مصادر إسرائيلية: أوباما يفكر في مؤتمر دولي للسلام إذا تعثرت المفاوضات

لجنة متابعة المبادرة العربية تبحث اليوم مقترحات واشنطن.. وحديث عن ضمانات أميركية ينفيها عريقات

جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينيا يحتج على الاستيطان في قرية النبي صالح في الضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
TT

بينما يجتمع وزراء الخارجية العرب الأعضاء في لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اليوم (السبت) في القاهرة، برئاسة قطر، لدراسة المقترحات الأميركية التي قدمت للفلسطينيين لإطلاق المحادثات غير المباشرة (المحادثات عن قرب) بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كشفت مصادر سياسية إسرائيلية نقلا عن سياسيين أوروبيين، أمس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ينوي الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط في الخريف القادم، في حالة فشل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة «هآرتس»، أمس، إن أوباما عرض أفكاره أمام أكثر من مسؤول أوروبي التقاهم مؤخرا (في مؤتمر مكافحة الإرهاب النووي في واشنطن)، فقال إنه مقتنع بأنه سيتمكن من استئناف المفاوضات غير المباشرة في أواسط الشهر الحالي، وفق الشروط الجديدة التي فرضتها إدارته. لكنه غير واثق من أن هذه المفاوضات ستسير بالشكل المطلوب. ولذلك، فإذا حصل وفشلت في التقدم في مسيرة السلام، لا بد من اللجوء إلى وسيلة أخرى دولية بمشاركة أكبر عدد من دول العالم.

وترافق ذلك مع تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية، قالت فيه أمس إن واشنطن قدمت ضمانات للجانب الفلسطيني لتشجيعه على بدء المفاوضات، تتضمن بحث السماح لمجلس الأمن الدولي بإدانة أي نشاط استيطاني إسرائيلي كبير جديد. ونسبت «الغارديان» إلى مصدر فلسطيني أن ديفيد هيل، نائب المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يريد دفع عملية السلام بدءا بالمفاوضات غير المباشرة، وأنه تلقى تأكيدات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن المشروع الاستيطاني في رامات شلومو الذي أدى لانهيار الاتفاق على بدء التفاوض في المرة السابقة لن يبدأ العمل فيه على الأقل الآن.

وقال مسؤول إسرائيلي إن الخريف القادم، من سبتمبر (أيلول) وحتى أكتوبر (تشرين الأول)، ستكون فترة حاسمة للأوضاع في الشرق الأوسط. فالمفترض أن المفاوضات التي يتوقع استئنافها في هذا الشهر، ستستغرق أربعة شهور، وفق المهلة التي حددتها لجنة المتابعة العربية. وتنتهي هذه المدة في السادس والعشرين من شهر سبتمبر. كما أن تجميد البناء الاستيطاني في مستعمرات الضفة الغربية بشكل جزئي، سينتهي موعده في الشهر نفسه.

وحول اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في القاهرة، فإنه من المتوقع أن يشارك فيه وزراء الخارجية العرب أعضاء اللجنة (13 دولة هي الأردن، البحرين، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، سورية، فلسطين، قطر، لبنان، مصر، المغرب، واليمن)، ومن المحتمل أن ينضم إليهم وزراء خارجية دولة الإمارات وسلطنة عمان، إلا أن مصادر دبلوماسية عربية قالت إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سوف يتغيب عن حضور اجتماع اللجنة، وسوف يمثله في الاجتماع السفير يوسف أحمد سفير سورية لدى مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية. وسوف يمثل الجانب الفلسطيني الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية. وصرح عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس، بأن اجتماع اللجنة سوف يناقش المقترحات والأفكار الأميركية التي تقدمت بها واشنطن للجانب الفلسطيني في ضوء التطورات الأخيرة لاستئناف عملية السلام ليتم تقييمها واتخاذ القرار العربي المناسب بشأنها.

وقال موسي إن لجنة المتابعة سوف تستمع للجانب الفلسطيني الذي سيشرح خلال الاجتماع ما قدمه واقترحه على الجانب الأميركي خلال الاتصالات الأخيرة التي جرت مع الولايات المتحدة، وما نقله الجانب الأميركي في اتصالاته مع إسرائيل.

وردا على سؤال حول المنتظر من اجتماع اللجنة قال موسى «نحن نسعى إلى وضع إطار لاستئناف عملية السلام بتوافق عربي يقوم على أساس أن السلوك الإسرائيلي الحالي لا يتناسب مع الموقف العربي الراغب في بدء عملية سلام حقيقية وليست عملية شكلية تتمحور حول عقد لقاءات واجتماعات دون أن يفضى ذلك إلى أي نتيجة».

من جانبه، أكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات أنه سيعرض على وزراء الخارجية خلال اجتماع لجنة المبادرة كل نتائج المحادثات التي تمت مع الإدارة الأميركية. وقال عريقات «سوف أبحث مع وزراء الخارجية كل النتائج التي وصلت إليها المباحثات مع الجانب الأميركي»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الاتصالات مع الإدارة الأميركية ما زالت مستمرة.

وحول وجود ضمانات أميركية بشأن قبول إعلان دولة فلسطينية في حالة فشل المحادثات مع الجانب الإسرائيلي، قال عريقات إنه «لا توجد ضمانات أميركية، ولكن يوجد تفاهم منذ أن بدأت المحادثات مع واشنطن حول ما أصدره بيان القمة العربية في مارس (آذار) الماضي، وبيان الوزراء العرب ولجنة متابعة المبادرة العربية». ويأتي اجتماع لجنة المبادرة قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مصر يوم الاثنين المقبل، حيث يلتقي خلالها الرئيس المصري حسني مبارك لبحث سبل استئناف عملية السلام المتوقفة تماما. كما سيزور جورج ميتشل مصر. وحسب مصادر إسرائيلية فإن ما يفعله ميتشل هو في الواقع مفاوضات غير مباشرة بين نتنياهو والرئيس عباس، حيث إنه بات يحاورهما في قضايا تتعلق بجوهر الصراع وآفاق التسوية، وليس فقط في الشؤون الإدارية والتقنية للمفاوضات.