيع فعله. حتى وإن حاولت».

* خدمة «نيويورك تايمز»