غيتس يربط بين تقدم عملية السلام ونجاح الضغوط على إيران

قال: حزب الله يملك صواريخ أكثر من حكومات كثيرة في العالم.. وباراك: لا ننوي الصدام مع سورية ولبنان

TT

شدد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس مجددا على أهمية تقدم عملية السلام في الشرق الأوسط بالنسبة للمصالح الأميركية، بما فيها زيادة الضغوط الدولية على إيران. وقال غيتس في مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك: «عدم إحراز التقدم في عملية السلام زود خصومنا في الشرق الأوسط بالذخيرة السياسية، والتقدم في هذه الساحة سيساعدنا ليس فقط في الحصول على دعم الآخرين لعملية السلام بل أيضا سيدعمنا في جهودنا لمحاولة فرض عقوبات ذات فعالية ضد إيران».

ونفى غيتس أن تكون المؤسسة العسكرية الأميركية تعتبر عدم تقدم عملية السلام «تكلفنا أرواح أميركيين»، معتبرا أن تصريحات قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس حول تأثير هذه القضية على مصالح الولايات المتحدة وأمنها الوطني ينصب في الجانب السياسي.

وامتنع غيتس وباراك في مؤتمرهما مساء أول من أمس عن تأكيد التقارير الإعلامية حول نقل سورية صواريخ سكود إلى حزب الله ولكنهما حرصا على انتقاد حزب الله. وقال باراك: «نشعر بأن السوريين يدعمون حزب الله بطريقة مؤذية، إنهم يوصلون أنظمة أسلحة إلى حزب الله يمكن أن تغير التوازن الدقيق في حزب الله». وأضاف باراك: «لا ننوي إحداث أي صدام رئيسي في لبنان أو سورية، مثلما قيل، ولكننا نراقب عن كثب هذه التطورات». ومن جهته، قال غيتس: «من وجهة نظرنا، سورية وإيران يزودان حزب الله بالصواريخ المتطورة ونحن في نقطة الآن حيث لدى حزب الله صواريخ أكثر من غالبية الحكومات في العالم، ومن الواضح هذا يزعزع استقرار المنطقة كلها ونحن نراقبه بحذر».

ويواصل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك زيارته إلى واشنطن وسط تقارير عن إمكانية استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية غير المباشرة الشهر المقبل. وصرح الناطق باسم مجلس الأمن الوطني مايك هامر لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «متفائل» حول إمكانية استئناف المفاوضات وتحقيق السلام. وبينما رفض هامر الخوض في تفاصيل اللقاء الذي جمع بين باراك وأوباما يوم الاثنين الماضي، اكتفى بالقول إن «الرئيس بطبيعته متفائل ونحن متفائلون.. نريد استئناف المفاوضات بأسرع وقت ممكن». وردا على سؤال حول إمكانية تأثير الملف الإيراني على عملية السلام، شدد هامر على أن الإدارة الأميركية مهتمة بالقضيتين ولكن لا تأخذ واحدة اهتماما أكثر من الأخرى. وقال: «نحن ملتزمون بجهود السلام الشامل في المنطقة، ونحن نعمل يوميا على هذه القضايا». وأضاف أن الاهتمام في عملية السلام يأتي ضمن حماية «مصالح متعلقة بالأمن القومي، كما أن لدينا اهتماما بعدم السماح لإيران الحصول على أسلحة نووية». وكان المؤتمر الصحافي بين غيتس وباراك غير متوقع إذ عادة ما يجري باراك مشاوراته مع غيتس من دون التصريحات الإعلامية إلا أنهما حرصا على التشديد على متانة العلاقات بين البلدين. وقال غيتس: «علاقتنا الدفاعية أقوى من أي وقت مضى وللمصلحة المتبادلة للبلدين». وأضاف: «نشترك مع حليفتنا إسرائيل في مواجهة التحديات نفسها من مواجهة الإرهاب إلى مواجهة التهديد الذي يشكله برنامج إيران للأسلحة النووية». وعبر غيتس عن رضائه عن «عملية التخطيط» في ما يخص إيران، بينما أكد باراك أن إسرائيل تعتبر أن «الوقت الآن للعقوبات والدبلوماسية» مقللا من احتمال استخدام الخيار العسكري في الوقت الراهن.

والاهتمام بزيارة باراك، واستقبال كبار المسؤولين الأميركيين له مثل الرئيس الأميركي باراك أوباما ومستشار الأمن القومي جيم جونز، بالإضافة إلى عقد لقاءات صحافية له مع نظيره الأميركي غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كلها تنصب في اتجاه تحسين صورة العلاقات بين البلدين. وبعد الشرخ الواضح في العلاقات خلال مارس (آذار) الماضي والانتقادات التي وجهت لأوباما بسبب ضغطه على نتنياهو وعدم استقباله بشكل إيجابي، وخصوصا من قبل أعضاء الكونغرس، شهد شهر أبريل (نيسان) الحالي مساعي الإدارة الأميركية لإبداء صورة تقارب مع إسرائيل. وبالإضافة إلى المشاورات المتواصلة بين واشنطن وتل أبيب، كانت هناك سلسلة من الخطابات من قبل مسؤولين أميركيين حول متانة العلاقات بين البلدين، منها خطاب جونز أمام «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» وهو معهد مؤيد لإسرائيل، بالإضافة إلى خطاب قائد القيادة الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس لإحياء ذكرى المحرقة اليهودية في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي. وألقى مستشار أوباما للشؤون السياسية ديفيد إكسلرود الخطاب الرئيسي في احتفالات السفارة الإسرائيلي بتأسيس إسرائيل الأسبوع الماضي. وبعد أن ألقت كلينتون خطابا أشادت فيه بالعلاقات مع إسرائيل لـ«مركز دانيال إبراهيم» للسلام، تلقي اليوم خطابا أمام «اللجنة الأميركية - اليهودية» في احتفالها السنوي والذي يشارك باراك فيه أيضا.

وأفادت مواقع يهودية أميركية أمس أن الرئيس الأميركي قد بعث رسالة إلى «رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية» آلان سولو يعبر عن تعهده بعملية السلام ولكن من دون فرض خطة أميركية للسلام. وأفادت الرسالة المؤرخة في 20 أبريل (نيسان) الحالي أن أوباما قال: «إنني ملتزم بالدور المهم الذي على الولايات المتحدة القيام به من أجل تحقيق السلام ولكن أعترف أيضا بأن من أجل أن يكون أي اتفاق دائما لا يمكن فرض السلام من الخارج».