نتنياهو ينتصر على معارضيه.. وأبرز منافسيه يعتبر أن «القدس ضاعت»

حصد 77% من أصوات قيادة حزبه.. وأكد أن النتيجة تبرهن على غلبة الجناح المعتدل ضد التطرف

TT

حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انتصارا ساحقا على معارضيه في حزب الليكود، حاصدا 77 في المائة من أصوات قيادة حزبه المركزية، فعزز مكانته في قيادة الحزب. ولم تعد أمامه حجة يتذرع بها للتهرب من مستلزمات العملية السلمية، بل أن منافسه الرئيسي، موشيه فاغلين، راح يبكي على هزيمته أمام كاميرات الصحافيين لدى ظهور النتيجة فجر أمس. وقال مولولا: «راحت القدس من أيدينا».

وكان حزب الليكود قد شهد في الأسابيع الأخيرة صراعا شديدا حول طلب نتنياهو تأجيل موعد الانتخابات الداخلية لمؤسسات الحزب القيادية. فحسب دستور الحزب، يجب إجراء هذه الانتخابات مرة كل أربع سنوات بعد سنة من الانتخابات العامة، أو قبيل الانتخابات الطارئة. وقد كان نتنياهو قد نجح قبل عشر سنوات في تعديل الدستور على هذا النحو، قائلا في حينه إنه يجب أن يتاح لرئيس حزب الليكود أن يستعد جيدا للانتخابات العامة، ولا ينشغل في انتخابات داخلية كما في الأحزاب الأخرى. واعتبر هذا الأمر ذروة في الديمقراطية.

ولكنه تراجع عن هذا الرأي، وقال إنه أمام إسرائيل توجد تحديات كبيرة في هذه الفترة، مثل قضية إيران وأذرعها العربية في سورية ولبنان وقطاع غزة ومثل الأزمة الاقتصادية العالمية، ولا يجوز أن ينشغل رئيس الحكومة عن هذه القضايا ويغرق في مواجهة خصومه الداخليين والانتخابات الحزبية. إلا أن خصومه توجهوا إلى المحكمة ضده، مشتكين من أنه يدوس الديمقراطية التي تباهى بها بنفسه في الماضي. وصدوا ادعاءاته قائلين بأن نتنياهو ينشغل فعلا عن إدارة شؤون الدولة لكي يجهض معارضيه، واتهموه بأنه يريد أن يسيطر على الحزب بشكل غير ديمقراطي.

وقال منافسه الأساسي، فاغلين، إن نتنياهو يريد تأجيل الانتخابات الداخلية لكي يظل المجلس المركزي للحزب مشلولا، فلا يتصدى له عندما يرضخ للضغوط الأميركية في موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين وفي موضوع «منع اليهود من البناء في القدس». وانضم إلى فاغلين عدد كبير من نواب الليكود، بينهم 3 وزراء، رأوا أن نتنياهو يمس بديمقراطية الليكود.

وفي خطاب النصر قال نتنياهو إن الليكود أثبت بهذه النتيجة أنه حزب معتدل ومسؤول يرفض التطرف ويدرك المصلحة العامة للدولة ويغلبها على مصلحته الذاتية. ويرى الخبراء السياسيون في إسرائيل أن هذه اللهجة موجهة إلى الخارج، ولكنها سلاح ذو حدين: فمن جهة حقق نتنياهو مكسبا كبيرا لتعزيز قوته في الحزب، ولكنه أزال الحجة التي تذرع بها للامتناع عن التجاوب مع المطالب الأميركية لاستئناف المفاوضات. فقد كان يقول للأميركيين إنه لا يستطيع تمرير قرار تجميد الاستيطان بسبب المعارضة الداخلية القوية، بل كان يعبر عن خشيته من أن تسقط حكومته في حالة إقدامه على «قرارات صعبة كهذه». واليوم، أصبح واضحا أنه يسيطر جيدا على الحزب. ويستطيع، إن أراد، أن يتخذ أي قرار يصب في مصلحة السلام.