جازان: «السياحة والآثار» تدرس تطوير وادي لجب وإدخاله «العالمية»

سلطان بن سلمان يدعو الأجهزة الحكومية لتحمل مسؤولياتها في دعم التنمية السياحية

حدائق معلقة وشلالات وبحيرات على امتداد يصل لمسافة 12 كيلومترا تمثل طول الوادي («الشرق الأوسط»)
TT

تعكف الهيئة العليا للسياحة ممثلة في فرع جازان على إجراء دراسة لتطوير واستحداث فعاليات «دولية» سياحية لوادي لجب الشهير في منطقة جازان باعتبار أنه موقع أصبح معتمدا لرياضة تسلق الجبال.

ويعد وادي لجب الذي يقع شرق جازان في جنوب غربي السعودية من أجمل الأودية في السعودية (وربما أجملها على الإطلاق) بما حباه الله من حدائق معلقة وشلالات وبحيرات على امتداد يصل لمسافة 12 كيلومترا تعد طول الوادي.

وأوضح رستم كبيسي مدير جهاز الهيئة العليا للسياحة في منطقة جازان لـ«الشرق الأوسط» أن الهيئة العليا للسياحة اعتمدت وادي لجب كأحد المواقع السياحية لتسلق الجبال والهاوين في رياضة التسلق. مشيرا إلى أن هناك دراسة يتم العمل عليها حول كيفية تطوير بعض فعاليات المواقع السياحية في منطقة جازان لتصبح فعاليات دولية.

وأضاف أن «اللجنة السياحية تقيم فعاليات في بعض المواقع السياحية لتجذب الزوار والتعرف على المواقع السياحية في المنطقة، حيث يعد وادي لجب موقعا سياحيا مهما على الرغم من أنه غير مهيأ، ولكن كثيرا من زوار المنطقة وخارج المنطقة يقصدونه».

وأكد كبيسي وجود تعاون بين السياحة والأمانة لتهيئة وادي لجب، وتوفير جميع الخدمات السياحية عن طريق بلدية الريث، وتم رصد ميزانية لتهيئته من قبل الأمانة. مبينا أن «التهيئة ستكون بتوفير جلسات مرتفعة وبعيدة عن الخطر وإنارة ودورات مياه، ليتمكن السائح والزائر من الاستمتاع بزيارته للوادي».

إلى ذلك دعا الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأجهزة الحكومية لتحمل مسؤولياتها في دعم مشروع التنمية السياحية الوطنية المقر من الدولة، بغية تحقيق حق المواطن في الحصول على الخدمات اللائقة باسم السعودية، وجعلها أحد الخيارات المفضلة له عندما يفكر في قضاء إجازاته.

وأكد عقب ترؤسه الاجتماع الثاني والعشرين لمجلس إدارة الهيئة، منتصف الأسبوع الماضي، الذي عقد في المتحف الوطني في الرياض، أن «الهيئة توجهت ولا تزال منذ تأسيسها بكامل أنشطتها وبرامجها للسائح المحلي، منصرفة بشكل تام لخدمة المواطنين، ومنطلقة من أسس واضحة تتمثل في الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية التي أقرتها الدولة منذ 6 سنوات، وما توصلت إليه من أن الأهمية الاقتصادية المطلقة تتجه إلى تفضيل السوق المحلية، وهو ما جعل الهيئة تركز فقط على المواطن بوصفه أهم سائح دولي تستهدفه».

وأضاف أن السياحة الوطنية أصبحت واقعا ملموسا بعد أن تحقق لها القبول الكامل لدى المواطنين كافة في جميع المناطق من دون استثناء، وما صحب ذلك من تفاعل اجتماعي ومطالب متزايدة وضغط لتوفير الخدمات والبرامج السياحية في المناطق والمحافظات كافة، وما تم إنجازه من تأسيس البنية التحتية لانطلاقة السياحة الوطنية في ظل الشراكة الكاملة من قبل جميع المؤسسات الحكومية والمناطق والقطاع الخاص، وهو الذي أدى إلى ترسخ قناعة المواطنين بجدوى قيام هذا القطاع المهم، نظرا إلى ما لمسوه من فوائد مباشرة في الجوانب الاقتصادية والتعريفية بمكتسبات هذا الوطن وحضارته، وجعل الهيئة تجد نفسها مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتحقيق تطلعات المواطنين وإقبالهم الكبير، آملا أن تمكن الهيئة وقطاع السياحة الوطني بالقرارات والميزانيات اللازمة للوفاء بهذا الدور.

وقال الأمير سلطان بن سلمان: «انطلاقا من سعي الدولة إلى توفير جميع الخدمات الملائمة للمواطنين في جميع مناحي الحياة، ولكون السياحة إحدى الضرورات التي يطلبها المواطن ليستمتع بأوقاته في بلده، إضافة إلى كونها أحد أقوى القطاعات الاقتصادية القادرة على إحداث التنمية في المناطق الأبعد عن المدن الكبرى بما يمكنها من تحقيق ما تتميز به في توفير فرص عمل للمواطنين في مختلف مواقعهم، من ذلك جميعا فإن جميع الأجهزة الحكومية مطالبة بتحمل مسؤولياتها لدعم مشروع التنمية السياحية الوطنية المقر من الدولة، ليتحقق للمواطن حقه في الحصول على الخدمات اللائقة باسم المملكة، وتجعل المملكة أحد الخيارات المفضلة لمواطنيها عندما يفكرون في قضاء إجازاتهم».

وأشار إلى أن اجتماع مجلس إدارة الهيئة استعرض الاستعدادات الجارية للمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، الذي تنظمه الهيئة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الفترة من 23 إلى 28 مايو (أيار) الحالي، وما يمثله هذا المؤتمر من أهمية استثنائية كونه يقام برعاية قائد البلاد وباسم المملكة، ويحضره وزراء وممثلون للدول الإسلامية، وعدد من المنظمات المهتمة بالتراث العمراني، بوصفه قضية أساسية في ترسيخ الهوية، ورافدا اقتصاديا مهما تنبهت له الكثير من دول العالم.

وثمّن تعاون كثير من الجهات الحكومية بإقامة فعاليات مصاحبة في عدد من مناطق المملكة بما يحقق رسالة المؤتمر، وينبئ بقيام تظاهرة استثنائية من حيث التنظيم والتنوع في البرامج، مضيفا أن المجلس أكد أهمية إسهام الجهات الحكومية والقطاع الخاص في إنجاح هذه المناسبة الوطنية الكبرى.