الشرطة توقف 3 أشخاص تهجموا على «منزل» مدير هيئة مكة المكرمة وتحيلهم للادعاء العام

مدير الهيئة: الحادثة إقصاء فكري.. وأتعرض للتهديد بالقتل

TT

أحالت الجهات الأمنية السعودية في مكة المكرمة الأشخاص الثلاثة الذين تم القبض عليهم في حادثة التهجم على منزل الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة إلى الادعاء العام.

وكان أشخاص قد تجمهروا وأزعجوا الشيخ في منزله على أثر فتواه بجواز الاختلاط التي أصدرها مؤخرا. مما دفع أسرته إلى التقدم بشكوى للجهات الأمنية التي باشرت الحادثة على الفور.

وأوضحت شرطة العاصمة المقدسة أنه تم القبض على ثلاثة أشخاص قاموا بالتهجم على منزل الدكتور أحمد الغامدي، مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة، بعد صلاة العصر يوم أول من أمس، في حي العوالي جنوب غربي العاصمة المقدسة.

وبين الرائد عبد المحسن الميمان، المتحدث الرسمي لشرطة العاصمة المقدسة، في توضيح لـ«الشرق الأوسط» أنه تم إيقاف ثلاثة من الشبان المتهورين الطائشين أول من أمس بعد دخولهم في ملاسنات لفظية ومشاحنات كلامية مع الابن الأكبر لمدير عام الهيئات بمنطقة مكة المكرمة، الذي بدوره قام بإبلاغ الجهات المختصة عنهم، حيث تحركت فرقة ميدانية على الفور من شرطة العاصمة المقدسة وتم عمل ضبط للحالة. مبينا «أنها جنائية أتت من أشخاص متهورين، وتم على الفور إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، دائرة العرض والأخلاق لاستكمال التحقيقات اللازمة معهم ومعرفة دوافع تصرفهم غير المسؤول».

إلى ذلك أوضح أحمد الغامدي، مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الحادثة كانت إقصاء فكريا على مستوى القبيلة والمجتمع، بعد أن تعرض لتهديدات مباشرة بالقتل، ناهيك عن مضايقة أبنائه وأسرته والكتابة على جدران بيته بأسلوب أقل ما يقال عنه إنه «مستفز».

وقال الشيخ أحمد الغامدي، من مكتبه في الدور السادس بالعزيزية، إنه مارس «الخلوة» لمدة ثلاث سنوات مع أمهات الكتب والمراجع الدينية بعد أن تم تهميشه وإقصاؤه على امتداد العشرين ربيعا، كانت مدة عمله في جهاز الهيئة، موضحا أنه تلقى طيلة تلك السنين خبر تسريحه عن ممارسة عمله في الهيئة شفهيا، وحين يسأل عن الأوراق الثبوتية لتسريحه يجد الإجابة بأنه لا توجد.

وقال كذلك: إن المجتمع السعودي مورست عليه فتوى الخط الأوحد على امتداد فاق الخمسة عقود، وتم فيها تجميد عقول «العامة» في فهم ما يطرح، بل إن العجب العجاب أن تمنع أقوال الفقهاء المخالفين ولا يسمح في السياق ذاته إيراد «الترجيح»، وهي على حد قوله «رهبنة فكرية»، همشت دور العقل وفرضت تيارا أوحد ساد في المجتمع، ولم يسمح بفرض التساؤلات، فضلا عن احترام الحجة، ومناقشة الدليل، مبينا أن جل من واجههم هاجموه دون أن يقرؤوا أطروحته، ووقعوا في شرك الإقصاء ومصادرة الرأي، والله سبحانه، وهو المشرع، حبب ورغب في التقرب إليه قائلا: «لا إكراه في الدين».

وأشار الغامدي إلى أن فتواه اختمرت اثني عشر عاما، وأنه لم يرد إظهارها للإعلام إلا حين ينضج، ويتسع لجميع المدارك الفكرية، وأنه حين حان حصادها، يأمل وعيا وإدراكا مجتمعيا، وعلى الجميع أن يعوا أمور دينهم بشكلها الشرعي الصحيح.