أميركا: مظاهرات غاضبة في «وول ستريت» ضد البنوك

احتجاجا على دورها في الأزمة الاقتصادية

جانب من المظاهرات في «وول ستريت» أمس (رويترز)
TT

نظم اتحاد نقابات العمال الأميركي مظاهرة أمس في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك) احتجاجا على دور البنوك والشركات الاستثمارية في الأزمة الاقتصادية. ورفعوا لافتات تقول «أصلحوا أميركا، استجوبوا البنوك» و«وول ستريت أفلست اقتصادنا».

وقبيل المظاهرات وفي الصباح الباكر، احتل متظاهرون مداخل بنوك وشركات استثمارية في «وول ستريت». وهتفوا ضدها، وعلقوا لافتات على المدخل تعبر عن غضبهم لما لحق بالبلاد بسبب الكارثة الاقتصادية.

من بين المباني التي هاجموها مباني بنوك «مورغان جيس» و«ويلز فارغو» و«واشوفا». وفي الأول، عقدوا مؤتمرا صحافيا، وهتفوا «اقضوا على البنوك العملاقة» و«نحن الشعب، نحن أقوياء». غير أن المتظاهرين تركوا المباني بعد أن وصلت فرق من الشرطة.

وكانت مظاهرات خرجت في مدن رئيسية أخرى، واحدة منها في سان فرانسيسكو. وهتف هؤلاء «عددنا أكثر، وعدد البنوك اقل» و«اليوم يوم الحساب» و«أين أموالنا؟» و«نحن عائلات بسيطة». وتركزت هذه المظاهرات أمام مبنى بنك «ويلز فارغو» الذي كان أفلس مع بداية الأزمة الاقتصادية في سنة 2008، ثم سارع «بنك أوف أميركا» بإنقاذه.

ويتوقع أن تستمر المظاهرات خلال عطلة نهاية الأسبوع في الفنادق التي ستعقد فيها مؤتمرات سنوية لحملة الأسهم في كثير من البنوك والشركات الأميركية. بعض هذه المؤتمرات ستعقد في لاس فيغاس (ولاية نيفادا) وفي بالم بيتش (ولاية فلوريدا)، وبدأت وفود المتظاهرين تتجه نحو هذه المدن. وبالإضافة إلى اتحاد نقابات العمال الأميركي، تنظم المظاهرات جمعيات ليبرالية ويسارية.

وقالت ليز ميوري، متحدثة باسم خطة العمل الشعبية الوطنية، إنهم سينظمون مظاهرة في واشنطن لمخاطبة أعضاء الكونغرس، ولحثهم على إصدار قوانين متشددة على البنوك والمؤسسات الاستثمارية.

وقالت «تصرف وول ستريت مليوني دولار كل يوم على لوبيات وجماعات ضغط في واشنطن لتضغط، بالنيابة عنها، على أعضاء الكونغرس».

وقالت زيفر تيتشاوت، أستاذة قانون في جامعة فوردهام في نيويورك، وناشطة في مجال الهجوم على البنوك والمؤسسات الاستثمارية، إنه كلما زادت المظاهرات، سواء أمام مباني البنوك أو أمام الكونغرس، سيزيد إحساس أعضاء الكونغرس بأن الشعب الأميركي غاضب لما حدث. وأضافت «هذه المظاهرات تصور غضبا شعبيا كبيرا، رغم أنها مظاهرات صغيرة ومتفرقة.. فهي تصور غضبا عميقا في كل أنحاء الولايات المتحدة».

وقالت إنه، منذ أن بدأت الأزمة الاقتصادية، راهنت «وول ستريت» على شيئين.. أولا: أن الموضوع معقد، ولا يقدر المواطن العادي على فهمه، ويسهل خداع الأميركيين بإعلانات صفحات كاملة في الصحف تتحدث عن حسن نوايا البنوك، وتقدم إغراءات في صور أسعار فائدة مخفضة.. ثانيا: أن أعضاء الكونغرس يمكن إقناعهم عن طريق مكاتب اللوبي وجماعات الضغط في واشنطن.

وأضافت «إذا تحرك الشعب، نقدر على أن نعيد (نيوديل/ البرنامج الجديد)»، في إشارة إلى إصلاحات أساسية في النظام المصرفي في «وول ستريت» بعد الانهيار الاقتصادي سنة 1929.